هنيئا لك النصر يا أمريكا

لن أمرر كلماتي عبر أسطر قصة متلحفة برداء التقية . بل سأصرخ بصوت تخنقه غصة الدموع و الأسى على أمة ضحكت من جهلها الأمم.

عجبت لإزراء الغبي بنفسه وصمت الذي كان بالعلم أحزما

و الصمت خير للغبي و إنما صحيفة لب المرء أن يتكلما

لو كان الانحناء لغير الله
عز و جل حلالا لانحنيت لأمريكا و لفكرها الصهيوني ليس تقديسا بل احتراما
لعقل فكر فأتقن ."هنيئا لك النصر يا أمريكا !" حفرت سواقي لنهر كان "متحدا"
فتفرق و تفرعت كل فرقة إلى أحزاب.

هنيئا لك النصر يا أمريكا
ها قد جعلت أكبر همنا إزراء يسبل ووجه حائر بين الظهور و التخفي فانحصرنا
في قوقعة نسمع فيها صدى أصواتنا المخيف و نسينا أن هذه الأصوات قد صدعت
آذان سكان العالم منذ أكثر من سنة .و أضحى همنا لون و شكل الراية و نسينا
القضية.

هنيئا لك يا أمريكا ها قد
أفلحت في جعلنا إمارات بعد أن اطمأننت أن لا أمل في تشابك الأيادي. هنيئا
لكم أيها العرب بالفتن التي برعتم في ابتكار أحداثها. فتشعبنا و ما من فرقة
تدعو إلى الوحدة و تذكرنا بأقصانا .

كل يبرئ نفسه و يرمي أعباءه
على غيره و يلصق التهم إلى الحزب المخالف و الشعب ينتظر الفرج و يدعو رب
البريه. فغفلنا عن أقصانا و ظلت ذكراه عيدا نحتفل به بين الفينة و الاخرى و
نسينا أن لنا صهيونا لا يغفل عن عدو يعاني مرض "الزهايمر" و أن نصره أضحى
قريبا.

واه حسرتاه على أمة انشق لسانها إلى فرقتين ، شق يتلو القرآن و الصلاة و شق يلوك أعراض الناس، ألستم تتلون في صلاتكم (

كُنْتُمْ
خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ
وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ
الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ مِنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ
وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ)

أفي قطعكم صلة الرحم و معاداتكم الجار و إعلاء الأسعار قد طبقتم ما تتبجحون بما حفظتم من القرآن؟

أنتم
يا من صرختم "إلا رسول الله " أنتم يا من تدعون إحياء السنة ألم يقل
"تبسمك في وجه أخيك صدقة"؟ و الله كلما نظرت في أغلب وجوهكم أحسست و كأنكم
تطاردون إبليس!

أي
إسلام تريدون تطبيقه؟ إسلام يدعو إلى مجتمع متحابب متقارب تتساوى فيه
الطبقات كأسنان المشط أم إسلام الفتن و الاقتتال ؟ ازيحوا عن أذهانكم تلك
الغشاوة التي جعلت عالمكم مشبعا بالمغالطات و افترشوا غلافا شفافا لا يحجب
عن بصائركم بعض السواد الذي غطى ذاك الرداء الأبيض الذي تلمحونه.

هنيئا
لك يا أمريكا ! ها قد أفلحت في جعلنا نغرق في دمائنا. فمتى ستصبح قضية
العرب قضية تدعو إلى الوحدة إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر البدن؟ و إلى
متى ستظل كل دولة تتغنى ببطولات ثورتها و ترفع عن بقية الثورات العربية
الأخرى؟ ثم أريد أن أطرح سؤالين لمن ادعى أنه يسير على منهج السلف الصالح
هل ثبت أن شتم الرسول عليه السلام اليهود و النصارى على المنابر؟ و هل ثبت
لأن الرسول شتم أو تهكم على عمه أبا لهب؟

زائر

والله كلامك جواهرر

» عاشوراء: يوم النصر العظيم
» النصر من هنا : الدكتور فريد الانصاري
» ☼◄أمريكا الشمالية►☼