أهمية إشاعة ثقافة النصيحة
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على إمام المتقين. وبعد:
ما من أمة إلا وللناس فيها وسيلة للإصلاح وللتعبير عن مطالبهم، وإيصال
مظالمهم، ولعل من أكثر الوسائل انتشاراً لدى شعوب الأرض في هذا العصر
المظاهرات والاعتصامات والإضرابات، وهناك من أخذ بطريقة الخروج وقتل نفسه،
والأنفس البريئة.. إلى غير ذلك من الوسائل التي هي من قبيل الفوضى.
وقد اختار الله تعالى لأمة الإسلام النصيحة لتكون وسيلة للإصلاح
والتعبير عن المطالب، وإيصال المظالم، وبذلك استحقت أن تكون هي الدين لعظم
شأنها كما في الحديث الذي رواه مسلم عن تميم الداري قال: قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم: «الدين النصيحة، قلنا: لمن؟ قال: لله ولكتابه ولرسوله
ولأئمة المسلمين وعامتهم»، والنصيحة تتضمن الأمر بالمعروف والنهي عن
المنكر، وتتضمن حب الخير للمنصوح، والسعي بأمانة لتحقيق ذلك الخير له،
وإذا قارنا النصيحة بغيرها من الوسائل، وجدنا أن النصيحة هي الأبلغ أثراً،
والآمن عاقبة.
والعجيب أن الأمم الأخرى يشيعون ثقافة المظاهرات والاعتصامات في
مجتمعاتهم.. بل يضعونها في دساتيرهم على الرغم من مخاطرها، بينما نحن ربما
قصرنا في إشاعة ثقافة النصيحة، بل إن البعض ذهب ينتقصها ويحاول إلغاءها,
والسؤال هنا: ماذا لو ألغينا النصيحة من حياتنا؟ وما هي البدائل التي سوف
نُلجئ إليها الناس إن ألغينا النصيحة من حياتهم؟
إن النصيحة بضوابطها الشرعية قيمة عظيمة يتميز بها مجتمعنا، يجب علينا
الحفاظ عليها، وإشاعتها، وتعليمها لأبنائنا، وتدريسها في مدارسنا؛ حتى
تصبح ثقافة وسلوكاً يمارسه جميع أبناء المجتمع مع بعضهم البعض، ومع
المسئولين وولاة الأمر، وبذلك نأمن على مجتمعنا من خطر الفوضى، ونضمن وجود
وسيلة إصلاح فعالة، وبدون مخاطر.
http://www.almohtasb.com/main/articles.aspx?article_no=10276