بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمد لله الذي خلّص قلوب عباده المتقين من ظُلْم الشهوات ، وأخلص عقولهم عن ظُلَم الشبهات
أحمده حمد من رأى آيات قدرته الباهرة ، وبراهين عظمته القاهرة ، وأشكره شكر من اعترف بمجده وكماله
واغترف من بحر جوده وأفضاله وأشهد أن لا إله إلا الله فاطر الأرض والسماوات ، شهادة تقود قائلها إلى الجنات
وأشهد أن سيدنا محمدا عبده ورسوله ، وحبيبه وخليله ، والمبعوث إلى كافة البريات ، بالآيات المعجزات
والمنعوت بأشرف الخلال الزاكيات صلى الله عليه وعلى آله الأئمة الهداة ، وأصحابه الفضلاء الثقات
وعلى أتباعهم بإحسان ، وسلم كثيرا
أما بعد :
فإن اصدق الحديث كتاب الله ، وأحسن الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم ، وشر الأمور محدثاتها،
وكل محدثة بدعة ، وكل بدعة ضلالة ، وكل ضلالة في النار
ــــ أعاذنا الله وإياكم من النار ــــ
ثم أما بعد :
تحية طيبة لكل الإخوة مشرفين وأعضاء ورواد منتديات ستار تايمز وبالأخص منتدانا الحبيب
~ منتدى القرآن الكريم ~
النصر من هنا
الدكتور فريد الانصاري
إن القرآن عندما يأخذه الذين ( يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلاَوَتِهِ ) (البقرة:121) يكون بين أيديهم نورا
يبدد ظلمات الضلال، وزلزالا يخسف بحصون الإفك والدجل أنى كانت، ومهما كانت !
واقرأ قصة موسى مع سحرة فرعون فإن فيها دلالة رمزية عظيمة على
ما نحن فيه، في خصوص زماننا هذا !
إن القرآن الذي بين يديك أشد قوة من عصا موسى قطعا !
فلا تبتئس بما يلقون اليوم من أحابيل ثقافية وإعلامية وسياسية وعسكرية !
لا تبتئس بترسانة النظام العالمي الجديد وآلياته الضخمة! حَذَارِ حَذَارِ! وإنما قل لهم: ( بَلْ أَلْقُوا !)..
وَتَلَقَّ عن الله كلماته بقوة، أعني قوله تعالى :
( قُلْنَا لا تَخَفْ إِنَّكَ أَنْتَ الأَعْلَى !)
وبادر إلى إلقائها بقوة، كما تلقيتَها بقوة:
( وَأَلْقِ مَا فِي يَمِينِكَ تَلْقَفْ مَا صَنَعُوا إِنَّمَا صَنَعُوا كَيْدُ سَاحِرٍ وَلا يُفْلِحُ السَّاحِرُ حَيْثُ أَتَى !) .
* إنَّ كلمات القرآن عندما تُـتَلَقَّى بحقها تصنع المعجزات! فإذا أُلْقِيَتْ بقوة أزالت الجبال الرواس
من حصون الباطل وقلاع الاستكبار !
ولذلك قال الله لرسوله محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم :
( وَإِنَّكَ لَتُلَقَّى الْقُرْآنَ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ عَلِيمٍ ) (النمل:6) .
وأمره بعد ذلك أن يجاهد الكفار بالقرآن جهادا كبيرا! وهو قوله تعالى :
( فَلا تُطِعْ الْكَافِرِينَ وَجَاهِدْهُمْ بِهِ جِهَادًا كَبِيرًا !) (الفرقان:52).
* فلا غَلَبَةَ إذن لمن واجهه القرآنُ المبين، لا غلبةَ له البتة !
وإنما هو من المهزومين بكلمة الحق القاضية عليه بالخسران إلى يوم القيامة!
* قرآنا يتدفق عُمْرَانُهُ الرباني على الأرض، فيملأ العَالَمَ أمْناً وسَلاماً، ينطلق متدرجا مثل الفجر
من تلاوة الذاكرين الْخُشَّع إلى صلاة العابدين الركع .
الله يكلمك :
هذا الرب العظيم – لو أنت تعرفه – إنه يتكلم الآن ! ويقول لك أنت، نعم أنت بالذات
لو أنت تستقبل خطابه :
( إِنَّا سَنُلْقِيعَلَيْكَ قَوْلاً ثَقِيلاً !) (المزمل:5)
فَافْتَحْ صناديق الذخيرة الربانية بفتح قلبك للبلاغ القرآني وكن منهم :
(الَّذِينَ يُبَلِّغُونَ رِسَالاتِ
اللَّهِ وَيَخْشَوْنَهُ وَلا يَخْشَوْنَ أَحَدًا إِلا اللَّهَ ! وَكَفَى
بِاللَّهِ حَسِيبًا !) (الأحزاب:39)
إذن تتحول أنت بنفسك إلى خَلْقٍ آخر تماماً !
وتكون من ( أهل القرآن ) .