البيئة في المغرب الإفراط في إستغلال المياه يهدد واحة الراشدية بالجفاف
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]باتت واحة الراشدية الواسعة ، احدى اجمل الواحات المحاذية لجبال الأطلس
الكبير جنوب شرق المغرب ، مهددة بالاستغلال غير الرشيد لمصادر المياه التي
تمنحها الحياة منذ آلاف السنين
ويعكس ما يجري في هذه الواحة اشكالية ادارة موارد المياه في العالم
وتزود بئر، تحافظ عليها عائلة مبارك بحرص، حقل ذرة صغير داخل واحدة
كلميمة عن طريق مضخة مائية، على مسافة قصيرة من طريق معبدة تخترق هذه
الواحة القريبة من مدينة الرشيدية شرق المغرب .
ويتأسف موحا مبارك ، الشيخ الثمانيني وابن واحة كلميمة حيث يملك قطعة
أرض صغيرة، بكثير من الحسرة على انخفاض سريع لمنسوب المياه في البئر ،
ويقول ان الله وحده يعلم لماذا .
ويضيف مبارك مسلما امره الى الله، وهو يحدق في جدول يحمل الماء من البئر
الى حقل ذرة، لقد حفرت اربعة آبار قبل العثور على الماء. ومن حولي لا يملك
جيراني الماء، عكس ما عرفناه في الماضي حيث كان الماء موجودا في كل مكان،
لكن هذه هي مشيئة الله .
واقليم الراشدية الذي كان يسمى سابقا ب قصر السوق وتقطنه اليوم 200 ألف
نسمة، هو عاصمة جهة الراشدية تافيلات ، حيث تنتشر أجمل واحات المغرب مكسرة
قساوة الجبال والصحراء القاحلة الممتدة حتى قلب افريقيا الصحراء الكبرى .
ويهدد نضوب المياه اليوم هذه الواحة الضخمة التي تعتمد نظام توزيع
المياه المسمى ب الخطارات ، وهو نظام ري قديم يسمح بالتناوب المتوازن على
مياه الواحة، ويديره السكان وفق أعراف الأمازيغ القدامى.
ويسمح نظام الخطارات بالحفاظ على تدفق مستمر للمياه على مدار السنة. لكن
منذ السبعينيات، ادى استخدام مضخات المياه من قبل المزارعين الى الجفاف
التدريجي للمياه الجوفية، وتحولت الحقول الخضراء التي كانت تزرع سابقا
بانتظام، الى مجرد مساحات قاحلة ومهجورة من قبل سكان الواحة.
ويدلنا لحسن كبيري استاذ علوم الجيولوجيا البيئية في كلية الرشيدية على
ما تبقى من آثار بعض الحقول، ويقول بنبرة ساخطة "هل ترى كم هي كبيرة هذه
الأحواض. انظر: واحد، اثنان، ثلاثة، اربعة امتار في العرض. لقد كانت كبيرة
وهذا يعني انه كانت هناك الكثير من المياه".
ويشرح استاذ علوم الجيولوجيا البيئية ، وهو يشير الى فدان كبير محاط
بنخيل نصفه مصاب بالجفاف، "اختار المزارعون تدريجيا امتلاك آبار فردية ،
جهزوها بمضخات للمياه... فحفرت آلاف الآبار، استنزفت مع مرور السنوات
المياه الجوفية".
ويمكن لهذا الوضع حسب كبيري، ان يتحول الى كارثة بيئية حقيقية بالنظر الى الدور الذي تلعبه الواحات في مكافحة التصحر .
واضاف مبديا قلقه اذا نضبت الفرشة المائية، فسيكون كل ما يحيط بها في وضع مأساوي، وسوف ينتهي الأمر بكارثة بيئية غير مسبوقة .
ويدرك السكان والسلطات المحلية بصورة متزايدةالتهديدات المحدقة بواحتهم، التي تعد من اكبر واحات المغرب.
ففي ازيلف بستان النخل الصغير ، قرر بعض المزارعين معالجة هذه المشكلة بشكل جماعي.
وقال موحى بوستة، رئيس تعاونية ازيلف المائية" لوكالة فرانس برس، "لقد
شكلنا التعاونية لإدارة المياه بشكل جماعي، والا فإن كل ما تراه حولك لن
يبقى موجودا. لن يبقى هناك اي شيء، فسيموت ويجف ما تبقى .
ويخلص كبيري الى ان تدبير المياه بالنسبة لسكان منطقة الراشدية
الأمازيغ في غالبيتهم "ليس مجرد قضية بيئية مهمة فقط، بل هو مسألة حياة او
موت