تشترك
المدرسة والأسرة في عملية التربية والتعليم كركنين أساسيين يشتركان مع عدد
من العوامل الاخرى التي تؤثر في التربية كما قد تؤثر في التعليم.فالطفل
قبل أن يصير تلميذا مختلف تماما عن التلميذ الذي تتغير نظرته للحياة
ولمحيطه الإجتماعي ولكل المؤسسات المحبطة به.وحيث أن الطفل ليس مادة تصنعها
على هوانا,فإن لكل منا ميولات ومواهب مختلف ينبغي أن تعمل المدرسة على
إكشافها وتنميتها بدل العمل على صنع أجيال بمواصفات يحددها الحاكم.فالتربية
الحقيقية هي التي تبتغي الكشف عن أفضل ما في الكيان البشري وابرازه.وليس
صناعة أجيال بمقاييس محددة سلفا وتمرر ايديولوجيا في اطار ما يعرف بالمناهج
وغاياتها العامة.
أُنشأت
المدرسة كرهان تربوي مرتبط بالانسان منذ القدم وكانت دوما وسيلة من وسائل
الدعم والدعاية للحاكم بل كانت منظومة دعاية تعكس السلطوية الفكرية,وتمارس
التدجين من أجل مصالح هذا او ذاك.طبعا نحن لسنا في منأى عن هذا كله ونستطيع
أن نعرف جيدا أنه اذا ما اراد الحاكم او اتباعة تكريس سلطته وسطوته أحاط
نفسه بهالة ايديولوجية وسلسلة من الاعراف والطابوها,وبكثير من المعتقدات
التي تجعله حاكم الله الاوحد في ارضه.منزها بلا حق وعادلا بلا قضاء وسديد
الرأي دون علم.انها عملية سطوة ايديولوجية تجعل من الإنسان مجرد بوق ينادي
بما تربى عليه في مدرسة الحاكم وكرسته الأسرة والرفقة والمحيط.وهكذا
ساهمت المدرسة على مر العصور في صناعة الديكتاتوريات,وتوطيد أشكال معينة
من الفكر والممارسة والسلوك.هكذا شكلت المدرسة عند الكثيرين حقا يراد به
باطل.
المدارس تختلف والتربية تختلف باختلاف الشعوب وثقافتها وقيمها وكذلك باختلاف رغبات حُماتها السياسين لا
يمكن تمرير ما يختلف مع ما تريده السطوة السياسية.والحديث هنا عن
الديكتاتوريات التي اخدت في التناثر نتيجة لانتشار وعي أكبر بالحق
والواجب.لم تعد المدرسة حاليا تلك الاداة البالغة الخطورة ايديولوجيا لان
تأثيرها في التربية صار أقل ما يقال عنه انه شبه منعدم.وبزوال هذا الاثر
يكون التلميذ الذي
نعتبره رجل الغد اكثر تحررا في بناء ذاته واختيارته .ولا يبقى مجرد بوق
يردد ويحاكي ما يقال له وما يرى عليه سابقيه.فهل سيكون التفكير في اتجاه
اعادة بناء دور المدرسة ايديولوجيا؟ ام انها ستعود يوما الى ماضيها المجيد
؟؟؟!!!!
اخـــــــــوكم
حسن