علي أسامة (لشهب أسامة) المدير العام
الجنـسية : البلد : الجزائر الجنـــس : المتصفح : الهواية : عدد المساهمات : 26932 التقييم : 0 تاريخ التسجيل : 24/10/2008 العمر : 31 الموقع : https://readwithus.yoo7.com/ المزاج : nice توقيع المنتدى + دعاء :
| موضوع: الفساد المكشوف الثلاثاء 14 فبراير - 17:25 | |
|
الفساد المكشوف
عبدالله بن بخيت
من حسن حظ العاملين في هيئة مكافحة الفساد أن زبائنهم يعملون في وضح النهار. زبائن الشرطة على سبيل المثال يعملون في الظلام وبالسر، صحيح أن هناك مندسين ومتخفين يمارسون فسادهم في الظلام لكن هؤلاء لا أهمية لهم. واحد يختلس مستودع أو آخر يتلاعب في المشتريات أو يكد سيارات الدولة أو حتى يتقاضى رشوة من مليون وأقل. كلفة متابعة هؤلاء تتجاوز الأرباح المرجوة منهم. تركهم في حالهم أفضل من مطاردتهم. مخبرون ووقت وأدلة ومصاريف .. الخ. وإذا ألقينا القبض عليهم سنجد أن مرددوهم لا يغطي كلفة متابتعهم. مثل هؤلاء ضبطهم وإيقافهم مسألة أخلاقية فحسب.
أنصح الهيئة صرف النظر عنهم. إذا وقعت على أحدهم بالصدفة فذنبه على جنبه. لكن يجب إلا تُستدرج الهيئة للركض وراءهم. يكون هناك قانون من خلاله يتم تعريف العدو. كلمة فساد كبيرة ومتشعبة. أهم نقطة في تعريف الفساد ترتكز على المبلغ محل النزاع. الفرق بين القيمة العادلة للمشروع، وبين المبلغ المعلن للمناقصة. التحقق من ذلك سهل جدا. عندما ثار الجدل حول قطار الحرمين استكبرتُ المبلغ على صورة القطار المنشورة في الصحف وزاد استغرابي عندما عرفت أن المسافة التي يقطعها القطار يمكن أن يقطعها الإنسان على قدميه بسهولة. دخلت على النت ووضعت كلمة قطار وكلمة كلفة وكلمات أخرى ذات علاقة. فظهرت امامي كل المعلومات التي أريدها. بل صرت إلى حد ما خبيرا في أسعار القطارات. طبعا عرفت البير وغطاه في قضية قطار الحرمين وبقية القطارات في المملكة.
في عالم اليوم واحد زائد واحد يساوي اثنين. احتياجات المملكة هي نفس احتياجات العالم من حولنا. الشركات التي تنفذ هذه الاحتياجات واحدة والبضائع مصدرها واحد, إذا كانت المملكة تحتاج إلى تعمير مبان فلن تختلف عن المباني في الصين وفي امريكا وفي أوربا وفي أفريقيا. إذا كانت المملكة في حاجة إلى قطارات فالعالم أجمع في حاجة لذلك ولن يكون فرق التكلفة هائلا. قرأت خبرا يوم أمس الأول أن الهيئة تنوي تعيين مندوبين لها في الدوائر الحكومية. لم يشر الخبر هل هم مخبرون سريون أم سيتحركون على المكشوف؟!
لا حاجة للهيئة بهم. لا حاجة للهيئة أبدا لجواسيس ومخبرين فالفساد الحقيقي هو الفساد الذي يطفح على السطح. المعادلة في المملكة واضحة كلما تخفى الفساد قلت قيمته. الفساد المعلن في الصحف والمجلات هو هدف الهيئة وميدان تحركها. هذا لا يحتاج إلى جواسيس. يحتاج فقط إلى جهاز كمبيوتر مشبوك على النت. على سبيل المثال إذا كان الموقع مشروع قطار يدخل موظف الهيئة على مواقع القطارات ويقارن المواصفات والأرقام. ثم يكتب خطابا للمسؤول الذي وقع العقد متضمنا سطرين أو ثلاثة عمادها السؤال التالي: لماذا مشروعنا في المملكة زايد بستة آلاف مليون عن بقية مشاريع العالم المشابهة له؟ لماذا يكلف المتر في أوربا عشرة آلاف يورو ويكلفنا ثلاثين ألف يورو. هذا كل ما في الأمر.
| |
|