الاعلام المتخصص

الاعلام المتخصص

بقلم:
فهد العتيق - من خلال فترة عملي في الشركة السعودية للنشر المتخصص كمديراً
تنفيذياً لمكتب دبي استطعت ان اتعمق بكشل اكبر في هذا القطاع من الاعلام
والذي يشكل حالياً ركيزة اساسية في مستقبل صناعة الاعلام من حيث تنوعه
وتجدد افكاره واتساع رقعة المهتمين فيه عالمياً. ولكننا نواجه هنا في منطقة
الشرق الاوسط عدة مشاكل للنهوض بهذا القطاع الاعلامي الهام. من حيث ندرة
الاعلاميين المتخصصين والقادرين على ابتكار محتوى اعلامي متخصص شيق ومتجدد
وهنا اركز على عبارة ابتكار المحتوى وليس الاقتباس والتحوير والترجمة
واغتصاب الحقوق الفكرية عن طريق الانترنت، وأيضاً يواجه ندرة في الناشرين
المتخصصين والمتفرغين في هذا القطاع من الاعلام ويواجه معضلة كبيرة أخرى في
سبيل تقدمه وهي عدم وصول الرؤية الاعلامية الكاملة بهذا القطاع للقائمين
على شركات ووكالات صناعة الاعلان بشكل سليم.

وينقسم هذا القطاع الى عدة مجالات وهي المجال التجاري وهو المهتم بإظهار
الرسائل الاعلامية للهيئات والمؤسسات الحكومية والشركات التجارية الكبرى
القيادية في مجالها. والمجال الآخر هو المهتم بالتركيز على اصدار منتجات
اعلامية لشرائح متخصصة من الجمهور كإصدار الدوريات المتخصصة لجمهور متخصص
في جانب معين كالمهتمين بمجال الغذاء أو المجال الطبي أو التقني أو الطيران
... الخ. والجانب الآخر هو مجال اعادة اصدار المجلات العالمية ذات السمعة
العالمية بلغات مختلفة ويتضمنها إعادة نشر المحتوى الاعلامي كالمقالات
والتحليلات والتحقيقات بصيغ مختلفة أو بلغات مختلفة.

ولو اخذنا على سبيل المثال قائمة اكثر المجلات انتشاراً في امريكا
واوروبا لوجدنا ان المتصدر لهذه القائمة هي مجلات متخصصة بمجالات غاية في
الدقة والتخصص وليست المجلات ذات الصبغة الشعبية والموجهه الى كافة القراء
كالمجلات المهتمة بالصحة والتصميم الداخلي والمتقاعدين تعتلي قائمة الترتيب
مقارنة بمجلة كمجلة بيبول الموجهه الى شريحة عريضة من القراء.

وليس الحديث هنا مقتصر على قطاع النشر انما الحديث موصول الى قطاع
التلفزيون فقنوات كناشيونال جيوغرافيك أو قناة اي او القنوات الاخباربة هي
الاكثر متابعة من القنوات ذات البرامج العامة. ولكم ان تتخيلوا ان سعر
الصفحة الاعلانية الداخلية في مجلة كمجلة Better Homes and Gardens يفوق
الـ ١٠٠ الف دولار وهي مجلة متخصصة في شؤون المنزل وصحة الاسرة. وهذا الرقم
يفوق بالتأكيد سعر الاعلان في صفحة داخلية في اشهر صحيفة يومية عربية
بمعدل خمسة اضعاف على اقل تقدير.

ولكني رغم ذلك ما زلت من اللذين يؤمنون بأن مستقبل الاعلام هو في
الاعلام المتخصص والرهان المستقبلي سيكون عليه بكافة صيغه المقروءة
والمسموعة والمرئية والالكترونية وذلك عائد الى تطور وسائل عرض المحتوى
وقابليتها ومرونتها المتناهية في ضبطها على حسب رغبة المتلقي أو المستهلك
للمنتجات الاعلامية وما الايبود او البودكاست الا خطوة مبدئية في عالم
تقنيات العرض المتجدد والمتسارع اما التقنيات الجديدة في عالم الطباعة
وتطورها وقدرتها ابتكار مواصفات عرض جديدة وشيقة في سبيل استقطاب مزيد من
الجمهور فلها مقال مستقل.