[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] منذ سبعينيات القرن
الماضي، يتساءل الفلكيون عن سر وجود آثار لنظير الالمنيوم 26 في نيازك
قديمة على سطح الأرض. والآن يقترح باحثون فرنسيون نموذجا ثوريا يفسر تكوين
الشمس ومجموعتها الكوكبية قبل نحو خمسة مليارات سنة، وذلك من بقايا انفجار
نجم عملاق وهرم في أواخر عمره، كان يندفع في فضاء المجرة، تائها ومبتعدا عن
مجموعته النجمية الأصلية بسرعة هائلة.
أدى انفجار هذا النجم، وهو من
الصنف الذي يطلق عليه اسم المستعّر الأعظم، أو سوبر نوفا، الى حصول موجة
صدمة عنيفة. هذه الموجة سببت تجاذب واندماج السّدم الغازية المجاورة لتتكون
منها خلال 300000 سنة شمسنا وكواكبها، إضافة الى نجوم أخرى اتخذ كل منها
طريقه في فضاء مجرتنا.
نيزك يكشف السر
يقترح هذا المشهد الغريب
فلكيون فرنسيون بقيادة فنسن تتيشيف. وإذا ثبتت صحة هذا النموذج المقترح ،
فإن شمسنا قد تكون حالة فريدة ونادرة من نوعها في الكون.
تكمن الأدلة
على هذا المشهد الغريب في نيازك كانت قد سقطت على سطح الأرض في الماضي
السحيق. بعض هذه النيازك، تحتفظ بآثار من بداية تشكل النظام الشمسي قبل نحو
4,5 مليار سنة.
في عام 1976 اكتشف في أحد هذه النيازك، ويطلق عليه
الاسم ألند Allende عنصر المغنيسيوم 26. وقد ثبت أن هذا النظير ينتج عن
التحلل الاشعاعي للألمنيوم 26. وهذا الأخير لا يوجد حاليا مطلقا، فحياة
النصف له قصيرة نسبيا.
وهنا يثار تساؤل حول مصدر الألمنيوم 26 في بداية
تشكل النظام الشمسي. وقد ثبت للباحثين من رصد نجوم مشابهة لشمسنا في بدايات
تكونها، أن شمسنا لم تكن قادرة على انتاج الألمنيوم 26 بالكميات التي يبدو
أنها قد وجدت داخل النيازك.
فلم يبق سوى احتمال واحد، وهو أن هذا
العنصر قد أتى به نجم عملاق وهرم، في آخر أيامه. فهو الوحيد القادر على صنع
هذا العنصر بكميات كبيرة. وبعد أن انفجر هذا النجم السوبر نوفا، أو
المستعر الأعظم بدأ تشكل نظامنا الشمسي.
في عام 1988 ظهرت أدلة أخرى على
صحة هذه الفرضية عندما أثير الجدل حول وجود عناصر أخرى في النيازك. هذه
العناصر تنتج عن نظير الحديد 60، وهو لا يتخلق الا نتيجة انفجار عنيف، مثل
انفجار نجم مستعر أعظم.
بقي أن نشير الى أن الفلكيين يعتقدون أن شمسنا
كانت محاطة بعدة شموس أخرى قريبة منها، ثم اندفع كل من هذه الشموس في طريقه
في الفضاء. ويدعم هذا الاعتقاد عدة ظواهر، منها المسارات البالغة البيضوية
لبعض المذنبات، والتي يعتقد أن مصدرها من مواد غريبة على نظامنا الشمسي.
وبالعكس، فهناك أجرام أو كويكبات ولدت في نظامنا الشمسي لكنها جذبت بعيدا
الى أطراف هذا النظام بتأثير تلك الشموس القديمة، ومن ذلك كويكب سدنا الذي
يقع فيما وراء بلوتو. ولعلنا نتذكر أن بلوتو كان يعتبر الكوكب التاسع
والأبعد ضمن المجموعة الشمسية، قبل أن تنزع عنه هذه الصفة، لأنه اعتبر أصغر
من أن يسمى كوكبا.