الاعلام والديمقراطية في فترة الانتخابات

الاعلام والديمقراطية في فترة الانتخابات


ان
تجربة ممارسة الديمقراطية والاعلام في فترة الانتخابات لاتختلف عن التجارب
المخبرية والتي يمكن ان تختزل في مقولة أخطأ او أصاب فهي في كل دول العالم
تعتبر فرصة لتقيم ديمقراطية السلطة وديمقراطية وسائل الاعلام فيمكن ان
تكون السلطة ديمقراطية في تصورها وممارستها للديمقراطية ولكن يمكن لوسائل
الاعلام تكون غير منصفة في عرضها او تقديمها لافكار المرشحين .فالانتخابات
هي مرحلة انتقالية لايمكن ان تعزل عن ماتثيره من نقد وردود افعال مختلفة
من كل الاطراف التي لها صلة بالشأن العام والممارسة الديمقراطية.

ان
علاقة الانتخابات بالممارسة الديمقراطية اثناء اداء الواجب الانتخابي هي
تطبيق عملي لمجموعة من القوانين من خلال ثقافة ديمقراطية وحكم صندوق
الاقتراع ولايمكن ان نستثني الاعلام كأحد المفاصل المهمة من مفاصل
الديمقراطية اثناء فترة الانتخابات .
ان الدور الذي تلعبه وسال الاعلام
في العراق غير كاف في دفع المسيرة الديمقراطية للامام فهو بحاجة الى ثقافة
سياسية ومرجعية اعلامية تقطع الطريق لعودة اعلام السلطة الشمولي .ومن
الصعوبة بمكان ان نتنبأ بالنتائج من عملية مزج العملية الاعلامية بقضية
الديمقراطية في المجتمع العراقي الذي يفتقد الى ارضية ومرجعية صلبة في
العمل السياسي والديمقراطي حيث تظهر لنا باشكال وصور مختلفة جديدة وقوى
مجسدة في فكر حزبي علماني كان ام ديني وقضية الطائفية والفئوية والتكفير
كذلك شبكات الجريمة المنظمة والا رهاب فهذه كلها علامات تؤثر في اداء
الديمقراطية ووسائل الاعلام .
فلايكتفي الاعلام الحر بترسيخ ركائز
التحول الديمقراطي بل الاهم هو حماية هذا التحول والدفاع عنه.فكثرة
الفضائيات والصحف والاذاعات ووجود الانتخابات فأن الاعلام العراقي لم يكن
عاملا في تثبيت عناصر التحول السياسي الذي يريد ان يصل اليه المجتمع
العراقي ،كذلك لم يستطيع هذا التنوع والتعدد الاعلامي من ان يحمي
الديمقراطية الوليدة ولم تتمكن الديمقراطية من توفير شروط واجواء الاعلام
الحر والنزيه والمستقل.


الصحفي عادل كطوف