السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
أقتبس أولا من الآية الكريمة
"و قل رب ارحمهما كما ربياني صغيرا"
و من الحديث النبوي الشريف
"قال رسول الله -صلى الله عليه و سلم-:"رضا الله في رضا الوالد وسخط الله في سخط الوالد"(الترمذى :1899)
و من أغني جميلة أقتبس البداية
"على باب الله راضي بكل حال...على باب الله عمري ما قلبي شال"
--المهم--
حكايتي لا تُصدق
لكن، إخوان و أخوات كثيرون قالوا لي
لا تحزني، فمثلك كثير في هذا الزمن الذي لا يرحم
لكنني لم أر لحد الآن مثلي
*****
أبي؟
***
يؤلمني أن أكتب الحكاية بتفاصيلها التي باتت تبكيني كلما حكيتها
سأقول باختصار
أن ابي، في زمن لا يرحم
و في مجتمع لا يحترم و لا يكافئ المرأة
و ينتظر بشغف أن تصبح بلا سند ليفترسها
في هذا الزمن
تخلى عني أبي
طلق أمي و طردني أنا و إخوتي من البيت الذي عشنا فيها بأمان
بالرغم من كل ما عشناه من عذاب فيه
إلا أنه كان جنتنا بالرغم من كل شيء
و كان "أبي" بالرغم من كل شيء
كنت أقول في نفسي
محكوم علي أن يكون أبي هكذا
و لا مفر لي من هذا القدر
و محكوم علي أن أحترمه و ابر به بالرغم من كل شيء
لكنه، بدلا من أن نكون نحن المنتفضون على معاملة ابينا لنا
كان هو المنتفض
هل تصدقون؟
صدقوا أو لاتصدقوا
قال لنا بالحرف الواحد
"لا أريد أبناء مثلكم متربيين...أريد أبناء منحرفين لكي يقول الناس (يا للرجل المسكين، هو طيب و أولاده منحرفون)"
و على هذا الأساس
طردنا من البيت
و تزوج بسرعة
آه، نسيت أن اخبركم
هل أحكي لكم قصة الرحيل؟
حسنا، في ذلك اليوم ذهبت أمي لتجلب شاحنة لترحيل الأثاث
و بعد أن جاءت الشاحنة، خرج أبي، و جلس في السيارة مع صديقه يتفرج علينا
و يبتسم
و نحن نُرحِل أثاثنا و الجيران يولولون و يبكون
و رحلنا وسط جزع الجيران و فرحة الأب
و للغد
أقام وليمة احتفال شكرا لله على أن نجاه من أعدائه و انتصاره
أخبرنا بهذا جار حضر، و لم يكن يعرف ان الوليمة مقامة على شرف هذه المناسبة
ثم تزوج
و قطع كل اتصال لنا معه
حتى رسائلنا التي كانت تصل إليه
قال لساعي البريد
لا تحضروا إلي هذه الرسائل لم أعد على علاقة معهم
و في عيد الفطر لما كنا في طريقنا لمعايدته
كان هو في الطريق ليشتري لزوجته الجديدة على دراجته الهوائية
و لما رآنا، غَيـَّر الطريق...ببساطة...
****هذه الأحداث واقعية مؤرخة بـ 2011****
هذا أبي
******
فهل عرفتم أبا مثل أبي؟
*******
الأب هو السند الذي يتكئ عليه الولد
و الباب الذي تقفله البنت على نفسها لتستتر من أنياب المجتمع الذي لا يرحم
عندما يُفقد هذا السند و هذا الباب
أي مستقبل تتوقعون ؟
طبعا مخيف خاصة للمرأة
**********
أبـــــي؟
*************
للأسف، لا أعرف هذا الإحساس
لدرجة أني أعتقد أنه بقصر حجم هذه الكلمة ، فالأب لا يعني أي شيء لي
*********
قد تستغربون هذا الكلام مني
لكنه واقع مُعاش
*******
لا حول و لا قوة إلا بالله
***********************
و الحمد لله على كل حال