لا شك أن التعدد أباحه الله
للذكور دون الإناث لحكمة قد نعلمها أو نعلم بعضها ولكني لن أتطرق لهذا
الأمر أو غيره من الأمور المتعلقة بالتعدد ولكني سأتناول قضية تؤرقني و
تؤرق كل غيور.
حين يصبح الزواج من ثانية عبارة عن نزوة أو أداة تأديب
في حق الأولى حين تنشز أو تطرأ على حياتهم الزوجية أي تعكير، في ظني أن
هذه العبقرية الفذة في التأديب لم تطرأ على بال السلف ولكنها حضرت وبقوة
في حياة بعض الخلف الباحثين عن متعهم الدنيئة والمتلاعبين بنساء المسلمين.
قولوا لي بربكم أي قلب هذا الذي يتجرأ ويقترن بفتاة وهو يعلم أنها عبارة عن أداة تأديب وقتية
أترى هذا القلب قد من صخر أم أنها الحياة المادية المتجردة من كل حس إنساني
بذل
جهده في البحث عن عائلة طيبة وأن تكون بكراً ووضع المواصفات التي تنبيء عن
همة قمة ولكنها في النهاية انقلبت إلى تعاسة وخيانة وهمة رمة
ألم يعلم أن من سيقترن بها عبارة عن كتلة من العواطف والأحسايس ولا يجوز العبث بها
ألم يتصور في لحظة أن هذه المسكينة تبني أحلاما بتكوين عائلة وتحدث نفسها بحياة سعيدة وبطفل يملأ عليها حياتها سعادة وانشراح
اتراه يرضى هذا لإحدى بناته ؟
لا أعتقد، بل أظن أنه ستنتفخ أوداجه حمية وغيرة
عدة
مواقف وقفت عليها كان ضحيتها فتاة في ريعان شبابها بمجرد عودة المياه
لمجاريها لفظت كما تلفظ اللقمة الغير مستساغة، أحدهم لم يجهد في كيفية
الخلاص منها ، بل وجد رسالة الجوال وسيلة لكي يتخذ قرار نهاية مرحلة تأديب
الأولى وبداية شقاء الثانية
نسأله لماذا طلقتها ؟
هل بها عيوب لم تستطع أن تواصل حياتك معها ؟
قيكون جوابه انها جيدة ؛ بل إن أحدهم صرح بأنها متميزة ولكن الأولى زودت عيار الزعل ولم يكن مستعد لمثل هذا النوع من الزعل
والآخر يصرح وبدون خجل أن الغاية من زواجه تأديب الأولى وقد تحقق مقصوده وانتهت فصول مسرحيته
هؤلاء هم من أخرج التعدد عن حكمه الجليلة والتي من أجلها اباح الله التعدد
الشيخ بن عثيمين رحمة الله عليه حرم الزواج بنية الطلاق لأنه ينطوي على خديعة وغش
فهل ياترى زواج التأديب يندرج تحت هذه الفتوى، ؟ فالعلة واحدة - وإن تغيرت الصورة - والحكم يدور مع علته وجوداً أو عدماً.
المشهد الأخير ....
إحداهن دخلت في حالة نفسية سيئة أشبه بالإنهيار مع انطواء كامل عن المجتمع حتى كتابتي هذه السطور
أما هو فقد عاد لحياته حيث نجحت خطة التأديب وبكل براعة ولكنه ليس بمعزل عن محاسبة الله له
سيقف بين يدي الله وحينها سيعلم أي جناية ارتكبها في حق تلك المسكينة حين خدعها وغشها ... فإلى الله المشتكى ....
(144)
منقول للإفادة
و السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته.