لست عدوا للمشرف التربوي ولن أكون ((على لسان معلم))

يلعب
الأشراف التربوي الناجح دورا كبيرا وبارزا في ترشيد المسيرة التربوية
والتعليمية في كافة المجالات الدراسية ، ويعتبر من الدعائم الأساسية لنجاح
العملية التربوية ، حيث يوجه دفتها إلي طريق تحقيق الأهداف التربوية
المنشودة ، وهو إحدى قنوات الاتصال بين المدارس مما ييّسر تبادل الخبرات
وإثراءها وهذا يؤدي بلا شك إلى الإسهام في تطوير جوانب العمل ككل …
فالمدرس
الذي يعد لمهنة التدريس ، يحتاج إلي من يوجهه ، ويرشده ، ويشرف عليه ، حتى
يتقن أساليب التعامل مع الطلاب ، ويزداد خبرة بمهنة التدريس على الوجه
الأكمل ..
موقف المدرس موقف أكثر دقة من كل موقف عداه ، فإذا كان غيره
غير محتاج لمن يشرف عليه ويوجهه ، ويلقنه أسرار الصنعة ، فحاجة المدرس إلى
ذلك كله أشد وأقوى .. !!
يواجه اليوم الأشراف اتهامات عديدة ، ولا سيما
المشرف التربوي، الذي يتهمه الكثير من المعلمين بالقيادة والسلطة
والدكتاتورية تجاه مدرسّيه .. اتهمه البعض بأنه ظالما ، أنانيا ، متسلطا ،
وأيضا غير محبوب وغير مرغوب
إشرافا تربويا أم تفتيش .. !!
كواقع هل تغير الاسم دون أن يتغير الجوهر .. أم تغير الاسم والجوهر معا .. الرأي لكم
النظام
الحالي كائنا ما كان اسمه ، توجيه أم إشراف أو تفتيش ، في فلسفته وأهدافه
وأسلوبه العملي على عصور مضت ونظم بالية قضي عليها الدهر .. والواقع لنا
خير مثال والمعلم خير شاهد ..
هل التسلط والديكتاتورية من مصلحة المعلم ؟
هل زيارة المشرف مرة أو مرتين كفيلة بتحديد مكامن الضعف عند المعلم ؟
هل قساوة المشرف لها رد فعل عكسي على المعلم ؟
هل المشرف التربوي فعلا لا يعجبه العجب ؟
هل ... وهل .... الخ الأسئلة كثيرة تدور في الأذهان فهل من مجيب ؟ .. لطفاَ بنا يا تعليم !!

عرف آدمز الإشراف التربوي بقوله: الإشراف خدمة فنية تقوم على أساس من التخطيط السليم الذي يهدف إلى تحسين عملية التعلم والتعليم.
والإشراف
التربوي عملية الهدف منها تحسين مستوى المعلم عن طريق نقل الخبرات
المتراكمة التي تكونت لدى المشرف على مدار السنين إلى المعلم وتوجيهه
وإطلاعه على كل ما هو جديد في حقل التربية والتعليم وبالتالي هذا يؤدي إلى
تحسين الناتج التعليمي .
لاشك أن تعاون وتفاعل المعلم له دور عظيم في
تفعيل وإنجاح دور المشرف التربوي وذلك لتحقيق الأهداف المرسومة من الزيارات
والتي من شأنها الارتقاء بالعمل التربوي والذي سوف ينعكس إيجابا على عمل
المعلم وبالتالي على الطالب .

كيف ينظر المعلم لزيارة المشرف التربوي ؟

في
الغالب نظرات المعلمين تختلف من معلم إلى آخر ولكن في معظم الأحيان تكون
نظرة مجاملة ولكن المشاعر الحقيقية تخفي وراءها شعورا بعدم الرضا عن هذه
الزيارة والأسباب كثيرة !
1- شعور المعلم بأن المشرف لم يأتي إلا ليتصيد أخطاء المعلم !
2- الشعور بالرهبة والخوف عند أول زيارة للمشرف وهذا طبيعي !
3- الخشية من الاختلاف في الرأي مع المشرف فتبدأ المشاحنات والمشاكل مع المشرف!
4- النظرة الفوقية لبعض المشرفين مع أنهما يحملان نفس المؤهل وقد يكون المعلم يفوق المشرف في الخبرة وسنوات العمل !
5- أحيانا سمعة المشرف والتي تسبقه إلى المدرسة فيأخذ منه المعلم موقفا قبل أن يتعامل معه !

من تجاربي مع المشرفين :

بحكم
سنوات العمل الأثناعشر التي قضيتها في التعليم وسنواتي الأربع التي قضيتها
في الأشراف التربوي أستطيع أن أجزم أن المشرفين فيهم من هم على قدر كبير
على تحمل المسؤولية فتراه يحرص دائما على متابعة المعلم وتطويره والحوار
معه ، فترى المعلم يتفاعل مع ذلك المشرف وينتظر زيارته إلى المدرسة وحتى
أنه يتصل به خارج أوقات العمل ليناقش معه فكرة أو مشروعا أو طريقة ما في
التدريس .
وقسم آخر يأتي إلى المدرسة فقط ليطلع على دفتر التحضير ، سجل
الغياب والحضور ، زيارة قصيرة للمعلم ثم يدون ملاحظاته في سجل الزيارات
وينصرف !

وقسم آخر يحضر إلى المدرسة ليحسس المعلم بأن ما يقوم به
خطأ والصواب هو ما سيمليه عليه وعليه أن يتقيد بما يقوله المشرف و إلا
الويل والثبور وعظائم الأمور .. وهذا النوع من المشرفين غير محبوب من
المعلمين ، كثير المشاكل ، ينتقد كل ما يقوم به المعلم ، تقاريره سيئة وغير
واقعية ، يعادي كل المعلمين فترى المعلم لا يشعر بالأمان في التعامل معه
ولا يريد أن يراه !
من المفروض أن يكون حضور المشرف إلى المدرسة مع
طابور الصباح ويسهم بفاعلية في الإذاعة المدرسية أيضا مع ضرورة عدم تدخله
في الأمور الإدارية لمدير المدرسة بشكل يربك عمل المدير أو المعلمين.
ولكن
رغبة بعض المشرفين في التدخل في عمل المدير وابراز نفسه كسلطة أعلى للأسف
وعدم معرفتهم لظروف المعلمين الغائبين أو المتأخرين وخاصة في ظل الأوضاع
الصعبة التي يمر بها معلمونا الأفاضل خلال تنقلهم بين الحواجز العسكرية
المنتشرة عبر الطرقات تشكل الأرباك والتخلخل في العمل اليومي في المدرسة
مما تجعل زيارته عبئا أكبر بحيث يجعل كل من شاهده في المدرسة يتمنى لحظة
مغادرته ، فتراه يتدخل بشؤون الآذن وعمله وكذلك عمل المعلمين والسكرتير
والمدير ويبدأ بإلقاء أوامره على الجميع هذا عداك عن إمكانية قيامه بتبديل
بعض الحصص إن لم يكن جميعها من أجل أن يقابل فريسته إن جاز لي القول بذلك
وبعد انتهائه من حضور تلك الحصة المشؤومة فالرجاء أدعو لأخيكم فانه الآن يسأل فيا لهول مما سيرى ذلك المعلم.

السؤال هو: هل
راجع ذلك المشرف نفسه بما طلبه من المعلم؟ هل فعلا عمل المعلم على تنفيذ
طلباته السامية ؟هل اقتنع المعلم بجدوى وأهمية الزيارة الكريمة؟
لا والله لم يحصل من ذلك شيء
آن لنا أن نقف أيها الأخوة وننظر خلفنا لنرى هل نسير فعلا في الطريق التي رسمنا في البداية أم لا؟
فتلك الوقفة يمكن أن تساعدنا على إعادة النظر في أنفسنا ومحاسبتها لعل وعسى أن نعي ما نفعل
وأخيرا آمل أن
يكون دور المشرف التربوي هو الدور الريادي الذي يأخذ على عاتقه الأخذ بيد
معلميه إلى بر الأمان بحيث يدرك كل منا أهمية موقعه ويعي المطلوب منه حيال
هذا الدور لخدمة أبنائنا الطلبة وتحقيق الأفضل لهذا الوطن السليب
منقول،،،،