منتديات اقرأ معنـا
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


قال نبينا محمد صلى الله عليه وسلم :{إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاثة: صدقة جارية أو علم ينتفع به أو ولد صالح يدعوا له}
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخولتسجيل دخول الاعضاء
بسم الله الرحمن الرحيم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته , المنتدى تابع لشركة احلى منتدى والخدمة والصيانة مدى الحياة , وأعضاؤنا قدموا 33879 مساهمة في هذا المنتدى وهذا المنتدى يتوفر على 8838 عُضو , للإستفسار يرجى التواصل معي عن طريق إرسال رسالة شخصية .. ولكم فائق تحياتي وتقديري , المدير العام : علي أسامة (لشهب أسامة)
Cool Yellow
Outer Glow Pointer

 

  مصير الثقافة المحلية

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
علي أسامة (لشهب أسامة)
المدير العام
المدير العام
علي أسامة (لشهب أسامة)


الأوسمة وسام العضو المميز
 مصير الثقافة المحلية 41627710
الجنـسية : gzaery
البلد : الجزائر
الجنـــس : ذكر
المتصفح : fmfire
الهواية : sports
عدد المساهمات : 26932
التقييم : 0
تاريخ التسجيل : 24/10/2008
العمر : 31
الموقع : https://readwithus.yoo7.com/
المزاج : nice
توقيع المنتدى + دعاء : توقيع المنتدى + دعاء

 مصير الثقافة المحلية Empty
مُساهمةموضوع: مصير الثقافة المحلية    مصير الثقافة المحلية I_icon_minitimeالثلاثاء 14 فبراير - 17:28

مصير الثقافة المحلية

بقلم : سليم أبو جبل

يحاول الكتاب والمفكرين العرب منذ نكبة عام
1948 البحث عن أسباب العجز العربي مقابل الدولة العبرية والأمريكي الذي
يقف ورائها، وكانت محاولات المثقفين على مختلف ألوانهم وتشكلاتهم تذهب إلى
القول أن الثقافة العربية رغم غناها الحضاري العريق والموغل في القدم، لم
تستطع أن تقف مقابل ما أنتجته الثورة الصناعية في أوروبا وما تبعه من
إنتاج ثقافي وحضاري وثورات عمالية وفكرية وانقلابات فلسفية ومدارس أدبية
وفنية، ففي الوقت الذي كان كل هذا يحدث في أوروبا كان العرب ينامون تحت
ظلال الاحتلال التركي للبلاد العربية.

وكان اللقاء الأول بين العالمين حين بدأ
الأوروبيون يستغلون ثروتهم الصناعية ويحتلون العالم، وكان العالم الإسلامي
لقمة سائغة خاصة في الأطراف الجغرافية التي لم تستطع الإمبراطورية
العثمانية من السيطرة عليها لاتساع رقعتها الجغرافية.

ويمكن القول أن الاحتلال البريطاني والفرنسي
للمنطقة العربية أحدث لقاء من نوع خاص ما بين العالمين وكان هذا الاستعمار
المحرك الرئيسي لولع العرب بالغرب ومحاولة استنهاض ثقافتهم وحضارتهم
وبالتحديد تلك الروح التي حاولت طرد الغرب.



ضحالة النتاج العربي.

وحين نقف اليوم قبالة عجزنا الذي لم يفارقنا
ويبدو انه لن يفعل في الوقت القريب، نعاود البحث من جديد عن أسباب تقصيرنا
في حق أنفسنا وحق ثقافتنا ولغتنا العربية التي لا تجد لها مكانا لائقا
بجانب لغات العالم الأخرى التي تقل عنها حجما واتساعا وعمقا حضاريا، وتكفي
بعض المعلومات لأجل معرفة خطورة هذا التقصير... يترجم في العام الواحد
قرابة 100 ألف كتاب إلى اللغة الإسبانية في حين أن العرب لم يترجموا مثل
هذا العدد منذ عهد الخليفة المأمون إلى اللغة العربية! وتفوق كمية الأبحاث
التي يقوم بها معهد العلوم التطبيقية التخنيون تحديدًا وباقي معاهد
العلوم في إسرائيل ما تقوم به الدول العربية مجتمعة، ولا تزال الحال كما
هي رغم ما يحاول المثقفين العرب من فعله عبر أبحاثهم وتحليلاتهم لهذا
الواقع المأزوم. وقد أزيدكم تشاؤمًا حين تعرفون أن أكبر الكتاب والأدباء
العرب لا يبيعون من كتبهم أكثر من عشرة ألاف نسخة لمائتي مليون عربي في
حين يبيع الكاتب الإسرائيلي الناجح مئات ألاف النسخ لخمسة ملايين من قراء
العبرية بسعر يزيد ثلاثة أضعاف عن سعر الكتاب العربي ... فهل نلوم أحد بعد
هذا حين يقول أن العرب شعب من الجهلة، لا يقرأ !؟



واقع الحال ...

لا يختلف الأمر في الواقع الفلسطيني المحلي بل
انه يزداد سوءًا، وذلك لأن التقصير المتعمد من قبل الجهات المختصة في
الوصاية على تعليم الجيل الجديد، يهمل في جملة ما يهملة اللغة العربية،
ويقدم التاريخ الخاص حول الصراع الفلسطيني الإسرائيلي مشوهًا، وفي ذات
الوقت تنتج فيه إسرائيل كم هائل من المنتوجات الثقافية مقارنة بما ينتجه
العرب الفلسطينيين، وكي لا تجحف المقارنة بحقنا نحافظ على معادلة النسبة
السكانية، ورغم هذا يبقى حالنا يرثى له. وقد يقول قائل أن مجتمعنا
الفلسطيني يفتقد إلى الموارد المالية ولذلك فهو غير قادر على ترجمة كتب
بكميات وافرة وغير قادر على إنتاج أفلام سينمائية ومسرحيات.... ولكن، هل
نحن على استعداد لاستهلاك المنتج الثقافي القليل الذي لدينا؟ هل يشاهد
الشباب الأعمال المسرحية والأفلام السينمائية التي تنتج؟



ثقافة النخبة وطموح الأغلبية.

قد تكون طبيعة التوزيع السكاني للسكان العرب
تمنع التواصل مع المراكز الثقافية في المدن العربية ذات التركيز السكاني
والثقافي كحيفا، الناصرة وعكا، ولكن حتى في هذه المدن تتدنى نسبة المهتمين
والمتابعين للمادة الثقافية والفنية إلى أدنى حد، ويكاد يكون استهلاك
المنتج الثقافي مقصورًا على نخبة من الأشخاص يجامل بعضهم الآخر في رد
الزيارة كما هي الأصول العربية العريقة، وأغلبيتهم من الفنانين على اختلاف
أنواعهم، فيزور الممثل معرض الصديق الرسام ويشاهد الشاعر مسرحية الصديق
المخرج وتجري الأمور بهذه الطريقة، حتى يكاد أن يكون عدد المستهلكين
للمادة الثقافية من خارج العاملين في هذا الوسط عدد قليل للغاية.

تفيد حالة التشتت والفراغ الثقافي في ظل غياب
المؤسسات الفاعلة أكثر ما تفيد المؤسسة الإسرائيلية التي ترغب في جعل
العرب في هذه البلاد في أدنى مستوى ثقافي وتعليمي، لا يشغلهم سوى مباريات
دوري كرة القدم، وانتخابات السلطات المحلية كأقصى طموح وطني، وكأن هذه هي
نهاية المطاف، فينقلب الصراع على الوجود والحفاظ على الهوية القومية
والذاكرة الفلسطينية إلى صراع حمائلي على وظيفة خدمية تدر المصالح
والأموال، ويصبح انتصار فريق كرة قدم عربي همًا قوميًا وسياسيًا يجب
الدفاع عنه أمام المخططات الصهيونية، وتحتل أخبار النزاعات العائلية
والطائفية عناوين الجرائد الكثيرة، وما أكثرها، قياسًا بما نحن بحاجة
إليه، وبما لا نجده بالمقابل، وهكذا، تصبح هذه الهموم وانتخابات رؤساء
المجالس المحلية إضافة إلى ثقافة الجرائد التي لا نقرأ غيرها أهم مكونات
الوعي والمعرفة لدى الشباب الفلسطيني!!



لمن نشتكي ؟

يشكو القائمون على المسارح العربية من قلة
اهتمام الجمهور بمشاهدة الأعمال المسرحية، ويشكو الممثلون العرب من عدم
معرفة الناس لهم حين يمشون في الشارع، ويشكو أحد الكتاب الروائيين من
أحدًا لم يخبره برأي يشفي الغليل سلبًا أو إيجابًا حول روايته. ويكاد
الجمهور العربي لا يعرف من فنانيه ومبدعيه إلا نفر قليل، فعلى من تقع
المسؤولية؟ هل على المنتجين والمبدعين أنفسهم أم على الجمهور الذي لا يأبه
للمُنتج الثقافي ويستطيع العيش دونه؟ أم نشكو من الثقافة العربية التي
بلورت شخصية عربية غير مدركة لأهمية الثقافة والمعرفة؟

في محاولة للبحث عن أسباب عجز الثقافة العربية
عمومًا، والحالة المتردية في واقعنا الفلسطيني، لا يمكننا إلا العبور من
خلال شريحة الشباب التي يعقد عليها الأمل في تغيير واقع الحال. ولكن واقع
الأمر يقول أن الشبان العرب والجامعيين منهم على الأخص تقتصر اهتماماتهم
الثقافية على المادة التلفزيونية ويغيب في المقابل دور الكتاب والمسرح
والسينما والندوات الثقافية.



دورة الحياة الثقافية.

يصعب على معظم العاملين في مجال الفن والثقافة
الارتزاق والعيش بكرامة دون مزاولة عمل آخر، ويعود ذلك ببساطة لعدم وجود
جمهور مستعد للقدوم على سبيل المثال إلى المسرح، وعدم وجود الجمهور يعني
أن العمل المسرحي لن يعرض أكثر من عدة عروض مما يعني أن المردود المادي
للعاملين سيكون ضئيلا وبالتالي لا يمكن امتهان التمثيل كمهنة، مما يجبر
الممثل على العمل في عمل آخر لأجل المعيشة اليومية وبهذا فإنه يفقد القدرة
على بذل الجهد الكامل في عمله الأساسي. وينسحب هذا المثال على الكتاب
والشعراء والصحفيين والمطربين والمخرجين وكتاب الأغنيات وكل من له علاقة
بهذا الشأن.

إنها كحكاية الخباز الذي بحاجة للطحان والطحان
الذي بحاجة للحطاب والحطاب الذي بحاجة للفلاح والفلاح الذي بحاجة للخباز،
فتعود الدائرة للبداية. إنها حكايتنا، وحكاية حاجتنا إلى الوقود لأجل أن
تدور العجلة ويزداد دورانها سرعة، مع الحاجة للكثير من الفهم لواقع
مجتمعنا العربي الفلسطيني المركب، وفهم حاجاته وتنوعاته. فبعد أن سلبت
الأرض أصبح الفلسطيني يعيش في مجتمعات تختلف عن بعضها من حيث التكوين
والحاجات، تزداد الرغبة إلى تقوية وإثراء الثقافة الفلسطينية المحلية مما
يساهم في تقوية الروابط بين أبناء النقب والمثلث والجليل، ويقع على
المثقفين والفنانين من الشباب الدور الأهم في كل هذا.

لا يسوئنا أن نعترف بأننا بحاجة إلى الكثير من
العمل من أجل وصول مجتمعنا العربي وبخاصة شريحة الشباب منه إلى حالة
مقبولة من الاستهلاك والممارسة الثقافية، وفي هذا أولى الخطوات نحو تحقيق
ذلك. وقد لا يبتهج البعض لهذه اللهجة التشاؤمية ولهذا الاستعراض السوداوي
بعض الشيء للحالة الثقافية، ولكن، من يستطع أن يرى الواقع بأفضل من هذا
فلينعم في فضيلة التفاؤل وراحة البال، وليردد مع الكثيرين أن الفلسطينيون
أكثر الشعوب العربية ثقافة وعلمًا، مما لا يجدي بشي سوى بيع الكلام
والاكتفاء بالموجود، وهو قليل... قليل جدًا.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://readwithus.yoo7.com
 
مصير الثقافة المحلية
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
»  أي دور للإعلام في التنمية المحلية؟
»  مصير الكتاب في عصر النشر الإلكتروني
»  مصير العملية الاتصالية في ظل تكنولوجيا الاتصال الجديدة

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات اقرأ معنـا :: ˆ~¤®§][©][ عــلوم وثقافـة ][©][§®¤~ˆ :: الصحافة والإعلام-
انتقل الى: