لطائف وفوائد
الكاتب: الإمام// جلال الدين السيوطي
قال الإمام السيوطي : هذه فوائد منثورة في
المناسبات في تذكرة الشيخ تاج الدين السبكي ومن خطه نقلت:
1 - سئل
الإمام :
ما الحكمة في افتتاح سورة الإسراء
بالتسبيح، والكهف بالتحميد..؟
-
وأجاب: بأن التسبيح حيث جاء ، يقدم على التحميد ، نحو: (فَسَبِّحْ
بِحَمْدِ رَبِّكَ) سبحان الله والحمد لله.
-
وأجاب ابن الزملكاني :
- بأن سورة سبحان لما اشتملت على
الإسراء الذي كذب المشركون به النبي صلى الله عليه وسلم، وتكذيبه تكذيب لله
سبحانه وتعالى .. أتى بسبحان ؛ لتنزيه الله تعالى عما نسب إليه ونبيه من
الكذب.
- وأن سورة الكهف لما أنزلت بعد سؤال المشركين عن قصة
أصحاب الكهف، وتأخر الوحي .. نزلت مبينة أن الله لم يقطع نعمته عن نبيه ولا
عن المؤمنين ، بل أتم عليهم النعمة بإنزال الكتاب ؛ فناسب افتتاحها بالحمد
على هذه النعمة.
===============
2 - في
تفسير الخويبي: ابتدئت الفاتحة بقوله: (الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ
الْعَالَمِينَ) بوصف أنه مالك جميع المخلوقين.
وفي الأنعام، والكهف،
وسبأ، وفاطر : لم يوصف بذلك ، بل بفرد من أفراد صفاته .
وهو: خلق
السموات والأرض والظلمات والنور في الأنعام.
وأنزل الكتاب في الكهف.
وملك
ما في السموات وما في الأرض في سبأ.
وخلقهما في فاطر.
وكان ذلك :
لأن الفاتحة أم القرآن ومطلعه ، فناسب الإتيان فيها بأبلغ الصفات وأعمها
واشملها.
=============
3 - في العجائب للكرماني:
(1) إن قيل
كيف جاء (يسألونك) أربع مرات : بغير واو.
(يَسْأَلُونَكَ عَنِ
الْأَهِلَّةِ)
(يَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنْفِقُونَ)
(يَسْأَلُونَكَ
عَنِ الشَّهْرِ الْحَرَامِ)
(يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ)
ثم جاء
ثلاث مرات : بالواو.
(وَيَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنْفِقُونَ)
(وَيَسْأَلُونَكَ
عَنِ الْيَتَامَى)
(وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ)
قلنا :
لأن سؤالهم عن الحوادث الأول .. وقع متفرقًا.
وعن الحوادث الأخر .. وقع
في وقت واحد ؛ فجئ بحرف الجمع ، دلالة على ذلك.
(2) فإن قيل:
كيف جاء (وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْجِبَالِ فَقُلْ يَنْسِفُهَا رَبِّي
نَسْفًا) وعادة القرآن مجيء (قُلْ) في الجواب ، بلا فاء.
وأجاب الكرماني بأن التقدير: لو سئلت عنها:
(فَقُلْ).
(3)فإن قيل: كيف جاء: (وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي
عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ) وعادة السؤال يجيء جوابه في القرآن بـ (قُلْ)
قلنا:
حذفت للإشارة إلى أن العبد في حال الدعاء .. في أشرف المقامات لا واسطة
بينه وبين مولاه.
==============
4 - ورد في
القرآن سورتان ، أولهما : (يَا أَيُّهَا النَّاسُ) في كل نصفٍ .. سورة.
فالتي
في النصف الأول : تشتمل على شرح المبدأ ، وهي سورة النساء: (يَا أَيُّهَا
النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ
وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا
وَنِسَاءً)
والتي في النصف الثاني : تشتمل على شرح المعاد ، وهي سورة
الحج: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ
السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ).
الإتقان في علوم القرآن
============
موقع هدي الإسلام