منتديات اقرأ معنـا
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


قال نبينا محمد صلى الله عليه وسلم :{إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاثة: صدقة جارية أو علم ينتفع به أو ولد صالح يدعوا له}
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخولتسجيل دخول الاعضاء
بسم الله الرحمن الرحيم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته , المنتدى تابع لشركة احلى منتدى والخدمة والصيانة مدى الحياة , وأعضاؤنا قدموا 33879 مساهمة في هذا المنتدى وهذا المنتدى يتوفر على 8838 عُضو , للإستفسار يرجى التواصل معي عن طريق إرسال رسالة شخصية .. ولكم فائق تحياتي وتقديري , المدير العام : علي أسامة (لشهب أسامة)
Cool Yellow
Outer Glow Pointer
مواضيع مماثلة

 

  حدود الأخلاق

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
علي أسامة (لشهب أسامة)
المدير العام
المدير العام
علي أسامة (لشهب أسامة)


الأوسمة وسام العضو المميز
 حدود الأخلاق 41627710
الجنـسية : gzaery
البلد : الجزائر
الجنـــس : ذكر
المتصفح : fmfire
الهواية : sports
عدد المساهمات : 26932
التقييم : 0
تاريخ التسجيل : 24/10/2008
العمر : 31
الموقع : https://readwithus.yoo7.com/
المزاج : nice
توقيع المنتدى + دعاء : توقيع المنتدى + دعاء

 حدود الأخلاق Empty
مُساهمةموضوع: حدود الأخلاق    حدود الأخلاق I_icon_minitimeالإثنين 4 فبراير - 11:54

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

للأخلاق حد متى جاوزته صارت عدوانا، ومتى قصرت عنه كان نقصا ومهانة.

فللغضب حد: وهو الشجاعة المحمودة والأنفة من الرذائل والنقائص، وهذا كماله،

فإذا جاوز حده تعدى صاحبه وجار وإن نقص عنه جبن، ولم يأنف من الرذائل.

وللحرص حد: وهو الكفاية في أمور الدنيا وحصول البلاغ منها، فمتى نقص من

ذلك كان مهانة وإضاعة، ومتى زاد عليه كان شرها ورغبة فيما لا تحمد الرغبة فيه.

وللحسد حد: وهو المنافسة في طلب الكمال والأنفة أن يتقدم عليه نظيره، فمتى تعدى

ذلك كان بغيا وظلما يتمنى معه زوال النعمة عن المحسود ويحرص على إيذائه،ومتى

نقص عن ذلك كان دناءة وضعف همة وصغر نفس.قال النبي صلى الله عليه وسلم:

( لا حسد إلا في اثنين: رجل آتاه الله مالا فسلطه على هلكته في الحق، ورجل آتاه الله

الحكمة فهو يقضي بها ويعلمها الناس)1

فهذا حسد منافسة يطالب الحاسد به نفسه أن يكون مثل المحسود لاحسد مهانة يتمنى

به زوال النعمة عن المحسود.

وللشهوة حد: وهو راحة القلب والعقل من كد الطاعة واكتساب الفضائل والاستعانة بقضائها

على ذلك، فمتى زادت على ذلك صارت نهمة وشبقا والتحق صاحبها بدرجة الحيوانات،

ومتى نقصت عنه ولم يكن فراغا في طلب الكمال والفضل كانت ضعفا وعجزا ومهانة.

وللراحة حد: وهو إجمام النفس والقوى المدركة والفعالة للاستعداد للطاعة واكتساب

الفضائل وتوفرها على ذلك بحيث لا يضعفها الكد والتعب ويضعف أثرها، فمتى زاد على

ذلك صار توانيا وكسلا وإضاعة، وفات به أكثر مصالح العبد، ومتى نقص عنه صار

مضرا بالقوى موهنا لها،وربما انقطع به " كالمنبت الذي لاأرضا قطع ولا ظهرا أبقى"2

والجود له حد: فمتى جاوز حده صار إسرافا وتبذيرا، ومتى نقص كان بخلا وتقتيرا.

وللشجاعة حد: متى جاوزته صارت تهورا ومتى نقصت عنه صارت جبنا وخورا،

وحدها الإقدام في مواضع الإقدام، والإحجام في مواضع الإحجام، كما قال معاوية

لعمرو بن العاص: أعياني أن أعرف أشجاعا أنت أم جبانا، تقدم حتى أقول من

أشجع الناس وتجبن حتى أقول من أجبن الناس. فقال عمرو:

شجاع إذا ما أمكنتني فرصة فإن لم تكن لي فرصة فجبان

الغيرة لها حد: إذا جاوزته صارت تهمة وظنا سيئا بالبريء، وإن قصرت عنه

كانت تغافلا ومبادئ دياثة.

وللتواضع حد:إذا جاوزه كان ذلا ومهانة، ومن قصر عنه انحرف إلى الكبر والفخر.

وللعز حد: إذا جاوزه كان كبرا وخلقا مذموما، وإن قصر عنه انحرف إلى الذل والمهانة.

وضابط هذا كله العدل وهو الأخذ بالوسط بين طرفي الإفراط والتفريط، وعليه بنا مصالح

الدنيا والآخرة، بل لاتقوم مصلحة البدن إلا به. فإنه متى خرج بعض أخلاطه عن العدل

وجاوزه أو نقص عنه ذهب من صحته وقوته بحسب ذلك، وكذلك الأفعال الطبيعية كالنوم

والسهر، والأكل والشرب، والجماع والحركة والرياضة والخلوة والمخالطة وغير ذلك إذا

كانت وسطا بين الطرفين المذمومين كانت عدلا، وإن انحرفت إلى أحدهما كانت نقصا

وأثمرت نقصا.

فمن أشرف العلوم وأنفعها علم الحدود، ولا سيما حدود الشرع المأمور والمنهي، فأعلم

الناس أعلمهم بتلك الحدود حتى لايدخل فيها ما ليس منها، ولا يخرج منها ما هو داخل فيها،

قال تعالى: (الأعراب أشد كفرا ونفاقا وأجدر ألا يعلموا حدود ما أنزل الله على رسوله)التوبة:97

فأعدل الناس من قام بحدود الأخلاق والأعمال والمشروعات معرفة وفعلا، وبالله التوفيق

من كتاب: الفوائد لابن قيم الجوزية ص:176-178

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1) أخرجه البخاري في العلم/73، ومسلم في صلاة المسافرين/816.

2) ورد مرفوعا وضعفه الألباني في "الضعيفة"8 ثم قال: لكن يغني عنه قوله صلى الله عليه وسلم: إن هذا الدين يسر،

ولن يشاد هذا الدين أحد إلا غلبه، فسددوا وقاربوا وأبشروا..." أخرجه البخاري في صحيحه.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://readwithus.yoo7.com
 
حدود الأخلاق
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» طموحي لا حدود له الا حدود السماء,,,,,,,,,
»  صلة الأخلاق بالعقيدة
» ركاز لتعزيز الأخلاق

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات اقرأ معنـا :: ˆ~¤®§][©][ منتدى الإسلام و الســـنة ][©][§®¤~ˆ :: قســم الدعوة والإرشاد-
انتقل الى: