دور الإعــــلام فـــي إنجـــاز ثقافة التطوير والتحديث

إذا
كان مفهوم الإعلام في سياقه العام هو التعريف بقضايا العصر ومشكلاته ,
وكيفية معالجة هذه القضايا في ضوء النظريات والمبادئ التي اعتمدت لدى كل
نظام أو دولة من خلال وسائل الإعلام المتاحة

داخليا
وخارجيا وبالأساليب المشروعة . فإن مفهوم ثقافة التطوير والتحديث هو ذاك
النسق الثقافي الذي يهدف عبر نشاطه إلى إعادة بناء الوعي الاجتماعي بناءا
عقلانيا يتفق والسياق العام لثقافة التطوير والتحديث , أي, أن يكون هناك
موقف تنموي للإعلان في حياة المجتمعات , وأن ارتباطه بالتنمية يفرض عليه
جملة من الخصائص لابد من تمثلها حتى يحوز على دوره التنموي وهي :‏

1
- أن يكون نشاطاً إعلامياً هادفاً , يسعى بالدرجة الأولى إلى تحقيق أهداف
وغايات اجتماعية مستوحاة من حاجات المجتمع الأساسية ومصالحه الجوهرية .‏

2- أن يكون إعلاماً مبرمجاً أو مخططاً , يرتبط بخطط التنمية العامة للدولة ويدعم نجاح هذه الخطط .‏

3-
أن يكون إعلاماً يحوز علي صفة الشمولية , الهدف منه مخاطبة الرأي العام
وإقناعه بضرورة التغيير الاجتماعي الذي تقتضيه التنمية . أي هو إعلام ينطلق
في مخاطبة الجمهور على كافة الصعد الاجتماعية والاقتصادية والثقافية
والسياسية .‏

4-
أن يكون إعلاماً واقعياً في أسلوب معالجته لمسائل المجتمع وطرحها, معبراً
عن هموم الناس وتطلعاتها, وقابلاً لمسايرة القضايا المستجدة .‏

أما أهم متطلبات هذا الإعلام التنموي فهي :‏

1- توفير وسائل الإعلام المتطورة على المستويات كافة والقادرة على الوصول إلى المشاهد .‏

2- تأمين الكادر الإعلامي المختص .‏

3- التنسيق ما بين توجهات الدولة التنموية ومؤسسات الإعلام, أي : ( وضع الخطط والبرامج المشتركة لتحقيق‏

الأهداف المطلوبة ) .‏

4-
فسح المجال واسعا أمام مشاركة الجماهير وبشكل مباشر في طرح قضاياهم
ومساءلة المسيئين عبر حوارات جادة وعقلانية وشفافة وديمقراطية .‏

ويبقى
أن نشير هنا إلى أن أي إعلام لابد له من أهداف يعمل من أجلها , ولكي يحقق
صفته التنموية لابد له من تبني أهداف تحمل في جوهرها ودلالاتها مسؤولية
المجتمع الذي ينشط في هذا الإعلام , هذا ويمكننا أن نحدد هنا بعض هذه
الأهداف المشروعة لهذا الإعلام أهمها التالي :‏

1- فهم وإدراك مايحيط بالإنسان من ظواهر وأحداث .‏

2- نقل التراث الثقافي من جيل إلى آخر .‏

3- تنمية الحس الوطني والقومي لدى المواطنين .‏

4- كشف الأفكار الهدامة والداعية إلى تعميق التخلف في المجتمع .‏

5- تنمية الحس الديمقراطي وممارسة الديمقراطية .‏

6- التركيز على دور الشباب وقضاياهم‏

7- التركيز على الإحساس بالمال العام وتقديره والحفاظ عليه .‏

8-
كشف المتاجرة بالدين واستغلاله لتحقيق مصالح أنانية ضيقة شخصية وطائفية
ومذهبية , وضرورة إبراز الجوانب العقلانية في الدين الداعية إلى المحبة
والإخاء والوحدة الوطنية