منتديات اقرأ معنـا
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


قال نبينا محمد صلى الله عليه وسلم :{إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاثة: صدقة جارية أو علم ينتفع به أو ولد صالح يدعوا له}
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخولتسجيل دخول الاعضاء
بسم الله الرحمن الرحيم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته , المنتدى تابع لشركة احلى منتدى والخدمة والصيانة مدى الحياة , وأعضاؤنا قدموا 33879 مساهمة في هذا المنتدى وهذا المنتدى يتوفر على 8838 عُضو , للإستفسار يرجى التواصل معي عن طريق إرسال رسالة شخصية .. ولكم فائق تحياتي وتقديري , المدير العام : علي أسامة (لشهب أسامة)
Cool Yellow
Outer Glow Pointer

 

  علمانية البناء الثقافي

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
علي أسامة (لشهب أسامة)
المدير العام
المدير العام
علي أسامة (لشهب أسامة)


الأوسمة وسام العضو المميز
 علمانية البناء الثقافي 41627710
الجنـسية : gzaery
البلد : الجزائر
الجنـــس : ذكر
المتصفح : fmfire
الهواية : sports
عدد المساهمات : 26932
التقييم : 0
تاريخ التسجيل : 24/10/2008
العمر : 31
الموقع : https://readwithus.yoo7.com/
المزاج : nice
توقيع المنتدى + دعاء : توقيع المنتدى + دعاء

 علمانية البناء الثقافي Empty
مُساهمةموضوع: علمانية البناء الثقافي    علمانية البناء الثقافي I_icon_minitimeالثلاثاء 14 فبراير - 17:36

يسعى
الغرب إلى تحقيق علمانية البناء الثقافي في العالم العربي الإسلامي ،
إنطلاقاً من إشاعة وتسويق مقولة، إن الثقافة الأصيلة للعالم العربي
الإسلامي هي عائقٍ أمام التحديث. وهذه المقولة لا تعني سوى أحد أمرين أو
كليهما معاً:
أن التحديث والتقدم ليس إلا أحد أبعاد مفهوم "التغريب" أو صياغة المجتمعات البشرية على صورة المجتمع الأوروبي المعاصر.
إن
هناك ثقافة عالمية واحدة يشترك فيها البشر جميعاً على اختلاف مللهم
ولغاتهم وأجناسهم، ولكل ثقافة أسلوب في التفكير والنظر، منتزع من الدين
الذي تدين به، بحيث لا تتداخل الثقافات ولا تمتزج، ولا يأخذ بعضها من بعض
شيئاً إلا بعد عرضه على أسلوبها في التفكير والنظر، فإن استجاب أخذته
وعدلته وإن استعصى نبذته.
وتعد العلمانية جوهر الوسيلة الثقافية التي
تركز عليها نظريات التقدم الغربية ويتخذون من "علمانية القيم" مقدمة أولى
للتقدم؛ حيث إن العلمانية هي الوجه الآخر للقضاء على الثقافة الأصيلة ذات
الطبيعة الدينية.
والعلمانية ترجمة- غير موفقة- للفظة الأجنبية
(secularism) التي تعني "رؤية للحياة تعتمد في أساسها على استبعاد الدين
وكل الاعتبارات الدينية وتجاهلها، ومن ثم فهي نظام أخلاقي يعتمد على قانون
يرى أن المستويات الأخلاقية والسلوكيات الاجتماعية يجب ان تُحدد من خلال
الرجوع إلى الحياة المعيشية والرفاهية"، أو هي "فصل السلطة الروحية عن
السلطة السياسية وعدم تدخل الهيئات الدينية في شؤون الحكم"، وقد ترجمت
الكلمة إلى اللغة العربية منذ القرن التاسع عشر محملة بنفس المضامين
والمعاني التي اتسمت بها في الخبرة الأوروبية.
- هيمنة الكنيسة
وقد
ظهر هذا المفهوم في الخبرة الأوروبية كرد فعل طبيعي لهيمنة الكنسية
وسيطرتها على مجمل أمور الحياة في أوروبا في العصر الحديث، حيث احتكرت
الدين وتفسيره بصورة نفعية حتمية، لتحقيق مصالح دنيوية، وحجرت على الرأي
والفكر، واعتبرت التفكير والإبداع شيئاً لا تقره المسيحية، وظهرت صكوك
الغفران لبيع الآخرة لمن يستطيع الشراء.
ومن هنا كان طبيعياً أن يظهر
مفكرون ينادون بعزل السلطة الكنسية التي كانت تعين الأمراء والملوك وتقر
العبودية والاستغلال، وقد جاء الرفض لسلطة الكنيسة أولاً، ثم امتد
للمسيحية أو الدين بصفة عامة، حيث رفضت الاتجاهات العلمانية المستندة إلى
القوة لا إلى المبررات الإلهية والحق المقدس، وصار الإذعان والوطنية
بمنزلة الدين الجديد. وأصبح الإيمان الظاهر بالمسيحية يخفي حقيقة عبادة
الدولة بدلاً منها، وتحولت المسيحية من غاية عظمى للحياة إلى وسيلة لإعلاء
شأن الدولة.
وقد جاء هذا التطور عبر قرون ثلاثة: السابع عشر، الثامن عشر، والتاسع عشر، أطلق عليها عصور العقل ثم التنوير ثم التقدم.
- فشل العلمانية
وبالنظر
إلى ما طرح حول العلمانية وضرورتها المزعومة لتحقيق التقدم والتحديث،
ونتائجها الواضحة في المجتمعات الأوروبية يمكن القول بكل اطمئنان علمي: إن
العلمانية لم تحقق النمط الثقافي الأفضل، ولم تقدم حلاً جذرياً لمشكلات
المجتمع الأوروبي ذاته، فكيف يدعون العالم العربي الإسلامي للأخذ بنمط
فاشل في مجتمعاته الأصلية؟ والدليل على فشله أن التطبيقات العلمانية أفرزت
عدة ظواهر في المجتمع الأوروبي ذاته أهمها:
- افتقاد المعيار للفكر أو
الحركة، ما أدى إلى التشرذم والتشتت وظهور نظريات متتالية ومذاهب متعارضة
ومتناقضة، من "الدارونية" إلى "الهيجلية" إلى "الماركسية" إلى
"الوجودية"... إلخ ناهيك عن الحركات الاجتماعية ذات المشارب المتعددة،
وذلك بحثاً عن أرضية يقف عليها العقل الأوروبي، بعد أن أخرج الدين من
إطاره الفكري، وتم حصره بين جدران الكنيسة، فاتخذ الواقع معياراً للتقويم
في إطار ماعرف بالنظرية التجريبية، فاعتبرت معطيات الواقع في مرحلة معينة
مصدراً للقيم والمفاهيم ومحدداً للوئاسل والغايات في الفترات الأخرى.
ومن
ثم صار اليوم يحكم الغد ويتحكم فيه، وحيث إن الفكر البشري محدود دائماً
بإطار الزمان والمكان، ولا يستطيع تجاوزه أو استشراف المستقبل، فإن
التعديل على الواقع التجريبي والفكر البشري لتقديم نموذج أو إطار للحركة
البشرية أمر يقود إلى المزيد من التخبط والضلال.
الدعوة إلى علمانية
الثقافة تعني تحطيم المكونات العقيدية والفكرية والحضارية للمجتمعات غير
الأوروبية لطمس هويتها والاستيلاء الكامل على ثقافتها وتوجهاتها وعقيدتها.
- نسبية القيم
في
ظل انعدام الضوابط العقيدية والقيم الأخلاقية، تصبح المصلحة والمنفعة
المحدد الوحيد للحركة الإنسانية، ويخضع الحق للمصلحة ويتلون بها، وعرفت
تلك المجتمعات أشبع انتهاكات حقوق الإنسان في المجتمعات غير الأوروبية،
سواء فيما عرف بتجارة الرقيق، أو إبادة الهنود الحمر من أمريكا وسكان
أستراليا، واستنزاف موارد آسيا وأفريقيا، وتخريب هذه المجتمعات، ويسمون
ذلك العصر الذي شهد كل هذه المآسي "عصر النهضة" وذلك انطلاقاً من مقياس
نسبي- يرى الحق فيما يحقق المصلحة.
إذا كانت هذه آثار العلمانية
واعتمادها محوراً للحركة الاجتماعية في المجتمع الأوروبي، فهل يقدم مفهوم
العلمانية وسيلة صالحة لتحقيق التقدم في المجتمعات غير الأوروبية؟ وهل
الدين عقبة أمام تحقيق التقدم؟
إن معظم الدول غير الأوروبية لم تشهد في
تاريخها الظواهر نفسها التي أدت إلى بروز مفهوم العلمانية في الخبرة
الأوروبية، حيث لعب الدين الإسلامي في العالم الإسلامي دور الدافع والحافز
للتطور والنهوض بالطاقات والفعاليات الإنسانية، والخبرة الإسلامية الأولى
لم تزل ماثلة في الأذهان، وكذلك فإن تجربة اليابان خلال القرنين الماضيين
تقدم نموذجاً مغايراً تماماً للخبرة الأوروبية.
- عوامل خارجية
إن
الأسباب الكامنة وراء تدهور أوضاع المجتمعات غير الأوروبية لا ترجع إلى
عوامل ثقافية، بقدر ما ترجع إلى العامل الخارجي المتمثل في النهب الأوروبي
والسيطرة واستنزاف الموارد وتشويه الهياكل الاقتصادية، ثم التشويه المتعمد
للبناء الثقافي، وإفقاده فاعليته الأصلية دون إكسابه فاعلية مستحدثة، مع
عدم نفي دور العوامل الداخلية.
إن السياسات المطبقة في الدول غير
الأوروبية منذ الحرب العالمية الثانية وحتى الآن في كثير من الأحيان هي
سياسات علمانية، ورغم ذلك فإن أوضاع التدهور والتردي مازالت قائمة، في حين
أن الدول التي طبقت سياسات تقوم على مبادئ الدين ارتفعت وترقت معيشتها.
إن
الدعوة إلى علمانية الثقافة في المجتمعات غير الأوروبية تستبطن دعوى أخرى
مطروحة على مستوى الأنثروبولوجيا، لتحقيق الثقافة العالمية، ذلك المفهوم
الذي يعني أنماط التكنولوجيا واللغة والعادات والقيم التي تنتشر بين شعوب
العالم، وتقودها نحو قدر أكبر من التشابه، حيث إن كلما كانت الثقافات
موحدة والشعوب أكثر انتماء إلى بعضها بعضاً، والعالم منظماً في مؤسسات
عالمية؛ تقدمنا نحو المجتمع العالمي والثقافة العالمية، وكل ذلك ليس له
سوى معنى واحد وهو تحطيم المكونات العقيدية والفكرية والحضارية والأنماط
المعيشية للمجتمعات غير الأوروبية، وفي مقدمتها المجتمعات العربية
والإسلامية وإحلالها للنمط الثقافي الأوروبي الأمريكي، لطمس هوية هذه
المجتمعات تمهيداً للاستيلاء الكامل على ثقافتها وتوجهاتها وعقيدتها
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://readwithus.yoo7.com
 
علمانية البناء الثقافي
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
»  الإعلام الثقافي والهوية
»  الإعلام الثقافي.. في الصحافة المكتوبة
»  العمود الثقافي حروب ثقافية

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات اقرأ معنـا :: ˆ~¤®§][©][ عــلوم وثقافـة ][©][§®¤~ˆ :: الصحافة والإعلام-
انتقل الى: