تهدد الظروف البيئية المحيطة بمحمية بحيرة السبخة الواقعة
بتراب بلدية حاسي القارة 270 كلم جنوب عاصمة ولاية غرداية، بتدمير الوسط
الطبيعي المحيط بأكثر من 25 ألف نسمة تقبع على ضفاف بحيرة المنيعة المصنفة
رفقة بحيرة الشط بمدينة بورقلة ضمن المناطق الرطبة الطبيعية والاصطناعية
المصنفة دوليا بمقرر "اتفاقية رام سار" كمحميات طبيعية
أصبح الرهان القائم اليوم حول قضية حمايتها من التخريب، بمثابة
الكابوس الذي يعكر صفو المسؤولين، في ظل ظروف بيئية معقدة أصبحت تهدد
مستقبل التجمعات السكانية بولاية غرداية، من خلال الأمراض المتنقلة عن
طريق المياه والأوبئة الخطيرة التي زاد تهديدها على صحة المواطن بفعل عودة
مستويات التلوث بمصب البحيرة إلى درجة عادت معها تلك الأوضاع المؤسفة التي
حذر من خطورتها العديد من الخبراء والمختصون على غرار الأستاذ المحاضر عضو
مكتب الاتفاقية الدولية "رام سار" "أحمد سيقع" الذي تنبأ منذ 10سنوات
بتأثير زوال الوسط الطبيعي للبحيرة على حياة سكان المنطقة نظرا لما يعرفه
واقع البحيرة من تدمير وعبث متعمد أسست له يد الإنسان في ظل سياسة التقاعس
والإهمال المبرمجة من خلال صمت الوزارة الوصية على قطاع البيئة المتواصل
إزاء ما يحدث، وهو ما أرسى حسب العديد من المهتمين بميدان البيئة بولاية
غرداية الاعتقاد السائد لدى كل المتوالين على سلطة القرار المحلي باعتبار
موضوع البيئة لا يعنيهم بالرغم مما تمثله هذه المنطقة ذات النظام
الإيكولوجي المتميز المصنفة كمحمية منذ سنة 2004 على مستقبل مدينة حاسي القارة وجارتها المنيعة اللتين أصبحتا مهددتين بكارثة ايكولوجية وظاهرة صعود المياه.