كثيراً ما نصادف في هذه الأيام تراكيب مثل: (في حال قام بذلك فإنه يعاقَب).
والوجه أن يقال: (في حال قيامه بذلك).
·
جاء في مجلة علمية: "تمثل هذه القيمةُ الارتفاع المتوقع في درجة حرارة
الكرة الأرضية في حالة تضاعفتْ كمية ثنائي أكسيد الكربون في الهواء."
والوجه أن يقال: ... في حال تضاعُفِ ...
· جاء في معجم علمي: "...بحيث يمكّنِه من قياس المدى في حال طَرَأَ تشويش على رادار التَّتَبُّع."
والوجه أن يقال: ...في حال طَرْءِ/طُرُوْءِ تشويش...
· جاء في فقه اللغة للثعالبي: "إضافة الاسم إلى الفعل من سنن العرب كأن تقول: هذا عامُ يُغاث الناس، وهذا يومُ يدخل الأمير."
تبدو عبارة الثعالبي مطلقة، والحق أن ثمة قيداً يقيدها وهو أن يكون الاسم المضاف:
1- ظرفَ المكان (حيثُ)، وهو مبني على الضم، ويضاف في الأكثر إلى الجملة الفعلية، نحو قوله تعالى: ?وأَخْرِجُوهم من حيثُ أَخْرجوكم?.
?ومَنْ يَتَّق اللهَ يجعلْ له مَخْرجاً ويَرْزُقْه من حيثُ لا يَحْتَسِب?.
ويضاف
إلى الجملة الاسمية، نحو: جلستُ حيثُ الجلوسُ مُريح، فإن تلاها مفرد فهو
مبتدأ محذوف الخبر، نحو: مكثنا حيث الظِلُّ، أي مكثنا حيث الظلُّ ممتدٌ.
2- ظرفَ زمان مُبْهماً، أي نكرة تدل على زمنٍ غير محدود ببداية ونهاية، مثل:
إذ،
حين، وقت، مدة، زمن؛ وكذلك: يوم وساعة، بشرط ألا يراد بواحد منهما ومما
سبقهما مدةٌ محدودة بساعات محصورة ودقائق معدودة، وإنما يراد مدة مَحْض.
فإذا
أضيفت أسماء الزمان المبهمة المُعْرَبَة إلى الجمل الفعلية فإنها تُبنى -
جوازاً- على الفتح، ويجوز فيها الإعراب، ولكن البناء على الفتح أفضل إذا
أضيفت إلى جملة فعلية فِعْلها مبني بناءً أصلياً (هو بناء الماضي) أو
عارضاً (هو البناء الطارئ على المضارع بسبب اتصاله بنون التوكيد أو نون
النسوة).
فمثال الأصلي:
[center]
على حينَِ عاتبت المَشِيبَ على الصِّبا وقلتُ: أَلَمَّا أَصْحُ والشيبُ وازعُ
ومثال العارض:
لأجتذبنْ منهنَّ قلبي تَحَلُّماً على حينَِ يَسْتَصْبِيْنَ كلَّ حَليمِ
فيجوز في الظرف (حين) في البيتين إما الإعراب والجر المباشر بـ (على)، وإما البناء على الفتح في محل جر، والبناء أحسن.
أما إذا أُضيفَ ظرف الزمان المبهم المُعْرَب إلى فعلٍ مضارع معرب، فيجوز في المضاف الإعراب والبناء على الفتح، ولكن الإعراب أفضل.
ففي قوله تعالى: ?هذا يومَُ ينفعُ الصادقين صِدْقُهم?. يجوز في كلمة (يوم) الرفع والنصب، والرفع أولى.
ملاحظة: (إذْ) هي في أكثر أحوالها ظرف للزمان الماضي المبهم، ومعناها: زمن؛ وقت؛ حين. وتضاف إلى الجملة الفعلية والاسمية نحو:
فَرِحْنا إذْ قَدِمْتَ قُدومَ سَعْدٍ وإذْ رُؤْياك في الأيام عِيْدُ
وفيما يلي نماذج فصيحة من إضافة ظرف الزمان المبهم إلى الفعل، ففي التنْزيل العزيز:
?قال رَبِّ فأنْظِرْني إلى يومِ يُبعثون?.
?وسلامٌ عليه يومَ وُلِدَ ويومَ يموتُ ويومَ يُبْعثُ حياً?.
وقال عليه الصلاة والسلام:
(مَنْ حَجَّ فلَمْ يَرْفُثْ ولم يَفْسُق رَجَعَ كَيَوْمَ وَلَدَتْهُ أُمُّه).
ونرى أن كلمة (كيومَ) مبنية على الفتح.
والمعنى: رجع وحالُهُ كحالِهِ يومَ ولدته أُمُّه، إذ لا يستقيم تشبيه الإنسان باليوم!
مراجع البحث:
1- النحو الوافي ( عباس حسن ): 2/300-303؛3/28 و 78 و 84 و 88.
2- الكفاف ( يوسف الصيداوي ): 1/459
[/center]