الإعلام الديني في عصر الاختراق الثقافي

يبدو
إنني لم استغرب مقولة احد علماء الاتصال حينما قال عن جهاز التلفزيون عند
اختراعه بأنه (ثورة داخل صندوق) هذه الثورة التي أصبحنا نعيشها واقعاً
ملموساً بعد أن غزت العالم من أقصاه الى أقصاه. ثورة بدأت ملامحها باختراع
الترانزستور مرورا بمولد الإذاعتين(المسموعة والمرئية) انتهاء بغزو للفضاء
عبر كوكبة من الأقمار الاصطناعية.

ثورة
التدفق الحر للمعلومات من الشمال الى الجنوب بعد ظهور شبح مايعرف بالبث
المباشر الذي غزا كل أسطح المنازل وتسلل الى داخل كل بيت عبر منظومة
الكترونية صغيرة ودقيقة قد لايتجاوز قطر جهاز استقبالها تسعين سنتميتر إنها
ثورة الاختراق الثقافي لاالغزو الثقافي إنها ثورة القنوات الفضائية التي
طغت على الساحة الإعلامية ونتيجة للتطور التكنولوجي المتسارع الذي شهدته
القنوات الفضائية تنافست الشركات الإعلانية وكبار السماسرة وأصحاب رؤؤس
الأموال في افتتاح العديد منها بعد أن ابتعدت عن مهامها الإنسانية وأهدافها
السامية فكانت النتيجة قنوات فضائية تجارية تتاجر الغناء والرقص والمجون
والأفلام الهابطة وتنشر الرذيلة والفسق وسوء الخلق إلا من رحم الله.

هذه القنوات التي نصبت أعلامها في كل بيت مخترقة كل الحدود والحواجز حتى الصغير منا قد لاينجو منها بمجرد الضغط على زر جهاز التحكم.

فكثر
النقاش والجدال حول موضوع الاختراق الثقافي عبر القنوات الفضائية وأجريت
العديد من الدراسات العلمية لوضع الحلول المناسبة في كيفية المحافظة على
هويتناو قيمنا وأخلاقنا عبر إعلام عربي هادف.

فهل
الإعلام الديني الذي برز في الفترة الأخيرة بشكل ملحوظ عبر قنوات فضائية
دينية جاء كرد فعل لمواجهة القنوات الفضائية الهابطة؟ وهل ظهور هذه القنوات
مؤشر على صحوة الإعلام العربي من غفلته؟ وهل يعني ظهور العديد من هذه
القنوات دليل على نجاح الإعلام الديني؟