سقوط الثلج على المريخ يشبه ضبابا من جليد صلبلا يزيد حجم ندف الثلج المتساقطة فوق قطبي المريخ عن حجم كريات الدم الحمراء في حين يعيد تساقط الثلج على الكوكب الأحمر إلى الأذهان شكل الضباب أكثر مما يذكر بزخم العاصفة. وقد اكتشف المكوك الفضائي الأميركي "فينيكس" قبل أعوام، أنه في الفترة الفاصلة بين الصيف والخريف يتساقط الثلج في المناطق المحيطة بالقطب الشمالي للمريخ، حيث يصبح الجو دافئا نسبيا في هذه الفترة من السنة، وتتشكل بلورات الثلج فيها من الماء.
ولكن عندما يحل الشتاء، وتهبط درجة الحرارة إلى 125 درجة تحت الصفر، يتجمد في فضاء المريخ غاز ثاني أكسيد الكربون، مشكلا غيوما صلبة من الثلج، التي يمكن لها أن تحوم نحو الجنوب، لتصل منتصف الطريق باتجاه خط الاستواء.
وحتى الآن، لم تتمكن أي محطة فضائية قضاء فصل الشتاء بالقرب من قطبي كوكب المريخ، لذا اقتصر العلماء في دراسة المريخ بمعهد ماساتشوسيتس التقني في الولايات المتحدة الأميركية على المعطيات، التي أرسلتها أجهزة الفضاء المدارية خلال 15 سنة متوالية.
وقد ساعدت المعلومات الواردة من مكوك
"مارس ريكونيسانس أوربيتر" العلماء بالتنبؤ في ظهور الغيوم الثلجية وفق
عوامل الضغط والحرارة، في حين وفر مكوك "مارس غلوبال سورفير" معلومات عن
كمية ثاني أكسيد الكربون المتجمع على شكل ثلوج وجليد في كلا القطبين
شتاءً، إذ أنه في فصل الشتاء تزداد الهطولات على سطح المريخ، لتغير حقل جاذبيته الصغير، والذي رصده المكوك الفضائي، كما أظهر المكوك كمية الضوء المنعكس عن الغيوم الثلجية، ما ممكن العلماء من حساب كثافتها.
كما تمكن العلماء بعد مقاطعة المعطيات مع بعضها البعض من حساب حجم وعدد ندف الثلج في الغيوم بدقة، وبلغ طول قطر حبيبات ثاني أكسيد الكربون المتجمدة بالقرب من القطب الجنوبي 4-13 ميكرونا، بينما يبلغ متوسط طول قطر كريات الدم الحمراء عند الإنسان 6-8 ميكرونات.
وفي
القطب الشمالي، حيث الجو أكثر كثافة بكثير مما هو في القطب الجنوبي، تنمو
حبيبات الثلج، لتصل إلى حجم طول قطره 8-22 ميكرونا، في حين يصل طول قطرها
على الأرض حتى 10 ميليمترات.
وتقول الباحثة كيري كاهوي، إن
المعلومات عن حبيبات الثلج تفيد في توضيح الصفات العامة لفضاء هذا الكوكب،
وتضيف الباحثة، أن نقاط المطر وبلورات الثلج تتكون عادة على أساس الجزيئات
الصلبة المنتشرة في الجو، كالغبار مثلا. ولكن يمكن أن تكون حبيبات الثلج مشكلة من ثاني أكسيد الكربون وفق حالة ما.
بالإضافة لذلك، تفيد دراسة هذه الظاهرة في معرفة أن حجم وتركيب الحبيبات الثلجية في المريخ يؤثران على طول أمواج ضوء الشمس المنعكس والمدمص من قبل البلورات الثلجية، ما سيساعد على إدراك تأثير الشمس في تشكيل مناخ الكوكب الأحمر.