بالرغم
من دخول الدوري الجزائري عالم الاحتراف موسمه الثاني، وفي الوقت الذي
يتغنى فيه رئيس الاتحاد الجزائري للعبة محمد روراوة، بما تحقق إلى حد ألان
بولوج الدوري المحلي عالم الاحتراف من أبوابه الواسعة، وعلى انه حقق قفزة
نوعية في ظرف قياسي، لم يذكر هذا الرجل ولو مرة واحدة في جل تصريحاته عن
نقطة مهمة في عالم الاحتراف، وشروط نجاحه، والمتمثل في افتقار الأندية
المحلية المسماة بالمحترفة بالبورصة، لتداول أسهمها والتي تحولت إلى شركات
رياضية، وكذا بورصة اللاعبين لمتابعة مشوارهم التجاري ضمن أنديتهم على غرار
باقي
البطولات الأوروبية التي تمتلك بورصات خاصة بالسوق الرياضية، وتجارة اللاعبين وأسهم شركات مختلف الأندية.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]أقول
مضى على تطبيق الاحتراف في الجزائر أكثر من 15 شهرا، لكن تبقى الجزائر
والحق يقال تراوح مكانها، وتبقى بورصة الجزائر تتداول حصص وأسهم الشركات
الاقتصادية الأخرى من مؤسسات الفندقة، الطيران، والصناعات الغذائية
والأدوية، من دون ضم شركات النوادي الكروية، أو الاهتمام ببورصة
اللاعب المحلي الذي ينشط في الدوري الأول أو الثاني، باعتبارهما القسمين المعنيين بالاحتراف.
لكن
حتى وان تغنى روراوة بان الاحتراف في الجزائر حقق خطوات هامة في ظرف 15
شهرا، لكن تبقى هاته الخطوات أشبه إلى حد كبير بخطوات السلحفاة، التي تراوح
مكانها بالرغم من حركة سيرها البطيئة.
وفي هذا
الاطار يرى متتبعو شؤون البورصة والمالية في الجزائر، إنه ليس هيّنا أن يتم
تطبيق نظام شركات ذات أسهم، من دون تخصيص بورصة تأوي سندات وأسهم هذه
الشركات، لمداولة
التعاملات المالية ومراقبة حركة الأموال وتصحيح الأخطاء أيضا، ومادام الأمر كذلك فيجب إقحام كل النوادي المحترفة الجزائرية في البورصة الوطنية.
لكن
الهاجس الكبير في نظر العارفين بالشأن الاقتصادي في الجزائر أن تحويل
النوادي الجزائرية إلى شركات ذات أسهم، يعني الاعتماد على مداخيل الشركة
تجاريا، وإعفاء الجهات الأخرى من ضخّ الأموال فيها، إلا في حال ضخّها على
شكل أسهم أو سندات، وستتبع هذه الشركات سياسة تجارية محضة، من خلال
الاستفادة من حقوق بيع البث التلفزيوني، وكذا الإشهار والتمويل
“السبونسرينغ” الذي ترعاه الشركات الاقتصادية الراغبة في إشهار علاماتها
لدى الأندية، واستغلال اللعبة الأكثر شعبية لتسويق مختلف المنتوجات.
لكن
السؤال الذي يبقى مطروح، بل يطرح نفسه بشدة، الى متى يبقى واقع الأندية
الجزائر على هذا النهج، بل إلى متى يبقى احتراف "رئيس الاتحاد الجزائري"
محمد روراوة على مقاسه؟ .
الكاتب
كريم مهدي
العلامات
الدوري الجزائري