صرخة ... الاعلام وتجاهله لقضايا المجتمع
يعتبر الاعلام من اهم الوسائل الحديثة في التعريف بقضايا المجتمع لما له من أنتشار واسع وتأثير
قوي على ثقافة الفرد لكن هذا الحلم أصبح مجرة فكرة سطحية لا يعرف
الاعلام منها سوى التستر وخدمة المصالح وخير دليل ما تعانيه مجتمع القرة السمراء أو العالم الثالث
لا يختلف اثنان على أن اخطر قصية تهدد العالم حاليا هي قضية ديون الدول النامية أو ديون العالم الثالث
كما يحلو للبعض أن يسميها، فهي اخطر من كافة الخلافات السياسية والنزاعات الإقليمية
التي تغطي مساحة شاسعة من ربوع العالم، ذلك لان الدول المشاركة في الخلافات السياسية والنزاعات الإقليمية
لا تمثل ثلث عدد الدول المهددة بديونها الخارجي، بل إن معظم هذه الخلافات والنزاعات قائمة على
مسرح تلك الدول نفسها، ولا جدال كذلك في أسلوب الدول الدائنة وصندوق النقد الدوليين
يعقد المشكلة ويجعلها في نظر الكثيرين من خبراء الاقتصاد والمال صعبة الحل أو ربما
مستحيلة، فهي لا تعرف الرحمة، وتتعامل مع العالم الثالث على طريقة تاجر البندقية دون الاكتراث للنزيف
الذي يصيب تلك البلدان ويدفع بها إلى الاحتضار، وهو اخطر ما في الأزمة، بل الأخطر منه أنها
تتعامل مع دول العالم الثالث كذا نحن العرب على إنها متسولة ولا يحق لها الاختيار.
وبالتالي إن فقدان التوازن بين أسعار ما تعطيه الدول النامية للدول الغنية وبين أسعار ما تعطيه
الدول الغنية لنا والدول النامية هو وراء سر تزايد هاته القروض عاما بعد آخر
حتى أصبحت الديون تشكل أرقاما مرعبة تقض مضجع البلدان النامية.