المعلم بين احترام الامس ... و امتهان اليوم !!!!!!
دائما ما كنت استمع الى قصص كثيره كيف كان للمعلم احترامة وتقديرة .....
و
كيف كان الطلاب ينصتون الى معلمهم و يتلقون العلم بادب واحترام كأن على
رؤوسهم الطير ...... وكيف ان الطلاب تتراعد فرائصهم من الخوف ..... ليس
فقط في مكان الدرس و في معية الاستاذ ....
ولكن حتى في الشارع و الاماكن العامة .....
فما ان يشاهد الطالب الاستاذ في شارع حتى يتخذ غيرة خوفا و احتراما وتقديرا.....
والى
وقت قريب ..... ما زلت اذكر عندما كنت على مقاعد الدراسة الابتدائية
والمتوسطة كان هناك احترام و تقدير للمدرس عما هو علية الان ..... فلم نكن
نجادل الاستاذ ولا نرفع اصواتنا فوق صوتة
وكنا نخشى ان يرانا نلعب في الحارة او في الشارع .....
والمصيبة اذا اتينا في اليوم التالي ولم نحل والواجب
او نحفظ نص معين .......
ولكن ماذا حصل الان لماذا هذا الانتقاص من الملعم ....... من السبب و من المتسبب
اين ضاعت هيبة المعلم و احترامة وتقديرة ....
هل
هو قصور في التربية المنزلية ..... ام نظام التعليم الذي وضع قوانين تامن
الطالب العقاب في حال اخطئ .... ام في الجامعات التي تفرخ لنا اجيال من
المعلمين الغير مدركين لاهمية الرسالة التعليمية
وطرق التربية الحديثة ....
المطلب الأول : احترام الطالب
لا
يمكن لأي إنسان أن يقبل منك وأنت تهينه أو تتنقص من قدره هل سمعت أن النبي
ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ ـ أهان أحد من مشركي مكة
ابتداءً ؟؟؟ . بل كان مثال للداعية الحريص على نجات الناس . وهذا الكريم
ابن الكريم ابن الكريم يوسف بن يعقوب بن إبراهيم يسأله كافرين عن رؤى رؤها
فقال لهما : " لا يَأْتِيكُمَا طَعَامٌ تُرْزَقَانِهِ إِلا نَبَّأْتُكُمَا
بِتَأْوِيلِهِ قَبْلَ أَنْ يَأْتِيَكُمَا ذَلِكُمَا مِمَّا عَلَّمَنِي
رَبِّي إِنِّي تَرَكْتُ مِلَّةَ قَوْمٍ لا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَهُمْ
بِالآخِرَةِ هُمْ كَافِرُونَ{37}وَاتَّبَعْتُ مِلَّةَ ءَابَائِي
إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ مَا كَانَ لَنَا أَنْ نُشْرِكَ
بِاللَّهِ مِنْ شَيْءٍ ذَلِكَ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ عَلَيْنَا وَعَلَى
النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَشْكُرُونَ {38} يَا صَاحِبَيِ
السِّجْنِ ءَأَرْبَابٌ مُتَفَرِّقُونَ خَيْرٌ أَمِ اللَّهُ الْوَاحِدُ
الْقَهَّارُ{39}مَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِهِ إِلا أَسْمَاءً
سَمَّيْتُمُوهَا أَنْتُمْ وَءَابَاؤُكُمْ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ بِهَا مِنْ
سُلْطَانٍ إِنِ الْحُكْمُ إِلا لِلَّهِ أَمَرَ أَلا تَعْبُدُوا إِلا
إِيَّاهُ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا
يَعْلَمُونَ {40}يَا صَاحِبَيِ السِّجْنِ أَمَّا أَحَدُكُمَا فَيَسْقِي
رَبَّهُ خَمْرًا وَأَمَّا الآخَرُ فَيُصْلَبُ فَتَأْكُلُ الطَّيْرُ مِنْ
رَأْسِهِ قُضِيَ الأَمْرُ الَّذِي فِيهِ تَسْتَفْتِيَانِ "
أنظر
له وهو يقول لهما يا صاحبي السجن ولم يقل يا مساجين أو نحو تلك العبرات مع
أنه سبب سجنه غير سبب سجنهما فهو نبي مظلوم رغبت به زوج الوزير وكبار نساء
الملأ وهما ليسا كذلك مع هذا جعلهما مثله .
الاحترام Respect:
كيف تُقيم أو تشعر الآخرين بالأهمية والجدارة عن طريق معاملتهم بطريقة ودية ومحترمة؟
يعني
الاحترام، أن تعامل الآخرين بالطريقة التي تحب أن يعاملوك بها، وأن تحب
لهم ما تحب لنفسك، والأشخاص المحترمون أكثر اهتمامًا بحقوق الآخرين،
والتفكير بالآخر بطريقة أكثر إيجابية وأكثر اهتمامًا. إن احترام الذات
واحترام الآخر، هو حجر الزاوية للوقاية من العنف والظلم والكراهية.
وتتمثل بعض المظاهر السلوكية المتعلقة بهذه القيم إيجابًا وسلبًا فيما يلي:
-
إن تدني احترام الذات، قد يدفع الناس للعمل يشكل غير محترم تجاه الآخرين
وتجاه أنفسهم، والتورط في سلوكيات تفتقر للياقة والاعتبار، وعدم احترام
السلطة، والفظاظة والسوقية.
-
إن العديد من الأبناء والطلاب يعاملون بصورة غير محترمة من قبل آبائهم
ومعلميهم، ويكونون ضحية للرسائل الساخرة وغير المحترمة والسلبية من
الكبار.. وما لم يعاملوا باحترام، فكيف لهم أن يتعلموا احترام الآخرين؟
- إن انحدار الكياسة أو اللياقة الاجتماعية، يزيد بشكل كبير من فرص العنف، ويعمل على تآكل القيم الأخلاقية السليمة كاحترام الآخر.
-
إن الخوف من التشكك في نوايا الآخر وخاصة الغرباء، قد يدفعنا للتصرف معهم
بشكل غير أخلاقي، وعدم مساندتهم في حقوقهم، فالخوف من الآخر قد يدفع لعدم
الثقة به.
- إن الافتقار لنماذج الاحترام في مجالات مختلفة، وانتشار اللغة البذيئة، تمثل مؤشرات على انحدار أخلاقي وأزمة عدم احترام.
-
إن مظاهر عدم الاحترام، متمثلة في القسوة والوقاحة والفظاظة، تنتشر عبر
الأفلام السينمائية، واستخدام اللغة البذيئة عبر برامج الشبكة الدولية
{الإنترنت}والأغاني السوقية المبتذلة.
٭ العطــف: Kindness:
كيف تبدي الاهتمام براحة ومشاعر الآخرين؟
يعني
العطف «القدرة على إبداء الاهتمام براحة الآخرين ومشاعرهم»، إن الحقارة
وعدم العطف - كما توضح بروربا {2003}- موجودان بنسب وبائية بين شباب
اليوم. إن عدم العطف يمكن أن يترك جروحًا عاطفية دائمة، ويمزج نسيج النمو
الأخلاقي للفرد والمجتمع.
وتتمثل بعض المظاهر السلوكية المتعلقة بهذه القيمة فيما يلي:
-
انتشار سلوك المضايقة والإيذاء في المجال المدرسي بين الطلاب، دليل على
تدني هذه المهارة الأخلاقية، وهي المشكلة الأكثر شيوعًا والأقل اهتمامًا
في مدارسنا.
-
إن عدم التشجيع الكافي على العطف، من قبل الآباء والأمهات والأشخاص
الكبار، وتأثير الأقران غير العطوفين، أدى إلى تدني هذه القيم الأخلاقية
في سلوك أبنائنا وطلابنا حيال بعضهم البعض.
-
إن افتقار الصغار إلى كبار مهمين في حياتهم، يساعدونهم على تشكيل قناعاتهم
الأخلاقية، يجعلهم يتحولون إلى أقرانهم كمدرسين أخلاقيين. والواقع المزعج
أن هناك أعدادًا متزايدة من هؤلاء الأقران، من شأنها أن تضع أبناءنا في
خطر اكتساب دروس مهلكة، فقسوة الأقران في تصاعد مستمر، وهذا يعني أن جميع
الأطفال يتعرضون إلى اللاعطف سواء كانوا ضحايا أو شهودًا على القسوة.
-
إن انعدام الحساسية تجاه اللاعطف، من قبل أبنائنا وطلابنا يرجع لأسباب
عديدة، بيد أن هناك حقيقة واحدة لا يمكن إنكارها، وهي أن هذا الجيل من
الشباب قد تعرض لرسائل مليئة باللوم والسلبية، التي تصور عالمهم على أنه
عالم بارد وقاس وأناني، وأن القصص العطوفة التي ترفع المعنويات، وتبين
الجوانب الإيجابية والمهمة في الحياة، قد أُهملت من حياتهم.
خطوات إجرائية لتنمية قيمة الاحترام:
مظاهر سلوكية صغيرة عن الاحترام يمكن تعليمها وتنميتها:
- يعامل الآخرين باحترام بغض النظر عن عملهم ومعتقداتهم وانتماءاتهم.
- يحترم نفسه.
- ينصت دون مقاطعة.
- يحترم خصوصية الآخرين، ويطرق باب الغرفة قبل أن يدخل.
- يحجم عن القيل والقال، والحديث عن سلبيات الآخرين.
- يعامل ممتلكاته وممتلكات الآخرين باحترام.
- يخفض صوته ويحجم عن التعليق عندما يتطلب الموقف ذلك.
- ينتظر كي ينهي المتحدث كلامه قبل أن يتحدث.
- يفتح الباب أولاً لمن يكبره سنًا.
- لا يقوم بتعليقات لا مبرر لها.
- يعامل البيئة باحترام.
- ينصت لرأي شخص آخر بكل اهتمام.
- يطيع والديه ومدرسيه.
- لا يتلفظ بألفاظ مسيئة.
عبارات تجسد معنى الاحترام:
{أرجو
المعذرة، عفوًا، فضلاً، هذه وجهة نظر قيمة، استمتعت بحديثك، شكرًا لك، آسف
لإزعاجك، من فضلك، أعتذر عن المقاطعة، رجاء لا تتحدث عن أحد في غيبته}.
٭ خطوات إجرائية لتنمية الاحترام:
-
جسد معنى الاحترام وكن قدوة لتلاميذك (عاملهم باهتمام وامنحهم حبًا غير
مشروط، أنصت لهم باهتمام واحترام، عبر عن مشاعر احترامك لهم لفظيًا
وتعبيريًا، أوجد لديهم تصورات موجبة لذواتهم، أخبرهم بأن حبك لهم نتيجة
لاحترامهم لأنفسهم واحترامهم لزملائهم).
-
عرفهم معنى الاحترام، ونم فيهم مؤشرات سلوكية للاحترام {مثل: أنصتوا
لبعضكم، لا تفش أسرار الآخرين، عامل الآخرين كما تحب أن يعاملوك، نوه
بإيجابيات الآخرين، احترم خصوصياتهم..}.
- عزز
احترام السلطة واكبح الفظاظة: {من خلال: تثبيت السلوك الوقح والتوقف عنده
والتنبيه على عدم تكراره، لا تتورط في التعامل مع الآخرين بشكل غير محترم
كرد فعل على سلوكهم، ضع حدًا للوقاحة في حالة عدم استمرارها، علمهم
سلوكيات جديدة للاحترام، شجع على السلوك المحترم}.
منــقول،،