بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يُقصد بمصطلح ” الوضع” أو الولادة المبكّرة: ولادة
الجنين قبل اكماله الأسبوع السادس والثلاثين من الحمل، في حين أن المدة
الطبيعية للحمل 40 اسبوعاً.. تنمو العديد من أجهزة الجنين في الفترة بين
الأسبوعين 34-37 قبل أن تُصبح لديها القدرة على الحياة خارج الرحم؛
وبالتالي فإنّ ولادات ما قبل الأسبوع السابع والثلاثين تتعرّض لخطر الوفاة
في العام الأول من عُمرها.
يتعرّض الأطفال الخُدّج -ممّن يبقون على قيد الحياة-
لمشاكلَ صحيّة خطيرة،مثل: الاعتلال الدماغي الناتج عن نقص الاكسجين (والذي
يؤدي لتدمير في الجهاز العصبي)، شلل دائم، أضرار في الجهازين الدوراني
والتنفّسي، الفتاق.. بجانب مضاعفات أخرى.
تتسبّب حالات “الوضع” في نحو 500 ألف وفاة سنوياً حول
العالم، وبحسب معهد الطبّ الأميركي فإن المجتمع الأميركي يخسر سنوياً نحو
26 مليار دولار لتغطية التكاليف الطبيّة المرتبطة بحالات الوضع، ورعاية
الأطفال الخدّج.
حتى عهد قريب، كان الأطباء يستخدمون وسائل تقليديّة
لاكتشاف الولادة المبكرة، ويكون ذلك فقط في مرحلة متقدّمة من الحالة، وفي
مثل هذه الحالات فإن العلاج الكيميائي لا يكون كافياً لتأخير الولادة سوى
أيامٍ قلائل فحسب.
قدّم طلاب معهد جون هوبكنز أداة جديدة بامكانها اكتشاف
اشارات انقباضات الرحم في مرحلة مبكّرة من حالات الوضع، بدقة وحساسية
مضاعفة. تقوم الاداء بقياس الانقباضات من خلال الرحم وعنق الرحم بدلاً من
قياس هذه الاشارات من خلال جدار البطن
تتكوّن هذه الأداة من حلقة من السيليكون مغمورة بمجسّات
لالتقاط الاشارات الكهربائية المرتبطة بانقباض الرحم.. أُختبرت الاداة على
الحيوانات بنجاح كبير وبصدد اجراء تطويرات عليها كي تستخدم قريبا على
البشر. وستسمح للاطباء باكتشاف حالات الوضع بوقت كافٍ ليسمح -من خلال
العلاج الكيميائي- بتأجيل موعد الولادة بنحو 6 أسابيع، وهو الوقت الذي
سيكون كافيا لأعضاء الجنين كي تنمو، مخفّضة احتمال الوفاة، وتكاليفَ رعاية
بعد الولادة.