أن الحمد لله ، نحمده ونستعينه ، ونستغفره ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهدأن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله و أصحابه ومن تبعهم بإحسان الى يوم الديـــن وسلم تسليما كثيرا ،
أما بعد ...
يسُر فريق الأعمدة الصُحفية
تحت اشراف مُشرفى المنتدى النُشطاء ونائب مراقبة القسم ومراقبة القسم
أن يقدموا لكُم العدد الجديد
الاستقامة
والاستقامة هي : لزوم المنهج المستقيم ، والطريق القويم ، وهي صراط الذين أنعم الله عليهم
(من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين).
والمنهج المستقيم والطريف القويم هو: دين الله تعالي
(قُلْ إِنَّنِي هَدَانِي رَبِّي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ دِينًا قِيَمًا مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا)
وهو الذي نسأل الله إياه كلما قرأنا فاتحة الكتاب :
(اهدنا الصراط المستقيم)
كيفية الاستقامة :
والاستقامة : مجموعة في هذه الآيات الكريمة:
(فَاسْتَقِمْ
كَمَا أُمِرْتَ وَمَنْ تَابَ مَعَكَ وَلَا تَطْغَوْا إِنَّهُ بِمَا
تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ *وَلَا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا
فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ
ثُمَّ لَا تُنْصَرُونَ * وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ
وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ
ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ * وَاصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ
أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ)
- هؤلاء الذين أنعم الله عليهم: هم الذين
اتبعوا أوامره، واجتنبوا نواهيه، وتحروا مواطن رضاه ، وتنحوا عن مواطن
غضبه سبحانه ، حتى صار ذلك هدفهم ، وفي إطاره يدور سلوكهم، وبه تصطبع
تصرفاتهم .
وليس هذا الهدي بالأمر الهين ، بل هو الذي يحتاج مجاهدة جادة ، وعزيمة راشدة ، وإرادة قوية ، ومثابرة مستمرة .
فهذا نبينا صلي الله عليه وسلم : يقول لمن رآه في المنام حين سأله قائلا يا رسول الله ..!
روي عنك أنك قلت : "شيبتني هود"
فقال نعم.
فقال له : ما الذي شيبك منها، قصص الأنبياء وهلاك الأمم..؟
قال : لا ، ولكن قوله تعالي (فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ)
حيث إن السير علي هذا الصراط المستقيم، بما يصير معه المرء مستقيما : يمكنه من أن يكون
عضوا نافعا في بيئته،
خيرا في مجتمعه،
قدوة صالحة لغيره.
وهذا ما أراده النبي صلي الله عليه وسلم للصحابي الذي قال له : قل لي في الإسلام قولا لا أسأل عنه غيرك.
فقال له : " قل آمنت بالله ، ثم استقم"
نتائج الاستقامة في الدنيا :
نعم ..لو استقام الفرد، وطبق ما أراده الله منه،
وتجنب ما نهاه الله عنه.
ولو استقامة الأسرة...
ولو استقامت الأمة...
ولو استقام المسئولون..
لانعدمت ـ أو كادت ـ
الرذائل،
والفواحش،
والضعف والخنوع ،
والتبعية الذليلة،
من صفوف الأمة.
ولسادت ـ أو كادت ـ
الفضائل والمكارم،
والقوة والعزة،
والاستقلالية الراشدة،
والتفوق البناء،
في جموع هذه الأمة الخيرة.
وفوق هذا وذاك ،
لنالت هذه الأمة أفرادا وجماعات
ـ أحلي وأغلي وأجمل ما يتمناه إنسان في الآخرة.
فإن جزاء الاستقامة في الآخرة : يكون بالخير في أحرج الأوقات وأصعب الأزمات.
حيث يقول عز وجل
(إِنَّ
الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ
عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا).
أي لا خوف عليهم من أهوال ما هو آت ، ولا هم يحزنون علي ما فات.
كما يقول سبحانه:
(إِنَّ
الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ
عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا
بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ * نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي
الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآَخِرَةِ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي
أَنْفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ * نُزُلًا مِنْ غَفُورٍ
رَحِيمٍ).
صدق الله العظيم
ويقول العلماء: هذه البشارات من الملائكة تكون في أحرج الأوقات وأصعب الأزمات.
وهي :
ساعة سكرات الموت.
وفي القبر.
ويوم الحشر.
***
ألا من مراجع لنفسه..!!
ألا هل من مشمر...؟!!
ألا هل نستقيم..؟!!
اللهم : اجعلنا من المستقيمين ، وارزقنا هذه البشارات، وأرض عنا يا رب العالمين..آمين.
والصلاة والسلام على خير خلق الله
سيدنا ونبينا محمد عليه الصلاة والسلام
[center]