منتديات اقرأ معنـا
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


قال نبينا محمد صلى الله عليه وسلم :{إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاثة: صدقة جارية أو علم ينتفع به أو ولد صالح يدعوا له}
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخولتسجيل دخول الاعضاء
بسم الله الرحمن الرحيم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته , المنتدى تابع لشركة احلى منتدى والخدمة والصيانة مدى الحياة , وأعضاؤنا قدموا 33879 مساهمة في هذا المنتدى وهذا المنتدى يتوفر على 8838 عُضو , للإستفسار يرجى التواصل معي عن طريق إرسال رسالة شخصية .. ولكم فائق تحياتي وتقديري , المدير العام : علي أسامة (لشهب أسامة)
Cool Yellow
Outer Glow Pointer

 

  التصور الخصوصي للهوية الثقافية:

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
علي أسامة (لشهب أسامة)
المدير العام
المدير العام
علي أسامة (لشهب أسامة)


الأوسمة وسام العضو المميز
 التصور الخصوصي للهوية الثقافية: 41627710
الجنـسية : gzaery
البلد : الجزائر
الجنـــس : ذكر
المتصفح : fmfire
الهواية : sports
عدد المساهمات : 26932
التقييم : 0
تاريخ التسجيل : 24/10/2008
العمر : 31
الموقع : https://readwithus.yoo7.com/
المزاج : nice
توقيع المنتدى + دعاء : توقيع المنتدى + دعاء

 التصور الخصوصي للهوية الثقافية: Empty
مُساهمةموضوع: التصور الخصوصي للهوية الثقافية:    التصور الخصوصي للهوية الثقافية: I_icon_minitimeالأربعاء 31 أكتوبر - 18:18

يتوهم
هذا التصور بأن العودة إلى الجذور والأصالة يمكن أن تساعد على الانفلات من
هيمنة الغرب وآلياته في السيطرة. إنه في الأصل لا يكرس إلا نزعة في الهروب
إلى الوراء سعيا وراء "النموذج المثال"، أو رغبة في الصدام مع الغرب على
أرضية العقيدة. ولعل ذاك لن يقود إلا إلى فهم عدمي لإشكالية الحداثة
والعولمة وطبيعة الصراع الكوني. ويبقى التصور الأصولي هو المروج لفهم
تكفيري-عقائدي لعلاقة المجتمع التابع بالرأسمالية المهيمنة، ومختزلا طبيعة
الصراع الكوني في صراع بين دار الإسلام ودار الكفر. لكنه لا يعمل إلا على
صهر إسلام تبريري داخل رأسمالية متخلفة-تبعية لن تجد حلها النظري إلا في
النظريات العلمية لا العقائد وحتى "المثقف الإسلامي المستنير" لا يكلف نفسه
عناء البحث في الهوية الثقافية التي يدعو لها، وفي مضمون "الذات" التي
يلوح بها ضد "الغرب" وليس أدل على هذا من قولة الدكتور على شريعتي : "يجب
علينا أن نستند إلى ذاتنا الثقافية الإسلامية… وأن نجعل شعارنا الرجوع إلى
هذه الذات" إنه البحث عن كوجيطو متمركز على ذات متعالية وغير مفكرة ودون
وجود ذاتي أو واقعي. ولن تكون إلا التراث. دون أن يكلف المفكر نفسه عناء
النقد العقلاني والعلمي للتراث من أجل بناء فلسفة نقدية بديلة قادرة على
الاستجابة لمتطلبات الحداثة من موقع الشعوب المستضعفة. إن كتابه الشهير
المبحث والمعنون بـ"العودة إلى الذات" يشكل دفاعا عن خصوصية فكرية غارقة في
التراث وتفتقد لكل حوار علمي مع الغرب والحداثة. إنه مجرد مدافع عن
الإسلام مقابل "التغريب" وعن روح الأديان ضد السوسيولوجيا العلمية. وقد خلص
الكاتب في أغلب كتاباته إلى الانتصار للهوية الإسلامية، بعيدا عن التفكير
في الإشكالات التي يثيرها عصر الحداثة والهيمنة الغربية والتي لا يمكن
الإجابة عنها من داخل التراث. ومن هنا يتضح أن مواجهة العولمة والغرب على
المستوى المعرفي بمنطق ثنائيات من قبيل الإسلام/الغرب، الهوية/التغريب، لا
تؤسس معرفة علمية بإشكالية العلاقة بين المجتمعات التابعة والرأسمالية
المهيمنة. ورغم محاولة بعض المفكرين العرب وهو الدكتور حسن حنفي الدفاع عن
الأصالة بلغة فلسفية أكثر تحررا من التراث، فهو لا يزيد إلا من دعم الفهم
الخصوصي للهوية الثقافية، مكثفا نزعة مشرقية تلهث وراء الأصل ولا ترى أمما
إلا التغريب، وكما يقول بلغة أشد عمومية: "ولما كنا نعاني من التغريب في
حياتنا ومن التبعية في ثقافتنا وسلوكنا فإن الدفاع عن الهوية والأصالة أحد
المطالب الرئيسية للجميع. وبسببه تخرج الحركة السلفية مناهضة للتغريب.
المفاصلة هنا ضرورية "لكم دينكم ولي دين" ورفض التقليد والتبعية يساعد على
الحفاظ على الهوية. المشروع الحضاري الجديد يثبت الهوية في مواجهة التغريب.
ويتمسك بالأصالة ضد التبعية" (2). يحشر الكاتب مجموعة من التقابلات دون
البحث في ماهية الهوية أو الأصالة التي يدعو إليها. وقد لا يتميز الكاتب،
رغم باعه الفلسفي، عن مطلب الخصوصية الضيقة التي يطالب به الأصوليون. إن
الأصالة لا تجيب عن إشكالية هوية ثقافية بديلة، مادام ذاك الأصيل ذاته يشكل
في بعض جوانبه عائقا أمام التفكير الحر والإبداع. كما أن التغريب لا يترجم
الفهم العلمي ذاته للعولمة أو الحداثة. والملاحظ أن أطروحة الغزو الثقافي
ما زالت تحكم أغلب التصورات للغرب، في شكل يؤجل السؤال حول الأبعاد الذاتية
للتخلف الثقافي العربي والإسلامي. إن "المشروع الحضاري الجديد" الذي يدعو
له حسن حنفي لا يترجم إمكانية تقديم بديل ثقافي في شكل هوية نقدية لا تفكر
بمنطق الثنائيات أورد الفعل. ومأزق أطروحة الكاتب هو أن التمسك بما يسمى
أصالة، وهوية معطاة لن يفك إطار التبعية بل قد يزيد من دعمها وتبريرها. مما
يعني أن الفهم الخصوصي للهوية الثقافية وللعولمة لا يرقى للتصور الجدلي
للثقافة كبناء والحداثة كتجربة استمرارية وقطيعات وللعولمة كواقع تاريخي
ومادي. ولن يجد الكاتب أمامه من ملاذ سوى فلسفة تاريخ هيجلية، إذ يقول بأن
التاريخ "هو فلسفة التاريخ، أي تاريخ الوعي والوعي بالتاريخ، مسار الروح في
التاريخ، مسار الحضارة والوعي فيه" (3) وهذا المنظور سيجعل الكاتب لا يرى
في الغرب إلا تغريبا والعولمة إلا تمثلا لروح ثاوية خلف تاريخ الإنسان
الغربي. إن كتاب "مقدمة في علم الاستغراب" يجعل من مطلب الهوية و التحرر
والتغيير قضايا متحققة لكن في المطلق. إن د. حسن حنفي يستقي فلسفة تاريخية
متمحورة حول مفهوم "عودة الحضارات"، من أجل تبرير وضع الشعوب الإسلامية دون
الكلام عن سبل وآليات التحرر الفعلي. فكأن عودة الحضارة العربية-الإسلامية
إلى الفعل التاريخي أمر لا شك فيه؟ ذلك هو وهم فلسفة الحضارة التي يبشر
الكاتب بها، لكنه في العمق يهدر كل جواب علمي عن سبل التعامل العقلاني مع
المجتمع الغربي، من جهة ومع واقعنا العربي من جهة ثانية. وكلما تعقد الواقع
العربي واشتدت أزمته إلا وصارت الممارسة المعرفية لدى المثقف الداعي
للخصوصية أكثر ارتباطا بالماضي وقوالب التراث، دون نقد علمي حتى لهذا
الأخير. وكمثال على هذا المنحى نجد الدكتور جابر الأنصاري، الذي يراهن على
الفقه الحضاري كبديل أولي للمعرفة، إذ يقول "إلا أن هذا الفقه الحضاري، مع
ذلك مثل المصدر الأساسي لأهم فلسفة عربية في التاريخ والاجتماع لدى ابن
خلدون… وانطلاقا من هذين المصدرين الأصوليين النظريين (الفقه الحضاري
ومقدمة ابن خلدون)، وباستقراء منهجي خصوصية الواقع المجتمعي العربي، يمكن
أن نكتسب الدعوة إلى تأسيس علم اجتماع عربي إسلامي منطلقها الحقيقي للتعاطي
مع قضايا العصر وإشكالاته، وصولا إلى تأسيس علم اجتماع سياسي عربي على وجه
الخصوص…" (4) ليس الإشكال في الخصوصية مادام كل علم نقدي متأصل عليه أن
يتعامل مع واقعه العياني، إضافة إلى أن بناء هوية ثقافية نقدية لا يمكن أن
يخرج عن التعامل مع الإشكالات التي يفرضها واقعنا التاريخي. إن المعضلة هي
وضع خط فاصل بين الخصوصية والتاريخ الكوني، بين الظاهرة وتاريخها، ومحاولة
إعادة بناء المناهج التراثية وعلوم الماضي كبديل معرفي دون تلمس للحداثة
وثوراتها المعرفية. فهل الدفاع عن الفقه الحضاري وعلوم الماضي هي الهوية
الثقافية للمثقف النقدي المطلوب في المرحلة؟ إن الرهان على علم خصوصي مستند
للتراث لا يشكل مدخلا لفهم العولمة والعلاقات المعقدة المتداخلة بين
الشمال و الجنوب. ويمكن القول بأن مطلب الهوية الثقافية لا ينفصل عن
إشكالات معقدة كالتخلف والتبعية والتنمية والتحرر والعقلانية، مما يؤكد
صعوبة إقرار أن الهوية هي وحدها القادرة على إحلال وضع الاستقلال التاريخي
محل الخصوع والهزيمة والارتداء. ويبقى نقد أطروحة الهوية ذاتها، ومقاربتها
حداثيا في ظل الشروط الراهنة والتي أنتجت بالمقابل خطاب ونظام العولمة، هو
المدخل المعرفي لتحرير الفهم الخصوصي من وهم البداهات وهيمنة المطلقات،
بعيدا عن التعامل المثالي والرومنسي مع إشكالية الهوية كما يتضح من كلام
المفكر برهان غليون عندما يقول: "ومبدأ الهوية يصون الجماعة من الانحلال
والاندماج في الآخر، ومن ثم الاندثار كجماعة متميزة ومستقلة. وفي صراعهما
ومنه تنبع إمكانيات تحول الحضارة إلى مدينة، أي يتحقق تأسيسها في الثقافة
العربية، ويتحول التراث إلى هوية ديناميكية حية ومتجددة، أي إلى ثقافة
معاصرة" إن الانشداد إلى مفهوم مطلق عن الهوية يزيد من دعم التصور الخصوصي
للذات وإشكالية التأخر الاجتماعي والتاريخي والذي يعرفه مجتمعنا منذ أمد
بعيد. ويمكن القول بأن الدفاع عن خصوصية ضيقة ليس سوى هروبا من معاينة
الإشكاليات التي يفرضها التقدم الغربي. مما يقود أصلا إلى نزعة ثقافوية
تنظر للعالم من زاوية الثقافة ولا تراهن إلا على البعد الثقافي في مواجهة
العولمة.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://readwithus.yoo7.com
 
التصور الخصوصي للهوية الثقافية:
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
»  الصحافة الثقافية .. المــهــام والإنجـــــاز
»  الصحافة الثقافية .. المــهــام والإنجـــــاز
»  معوقات تحرير الصفحات الثقافية في الصحف

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات اقرأ معنـا :: ˆ~¤®§][©][ عــلوم وثقافـة ][©][§®¤~ˆ :: الصحافة والإعلام-
انتقل الى: