منتديات اقرأ معنـا
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


قال نبينا محمد صلى الله عليه وسلم :{إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاثة: صدقة جارية أو علم ينتفع به أو ولد صالح يدعوا له}
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخولتسجيل دخول الاعضاء
بسم الله الرحمن الرحيم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته , المنتدى تابع لشركة احلى منتدى والخدمة والصيانة مدى الحياة , وأعضاؤنا قدموا 33879 مساهمة في هذا المنتدى وهذا المنتدى يتوفر على 8838 عُضو , للإستفسار يرجى التواصل معي عن طريق إرسال رسالة شخصية .. ولكم فائق تحياتي وتقديري , المدير العام : علي أسامة (لشهب أسامة)
Cool Yellow
Outer Glow Pointer

 

  ما بعد العولمة: الهوية واللغة والحق العربي

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
علي أسامة (لشهب أسامة)
المدير العام
المدير العام
علي أسامة (لشهب أسامة)


الأوسمة وسام العضو المميز
 ما بعد العولمة: الهوية واللغة والحق العربي 41627710
الجنـسية : gzaery
البلد : الجزائر
الجنـــس : ذكر
المتصفح : fmfire
الهواية : sports
عدد المساهمات : 26932
التقييم : 0
تاريخ التسجيل : 24/10/2008
العمر : 31
الموقع : https://readwithus.yoo7.com/
المزاج : nice
توقيع المنتدى + دعاء : توقيع المنتدى + دعاء

 ما بعد العولمة: الهوية واللغة والحق العربي Empty
مُساهمةموضوع: ما بعد العولمة: الهوية واللغة والحق العربي    ما بعد العولمة: الهوية واللغة والحق العربي I_icon_minitimeالأربعاء 24 أبريل - 11:34

شهد
العقد الأخير من القرن العشرين سباقاً محموماً نحو العولمة بكافة مظاهرها
الثقافية والاستهلاكية والعمرانية وغيرها، وأخذ الأكثر تنقلاً بين البلدان
يبحثون عن أسلوب الحياة ذاته والطعام ذاته والفنادق ذاتها كي يشعروا
بالألفة أثناء أسفارهم وكأنهم لم يغادروا الموطن الذي انطلقوا منه. وراقت
الفكرة للكثيرين: أن تصل آخر أصقاع الأرض وتشعر أنك لم تغادر بلدتك
الصغيرة. ولكن وبعد فترة من الزمن وبعد أن أخذت هذه العولمة تعويم وتعميم
أساليب الدول الصناعية المتقدمة على الدول النامية، الأقل تطوراً، بدأت بعض
الدول النامية تستفيق من سهوتها وتدرك أخطار هذا الغزو الثقافي والاقتصادي
والاجتماعي على تراثها وهويتها الحضارية وعلى خصوصية هوية شعوبها ، بما
فيها لغتها وفنونها المعمارية والتشكيلية واليدوية والغذائية وغيرها. ولذلك
بدأنا نشهد اليوم حركات يقظة في أنحاء مختلفة من العالم لإعادة الاعتبار
لخصوصية "الهوية" والتخفيف من الانبهار بالحداثة وأساليبها السهلة
والمغرية، والتي قد لا تنسجم، في نهاية المطاف، مع طبيعة ومناخ وحياة
وتطلعات الشعوب المختلفة المنتشرة في أصقاع الأرض، والتي تعيش مراحل
متفاوتة من تطورها التاريخي.

بسبب الظروف التي أحاطت باستقلال العرب
وتطوّرهم في القرن الماضي فقد تفاوتت درجات انخراطهم بمسار العولمة هذا،
ولكن بشكل وسطيّ وعام، قد يكون العرب من أقلّ الشعوب انخراطاً حقيقياً
وجوهريا بالمسار المعولم، إلى حدّ الآن، ولهذا قد يكون الأسهل عليهم اليوم
العودة إلى خصوصيتهم، التي ما زالت قابلة للإنقاذ، وإلى مكوّنات هويتهم
التي تحتفظ بأسرار قوتهم وغنى حضارتهم التي وفرت زاداً ثميناً لنهوض
البشرية وارتقائها في مجالات عدة. وأهمّ مازال متجذراً في الثقافة العربية
هو الصبغة الروحانية الإيمانية للمسلمين والمسيحيين باعتبار أن هذه المنطقة
هي مهد الديانات السماوية الثلاث، ومبعث الوحي للإنسانية، الأمر الذي
يتناقض مع أخطر مفرزات العولمة، ألا وهي المادية الشرسة للعالم الذي تتحكم
فيه الشركات المتعددة الجنسيات، والتي لا تعرف روحاً أو رحمة. إذاً الصراع
اليوم على منطقتنا العربية، وبالإضافة إلى دوافع الطمع بثروات وأرض وخيرات
هذه الأمة، هو صراع أيضاً على هويتها وعلى روحها وكرامتها وعزتها
المشرقية، في محاولة سافرة لتغيير هذه الهوية إلى هوية معولمة تستبدل كل
المورثات والمكنونات الحضارية والتاريخية العظيمة والعريقة بمظاهر عيش
اخترعتها شعوب حديثة العهد بالحياة البشرية وذات قيم مختلفة تماماً،أساسها
الغنى المادي والأنانية المفرطة.

في هذا الإطار يصبح الجواب على هذه
الهجمة، بالضرورة، متعدّد الجوانب والأوجه والآفاق. فالتمسك باللغة
وتحديثها لتواكب متطلبات العصر، هو مقاومة نبيلة للغزو اللغوي والثقافي،
والتمسك بالحِرَفِ والمهن اليدوية العريقة هو مقاومة لصناعات بائسة رخيصة
وقميئة تحاول أن تحلّ محلّ ذوق وحرفة تطورا وتألقا خلال آلاف السنين.
والتمسك بالأسلوب الغذائي المناسب للطقس والمناخ والبيئة وما تنتجه الأرض
هو مقاومة نبيلة لمحاولة الشركات المتعددة الجنسيات أن تجعل العالم برمته
تابعاً لها في لقمة عيشه لتقطع هذه اللقمة متى تشاء، أو تستخدمها في
الابتزاز السياسي وحتى العسكري منه. والعمران والبناء على ما درج الأجداد
من بناء يأخذ بالحسبان عوامل الطقس والطبيعة والمواد المحلية المقاومة
لعوامل الطقس، هو أيضاً مقاومة لأسلوب عمراني معولم، تستورد أشكاله ومواده
بذريعة انخفاض التكلفة أو جمالية الحداثة، ولكنّه في الواقع، يزيح من
الساحة أشكالاً متوارثة من العمارة أنضجتها تجارب الأجداد خلال آلاف
السنين فوصلت إلينا روعة في الجمال والتحكم بعوامل الطقس والبيئة وأثرهما
على جسد الإنسان وطبيعة عيشه وتحركاته.

مع أن العرب هم أقلّ استقبالا لمظاهر
العولمة في شؤون عدّة فقد كانوا، ربما، من أوائل ضحايا العولمة حين يتعلق
الأمر بلغتهم وثقافتهم. فقد فهم البعض الانفتاح على العالم والانخراط فيه
على أنه يعني التخليّ عن لغتنا العربية واستخدام لغة الآخر، والتي أُطلق
عليها لغة العلم والتكنولوجيا، مع أن اللغة العربية كانت السباقة كلغة
للعلم والاختراع، فقد أبدع العرب في الرياضيات والفلك والعمارة والقانون
بلغتهم العربية، كما أبدعوا في الشعر والأدب والدين. وهذا لا يعني، بأي حال
من الأحوال، الانكفاء على لغتنا وعدم إتقان اللغات الأخرى، ولكن على ألا
يكون إتقان أية لغة على حساب إتقان اللغة العربية، بل أن يكون زاداً
إضافياً لاتساع الأفق وتعميق المعرفة والاختصاص. إذ إن ما يجري في بلداننا
العربية أمر مستغرب تماماً. إذ تجد أطفالاً عرباً، في مدن عربية، ولأبوين
عربيين، لا يتقنون العربية، ولا يقرؤون الشعر العربي، ولا يتأسسون في
الثقافة العربية الثرّة. وهذا أمر لا تجده في أي بلد آخر، إذ أن أشدّ
الشعوب إتقاناً للغات الغير يبدأون دائماً وأبداً بإتقان لغتهم الأم أيما
إتقان لينتقلوا منها إلى إتقان لغات أخرى. إذا أضفنا إلى هذا الأمر ضعف
عادة القراءة لدى العرب إجمالاً، فهم من أقلّ الشعوب قراءة، نستطيع أن نرى
خطورة ما يجري على مستقبل أجيالهم، وخطر تفكك "العروة الوثقى" بين هذه
الأجيال الصاعدة ولغتهم وحضارتهم وتاريخهم، والتي هي المكونات الأساسية
لهويتهم وانتمائهم.

في عصر يتسم بسرعة إنتاج وتوزيع
المعلومة، ويتسم بإهمال العرب للغتهم الأم، وندرة إنتاجهم الفكري، مع
غزارة الإنتاج الموجّه إليهم، والذي يستهدف قلوبهم وعقولهم وقناعاتهم،
أصبح التوقف والتأمل في متطلبات ما بعد العولمة بالنسبة للعرب، وما تمليه
عليهم هذه المرحلة، إذا ما أرادوا أن يكون لهم مكان تحت الشمس، وإذا ما
حلموا باستعادة دور فاعل لهم على المستوى الإقليمي والدولي أمرين ملحّين
فعلاً. وإذا أخذنا بعين الاعتبار مصدر المعلومة التي تغذيّ الفضائيات
العربية، ووسائل الإعلام العربية المقروءة والمسموعة والمرئية، وهو مصدر في
الغالب غير عربي، إذ لا توجد وكالة أنباء دولية واحدة تنشئ الخبر من وجهة
نظر العرب، وإذا ما أضفنا إلى ذلك تسابق الآخرين لإطلاق فضائيات تابعة لهم
بلغتنا العربية وترجمة مجلاتهم وجرائدهم ووسائل إعلامهم للإنسان العربي،
نخلص من كلّ هذا إلى واقع إغراق العرب بمواد إعلامية وثقافية وإخبارية ذات
منشأ وهدف غير عربيين، إي استلاب العرب لغتهم وثقافتهم، وتحويلهم إلى شعب
مستهلك حتى للإعلام الذي يلخّص قضاياهم المصيرية والجوهرية. وعلى سبيل
المثال لا الحصر، ما هو منشأ كلّ ما نراه ونسمعه من أخبار عن فلسطين
والعراق والسودان والصومال ولبنان، ومن الذي يصيغ هذه الأخبار حتى عن
مجريات الأحداث التي تتعرض لها هذه البلدان؟ إن قراءة متأنية في اللغة التي
تستخدم اليوم في وسائل الإعلام العربية، وغير العربية، لوصف التحديات التي
يواجهها العرب، تُري، دون أدنى شك، أنّ انزياحاً سياسياً خطيراً يطرأ على
الحق العربي ومكانته في نفوس الآخرين نتيجة انزياح لغوي وإعلامي يصممّه
وينفذه المنقضّون على هذه الأمة، ويستقبله العرب ويستخدمونه بانسلاب كامل،
ليصبح بعد حين الصيغة الرسمية المتداولة عالمياً وليغدوَ الأساس الذي ينطلق
منه أعداؤنا لتوصيف كنه المعركة بيننا ومتطلبات وشروط الحلّ. ولأنّ
الآخرين أخذوا على عاتقهم صياغة المعلومة والخبر، فقد تحكموا أيضاً بتوصيف
حق العرب والنيل من هذا الحق بطريقة تزيح عن كاهلهم معركة سياسية أو
عسكرية، من خلال نشاط لغوي وثقافي وإعلامي مدروس ومركّز يجهز على الحق
العربي من حيث لا يدري العرب ويقطع شوطا باستلاب العرب المعرفي والثقافي
والحقوقي.

والأمثلة هنا أكثر من أن تحصى وهي بحاجة إلى مقال
آخر لأقدّم للقارئ العربي نماذج من هذا الانزياح اللغوي والإعلامي الخطير.
ولأضرب مثلاً واحداً اليوم.

ففي التسعينيات وأثناء مفاوضات السلام تضمّنت
مرجعية مدريد للسلام تفكيك المستوطنات الإسرائيلية على الأرض العربية. وبعد
ذلك عوّمت إسرائيل مصطلح إخلاء المستوطنات، وبعد فترة من ذلك أدرجت
إسرائيل في الإعلام مصطلح تجميد المستوطنات. ومنذ حوالي عامين بدأ الإعلام
الصهيوني يبث التمييز بين المستوطنات وبين "النقاط العشوائية" ويقول إن
المستوطنات غير قابلة للتفاوض، والشيء الوحيد الذي يمكن الحديث عنه هو
"النقاط الاستيطانية"، والتي تتحول بدورها طبعاً إلى مستوطنات. وفي آخر ما
صدّرته إسرائيل في هذا الصدد: "إسرائيل توافق على بناء مساكن جديدة في
مستوطنة في الضفة الغربية"، وفي خبر أخر "مجلس القدس يوافق على ستمائة منزل
لليهود في المنطقة العربية، وبعد أيام كان الأمين العالم للأمم المتحدة
ومسؤولين عرب يرددون العبارة ذاتها بأن إسرائيل تبني مساكن جديدة لليهود
ليزيلوا كلمة الاستيطان من القاموس دون أن تتصدى لذلك مرجعية لغوية إعلامية
عربية تضع الأمور في نصابها الصحيح. وللحديث بقيّة..
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://readwithus.yoo7.com
 
ما بعد العولمة: الهوية واللغة والحق العربي
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
»  سؤال الهوية وصدمة العولمة
»  الهوية الثقافية تمهيد لطريق الانتماء الوطني
»  القنوات الفضائية العربية وإشكالية الهوية والمال الضائع

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات اقرأ معنـا :: ˆ~¤®§][©][ عــلوم وثقافـة ][©][§®¤~ˆ :: الصحافة والإعلام-
انتقل الى: