دلالة السنة على حجية نفسها
إن النبي (صلى
الله عليه وآله) اعتبر السنة دليلا من الأدلة الشرعية ومصدرا من مصادر
التشريع، كما دل على ذلك حديث معاذ بن جبل حينما بعثه الرسول إلى اليمن.
لما قال: أقضي بكتاب الله فان لم أجد فبسنة رسوله.
الإجماع
أجمع المسلمون
على أن ما صدر عن رسول الله من قول أو فعل أو تقرير، وكان مقصودا به
التشريع والإقتداء، ونقل إلينا بسند صحيح يفيد القطع أن الظن الراجح بصدقه
يكون حجة على المسلمين .
الأدلة النقلية
يقول الله
تعالى : "وما آتاكم الرسول فخذوه ومانهاكم عنه فانتهوا". – يقول صلى الله
عليه وسلم "عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي عضوا
عليها بالتواجد".
الأدلة العقلية
ويراد من دليل
العقل هنا، خصوص ما دل على عصمة النبي (صلى الله عليه وآله) وامتناع صدور
الذنب والغفلة والخطأ والسهو منه، ليمكن القطع بكون ما يصدر عنه من أقوال
وأفعال وتقريرات هي من قبيل التشريع، إذ مع العصمة لابد أن تكون جملة
تصرفاته القولية والفعلية وما يتصل بها من إقرار موافقة للشريعة وهو معنى
حجيتها. فإذا ثبتت نبوته بالأدلة العقلية، فقد ثبتت عصمته حتما للتلازم
بينهما.
مرتبة حجية السنة
ورود السنة النبوية بعد القرآن في معظم النصوص الشرعية وبذلك فهي تحتل المرتبة الثانية في مصادر التشريع الإسلامي.
أقسام السنة
1- الحديث المتواثر :
أ-
تعريفه : هو مارواه جمع عن جمع يستحيل تواطئهم على الكذب إلى أن يصل إلى
الرسول صلى الله عليه وسلم. ب- مثال : قال الرسول صلى الله عليه وسلم "من
كذب علي متعمدا فليتبوء مقعدة من النار" رواه بضع وسبعون. ج- حجيته : يجب
العمل به ولا خلاف بين الفقهاء في ذلك لأنه قطعي الثبوت.
2- الحديث المشهور :
أ-
تعريفه : هو ما رواه من الصحابة عدد لم يبلغ حد التواثر ثم تواتر الحديث
في عهد التابعين. ب- مثال : قوله صلى الله عليه وسلم "بني الإسلام على
خمس" . ج- حجيته : يفيدا ظنا قريبا من اليقين لأنه منقول عن الصحابة
والصحابة كلهم عدول.
3- خبر الأحاد.
أ-
تعريفه : هو مارواه عن الرسول صلى الله عليه وسلم واحد أو إثنان وهكذا حتى
وصل إلينا. ب- حجيته : اختلف الفقهاء في العمل بخبر الأحاد.
جمهور الأصوليين : إعتبروه مفيدا للظن ولا يعمل به حتى تتوفر شروط الصحة. الإمام أحمد والظاهرية وبعض المالكية اعتبروه مفيدا لليقين.
الشافعية والحنابلة والبعض الآخر من المالكية : إذا كانت هناك قرائن فهو مفيد للعلم وإذا لم توجد هذه القرائن فهو مفيد للظن.
الأحناف : يعتبرونه مفيدا للظن إلا إذا كان الرواه من الثقات وألايخالف القياس
أهمية السنة
1-
السنة لها خدمات جليلة للقرآن مما جعل القرآن لايمكنه الإستغناء عنها فهي مؤكدة ومقررة للقرآن:
قال تعالى :
"إنما الخمر والميسر والأنصاب و الأزلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه
لعلكم تفلحون" وقد أكد ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم بقوله : "كل مسكر
خمر وكل خمر حرام". فالسنة النبوية هي التفسير العملي للقرآن، السنة
فالسنة مفسرة ومبينة ومفصلة لما جاء في كتاب الله عزّ وجلّ.ولا
يمكن فهم القرآن الكريم إلا بالسنة النبوية، ، فالسنة والقرآن صنوان، لا
يمكن أن نكتفي بالقرآن وندع السنة, فلا يمكن أن نفهم كثير من أحكام القرآن
أو من تشريعات الله سبحانه وتعالى في كتابه عزّ وجلّ لا من خلال السنة
النبوية.
2-
دراسة السنة النبوية هي من العبادة والطاعة لله عزّ وجلّ، لأن الله عزّ
وجلّ قرن بين طاعة رسوله وبين طاعته جلّ وعلا في يات كثيرة، ﴿ مَنْ يُطِعِ
الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ ﴾ [النساء: 80].
3- هناك أحكامًا كثيرة لم تٌبين في القرآن، وهذه الأحكام بينها النبي صلى الله عليه وسلم، نذكر
منها : - تحريم الذهب والحرير على الرجال - تحريم الجمع في الزواج - تحديد
عقوبة شارب الخمر - تحديد عقوبة الزاني المحصى - تحريم بعض الأطعمة
والأشربة.
4-دراسة
حياة النبي صلى الله عليه وسلم، أفعاله، أقواله، تقريراته عليه الصلاة
والسلام دراسة واقعية في واقع الحياة، النبي صلي الله عليه وسلم كان
بشرًا، والنبي صلى الله عليه وسلم كان يأكل ويشرب، النبي صلى الله عليه
وسلم كان يتزوج، النبي صلى الله عليه وسلم عاش حياة الناس فطبقها في واقع
الأرض، لذلك السنة هي التطبيق العملي الواقعي لكتاب الله عزّ وجلّ ولسنة
رسوله صلى الله عليه وسلم.
مايدل علي أهمية دراسة السنة:
قول الرسول صلى الله عليه وسلم ( نضر الله امرءًا سمع مقالاتي فوعاها، فأداها كما سمعها، فرُب مُبلَّغ أوعى من سامع )
ملتقى الشفاء الإسلامي