بسم الله الرحمان الرحيم .
من منا لا يعشق ₪الطفولة₪ ونسماتها ، براءة وابتساماتها ، وللطــفولة مــطارح ولنا منها مــضارب،
فالطفل ₪بريء₪ براءة خوفه ، رقيق رقة نيته ، تائه تيه عقله ، يبكي حينما تتركه امه او يهــرب منه
اخاه ، فنراه في قمة غضبه ، وسرعان ما يطلق العنان ₪لسنفونياته₪ التي عادة لا تنتهي الا بانتــهاء
طاقته ...
والسبب ببساطة لا يتقن ₪فن الإدارك₪ :-)
تخيلوا معي لو وضعنا هذه الطفل بين رفوف مكتبة ،، ماذا سيحصل ؟.
بطبيعة الحال ، سيتخذ امران لا ثالث لهما ، اولهما ₪سيمزق₪ كتبها ، ثانيهما ₪سيقلب₪ رفوفها ،،ببساطـة
لأنه لا يملك ₪فن الإدراك₪ ....هكذا كنت بين ₪رفوف مكتبتي₪ واقصد حينها مكتبه اسرتي ، لم اقرأ الكتاب
ولكني قطعته :-)
نفس الشيء ينطبق على ₪قراء اليوم₪ - هذا إن صدقت فيهم الصفة - فجلهم حبيسو فكرهم وترهاتهم ،
والفرق الوحيد بينهم وبين ذاك الطفل أنهم لا يتقنون ₪فن الإنتقاء₪،فإذا وضعناهم بين ₪رفوف المكتبة₪
نجدهم ₪يحتسون₪ اي مقال ويرتشفون اي خبر ويستمتعون بأي خاطرة ، ربما حبا في العلم ، او ربما
لسعة عقلهم ، لكنها للأسف ₪فقدان مناعة الفكر₪ ،،، ثقافة الإنتقاء .
فإذا كان الجسد يمرض ويتعرض لمختلف الجراثيم المحيطة بحياته اليومية ، فنجد هذا سعال والاخر
نزيف وذاك سرطان - عافانا الله واياكم - فإن العقل هو الاخر له نصيب الاسد من ذلك ، وهذا وفق
ما يسمى في فلسفتي ₪" فقدان مناعة الفكر"₪ ،،
والحالة اشبه ₪بالايدز₪ حيث يصبح العقل ₪مرتع لمختلف الايديولوجيات ومختلف التضاربات₪ لانه لم يعد
يفرق بين ₪حلاله من حرامه₪ وبين المفيد والضار ₪يكفيه سطر₪ او حتى كلمة وفي بعض الاحيان احرف
حتى نراه متلهف ويلقي بالثناء صباحا وبالشكر مساءا .
حــالة ₪القــارئ العربــي₪ على ما يبدو تجاوزت فلسفـــتي و₪فقدان المــناعة₪ الى جــهل بكيفية التفسير
والإستـقبال ، فإذا وجدنا قارئ يتقن ₪الانتقاء₪ ويرتشف كتب العلـماء الاجلاء نراه يفهــمها دون ₪وفاء₪
واقصـــد الإدراك الخاطئ لمضامينها مما يؤثر ايضا على مناعة الفكر ويجعله يسبح في هواه ......
هذه هي حال طفولتي وما حصل بين رفوف مكتبتي لكن على ما يبدو ان طفولتي لم تقتل الكتاب بل
₪ لعبت به فقط !!! ₪
دمتم بود..