بحث في الثورة الجزائرية
لتحميل البحث في WORD وطباعة جاهز من هنا [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]الثورة الجزائرية
المقدمة
تهدف هذه الدراسة إلى تقديم رؤية تحليلية وتاريخية
مختصرة ومركزة لأهم وأبرز معالم الثورة الجزائرية , وهي فترة تمتد إلى عدة
سنوات , حدثت فيها أحداث هامة غيرت طريقة عمل الإنسان , وطريقة حياته في
المجتمع , وكذلك طريقة تفكيره , كما نتج عنها الواقع الذي تعيشه الجزائر في
الوقت الحالي والذي تظهر آثاره واضحة في تاريخها المعاصر , ومن هنا تأتي
أهمية هذا التاريخ في فهم الأحداث المعاصرة , وتفسيرها تفسيرا علميا صحيحا
.كما أنها تقدم موقف مصر من هذه الثورة ,ومساندتها إياها مثلما فعلت مصر مع
نظائرها من ثورات العالم العربي والأفريقي على حد سواء , وإذا حاول الباحث
أن يستكشف أسباب اشتراك فرنسا في العدوان الثلاثي على مصر , فإنه سيجد
نفسه بالضرورة يتوقف عند المساندة المصرية للثورة الجزائرية , تلك المساندة
التي كانت جماهيرية قبل أن تكون حكومية , وكيف أن مصر ما تخلت عن زعماء
الثورة حتى وهم في معتقلاتهم , وما حدث فيها أخر الأمر من سقوط الاحتلال
الفرنسي للجزائر والتوصل إلى اتفاقية أيفيان 1962م .
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]تمهيد
[center]
التركيب الاجتماعي للجزائر عشية الاحتلال الفرنسي
تشير اكتر التقديرات احتمالا لتعداد السكان في الجزائر في
أواخر العهد العثماني إلي أن عدد السكان لم يتجاوز ثلاثة ملايين ونصف .
وكانت نسبة ضئيلة من هؤلاء , لا تتجاوز 5 % هي التي تعيش في المدن , علي
حين كانت الغالبية الساحقة تعيش في الريف .وكانت الأوضاع الاقتصادية لهؤلاء
السكان , الذين كانوا يتكونون من عرب وبربر , مختلفة . كانت الزراعة هي
المصدر الرئيسي للإنتاج , وكانت أدواتها لا تتجاوز المحراث الخشبي والمنجل .
ومع ذلك فإن هذا المصدر ذاته يفسح المكان للحياة الرعوية فأصبحت حرفة
مكملة لزراعة أراضي العرش الجماعية بالنسبة لبعض جماعات السكان , وأصبحت
بالنسبة للبعض الآخر حرفة مستقلة . وكان جزء من السبب في انتقال الفلاح
الجزائري من حرفة الزراعة إلي الرعي يرجع إلي انتشار الجدب في قسم هام من
أراضي الجزائر الشمالية ومنطقة الهضاب العليا الشرقية , أما الجزء الأخر
فيرجع إلى انعدام الأمن , فقد كان الفلاح الجزائري عرضة للحملات الانتقامية
لضمان المطالب المالية المتزايدة للبايليك ( وهو قسم إداري كالمحافظة ) ,
ومهددا من قبائل المخزن المسلحة , مما دفع الكثيرين من الفلاحين إلي تفضيل
الرعي علي الاستقرار في الاراضى لخدمتها , أو الالتجاء إلي الزراعة المؤقتة
والرعي المتنقل في المناطق التي انعدم فيها الأمن , وأصبحت ببلاد البارود
أو ارض الخلاء . وقد عملت نفس الظروف في المناطق الجبلية الحصينة علي تكوين
طبقة من الفلاحين قادرة علي ممارسة الزراعة وحمل السلاح في الوقت نفسة عند
الحاجة تحت قيادة بعض الأشراف والمرابطين فكان هذا الصنف من الفلاحين
الدعامة الأساسية للمشيخات والعائلات الو راثية ببلاد القبائل الكبرى
والصغرى وجبال الونشريس ومواطن النماشة والحنانشة .وكانت الملكية الجماعية
للأرض هي أكثر أنواع الملكيات انتشاراً في الجزائر , وإن كان النظام
الإقطاعي ينتشر أكثر ما ينتشر في الشرق الجزائري . وكان جميع السكان , فيما
عدا سكان المدن والمناطق المستقرة , منقسمين إلى عشائر وقبائل . وفي
المناطق القبلية كانت تنتشر الملكية الجماعية للأرض . وفي المناطق البدوية
كانت الأراضي تنتمي للعشائر والقبائل . أما في المناطق المستقرة فكانت
تنتمي إلى الجماعات القروية , إلى جانب الأراضي المشاعية والإقطاعية كانت
توجد أراضي الدولة ( الدومين ) وأرض الحبوس ( الأوقاف ) .وكان السكان
ينقسمون من ناحية ولائهم للسلطة التركية إلى ثلاثة أقسام :أولاً : قسم
يتحالف مع السلطة مقابل فوائد مادية وأدبية , ويعرف بقبائل المخزن , التي
اتخذت من الزمن شكل قبائل مستقلة كقبائل الدوائر والزمالة , أو شكل مجموعات
عرقية مغلقة كمخزون الكاغلة Kuloglu .ثانياً : قسم خاضع مباشر للأتراك ,
ويعرف بقبائل الرعية .ثالثاً : قسم مستقل عن السلطة التركية متحصناً في
المناطق الجبلية كالوراس والونشريس والبابور والقبائل , أو بعيداً عن أيدي
النظام بأرض الجنوب الملائمة لحياة الرعي والترحل . وتنتمي غالبية سكان هذا
القسم إلى مجموعات قبلية على رأسها عائلات تعتمد في فرض نفوذها على السلطة
الروحية أو الكفاءة الحربية . وكانت العائلات ذات الطابع الديني تتركز في
الغرب الجزائري , في حين كانت العائلات الإقطاعية ذات الطابع العسكري تتركز
في الشرق الجزائري , أما الحياة القبلية الديمقراطية فانحصرت في المناطق
الجبلية الحصينة في شمال وشرق الجزائر الوسطي .أما في المدن فقد اتخذ
التركيب الاجتماعي فيها شكلاً هرمياً , تحتل قمته الأرستقراطية التركية
التي كان عددها لا يتجاوز عشرين ألفاً , وكانت منعزلة عن بقية السكان
لصيانة تقاليدها الخاصة في نظم العيش والسلوك . ويلي هذه الأرستقراطية في
السلم الاجتماعي جماعة الكراغلة التي تكونت نتيجة التزاوج بين الجند
الإنكشارية ونساء البلاد , وكان عددها في المدن الكبرى في نهاية القرن
التاسع عشر يبلغ حوالي 6000 نسمة , كما أصبحت تكون غالبية سكان تلمسان
وأصحاب الرأي فيها .وكانت نظرة أهالي البلاد إلى هذه الطبقة لا تفترق
كثيراً عن نظرتها إلى السادة الأتراك الحاكمين . ويلي هذه الطبقة الكراغلة
طبقة الحضر التي كانت تتكون من العائلات الحضرية المتأصلة في البلاد , ومن
مهاجري الأندلس بعد تكاثر عددهم . وكانت هذه الطبقة تقوم بما تقوم به
البرجوازية الوطنية من الأعمال الرأسمالية التجارية والزراعية , وتولى بعض
أفرادها مناصب القضاء والإفتاء والكتابة .ويلي هذه الطبقة ” طبقة البراني ”
, وهم طبقة أصحاب الحرف . وفي مدينة الجزائر اشتهرت كل جماعة منها بحرفة
من الحرف , فالأغواطيون اشتهروا بالتنظيف , والبساكرة بأعمال الأثقال
والحراسة , والقبائل بأعمال البناء , والزنوج بخدمة المنازل .وإلى جانب هذه
الطبقات وجدت طبقة الدخلاء . وكانت تتكون في البداية من جماعة الأسرى
المسيحيين المتخدمين في الحانات أو السجون أو رعاية البساتين أو الخدمة في
قصر الداي . ولكن عدد هؤلاء المسيحيين أخذ يتلاشى بعد هجوم “اللورد أكسموث
عام 1816″ , ولهذا أصبحت طبقة الدخلاء تتكون غالبيتها من الجالية اليهودية
التي عملت بالسمسرة والربا والتجارة , وكونت غالبيتها ثروات ضخمة , وكانت
محل غضب الأهالي الذي تجول إلى ثورات انتقامية في سنوات 1801 , 1804 , 1805
, 1815 م . “
الفصل الأول :الجزائر من الاحتلال للثورة
كانت الجزائر جزءاً من الإمبراطورية العثمانية من عام
1518 م , ولكن سلطة الدايات جعلت من البلاد دولة مستقلة يكاد يكون تماماً
حيث كانت لهم حق عقد المعاهدات مع الدول الأجنبية دون الرجوع إلى السلطان
العثماني . كما كان الداي ينتخب ويعين ويباشر سلطانه دون الرجوع إلى
السلطان العثماني , وإيرادات البلاد ـ وإن كانت كلها من عمليات الجهاد
البحري ـ تصرف على مصارف الحكم وإن كانت غير منظمة , ولم تكن ترسل شيئاً من
الأموال إلى السلطان .ورغم هذا الاستقلال فإن الجزائر شهدت خلال القرن
الثامن عشر انهياراً في الاقتصاد بسبب كساد الحركة التجارية ومقاومة الدول
الأوربية “للقرصنة” الجزائرية , كما شهدت فوضى سياسية بسبب النزاع بين
الدايات بعضهم وبعض ومع رجال الجيش ومع “القراصنة” حتى فقدت البلاد تقدمها
واضطرب الأمن فيها وأصبحت بفضل المعاهدات مع الدول الأوربية مجالاً للنفوذ
الأوربي على حساب استقلال البلاد وعلى حساب مصلحة أهلها .وقد تعرضت الجزائر
لمؤامرات فرنسا قبل الغزو بوقت طويل إذ اعتبر نابليون الجزائر سوقاً
خارجية ضرورية لتطور الصناعة الفرنسية , وكان يضيفها دائماً إلى قائمة
ممتلكاته المقبلة عندما تثار مسألة تجزئة الإمبراطورية العثمانية .وكانت
تلك ظروف الجزائر التي هيأت للغزو الفرنسي الفرصة لتحقيق أهدافها , أما
ظروف فرنسا نفسها فقد كانت تتمثل في اضطراب الأحوال الداخلية منذ تولي شارل
العاشر العرش عام 1824م , نتيجة لما تميز به هذا الملك من روح رجعية حتى
أحس بسخط الشعب عليه وعدم محبته , وخاصة وأن الشعب الفرنسي كان ينظر إليه
على أنه أتى إلى الحكم بتأييد من الأجانب , وقد كان اختيار الملك ”
لبولينياك ” رئيساً لوزارته رغم سخط الناس عليه لموقفه الرجعي من الدستور
والحياة النيابية دافعاً لمزيد من تبرم الشعب الفرنسي من الحكم ومن ثم عمل
الحكم في فرنسا على إحراز نصراً في الخارج لتغطية الموقف الداخلي ؛ وقدر أن
المغامرة الحربية في الجزائر سوف تزيد من الشعور الوطني عند الفرنسيين
وتعطل انفجار الثورة .هذا على الرغم من أنه كانت لكبار الفرنسيين رغبة
شديدة في امتلاك أراضي جديدة تدر عليها دخلاً يعوضهم عما فقدوه أثناء
الثورة الفرنسية وحكم نابليون , إلى جانب رغبة الحكومة الفرنسية في تعويض
ما فقدته فرنسا أثناء حروب الثورة ونابليون وفي معاهدة باريس 1815م , وهي
معظم أجزاء إمبراطوريتها الأولى التي تنازلت لإنجلترا عن معظمها إلى جانب
استمرار الخلاف دايات الجزائر ومعظم الدول الأوربية وخاصة انجلترا وفرنسا
حول قضيتي الجهاد البحري والرق ,فالدول الأوربية تضغط على الجزائر من أجل
أن يصدر إعلان رسمي في الجزائر بإلغاء الرق , ومن أن توقف الجزائر عمليات
الجهاد البحري , ولكن دايات الجزائر تمسكوا بموقفهم بامتلاك الرقيق ,
وممارسة عمليات الجهاد البحري في البحر المتوسط ولم ترهبهم تهديدات
الأساطيل الحربية الإنجليزية وغيرها , بل زاد الدايات من عدائهم لرعايا
انجلترا وغيرها من الدول الحليفة لها كأسبانيا والبرتغال .وكانت العلاقات
بين الجزائر وفرنسا قبل عام 1826م لا يشوبها الجو العدائى الذي كان بين
الجزائر وانجلترا . وكانت الجزائر تتزعم الجناح الإسلامي في شمال أفريقيا ,
وفرنسا تتزعم الجناح المسيحي الكاثوليكي في أوربا , والصدام قائم ومستمر
بين الجناحين في البحر المتوسط كنوع من الحروب الصليبية . وكانت ذكرى فرنسا
النابليونية المعادية لأوربا قد أخذت تنمحي بالتدريج , فلما جاء دورها
لتسوي مشاكلها بطريقتها مع الجزائر لم تصطدم بمعارضة فعالة من دول أوربا ,
هذا على الرغم من أن الرأي العام الفرنسي كان معادياً للتوسع الاستعماري
لأنه كان يرى فيه بعثرة لجهود الأمة التي يجب أن تتركز لمحو العار الذي
لحقها بسبب هزيمة في أوربا .ووجدت فرنسا العذر المنتظر فيما سمي ( ضربة
المروحة ) وذلك عندما أهان القنصل الفرنسي ” ببييردفال ” الذي كان يعتبر
حسب تعبير أحد المؤرخين الفرنسيين كما ورد في كتاب لوتسكي : ( تاريخ
الأقطار العربية الحديث ) … أن هذا القنصل أهان ” الداي ” في صبيحة يوم
قائظ هو 29 ابريل 1827م إهانة شديدة , فضربه الداي بمرحة كان يهوي بها
ويطرد عن نفسه الذباب .واعتبرت فرنسا ( ضربة المروحة ) مبرراً كافياً لغزو
الجزائر , فأصدرت حكومة ” بوليفيباك ” في عهد الملك شارل العاشر أوامرها
بنزول جيش فرنسي من 37 ألف مقاتل يوم 14 يونيو 1830م على شاطئ خليج سيدي
فرج الواقع على بعد 23 كيلومتراً إلى غرب الجزائر تحت قيادة الجنرال ” دي
بورمون ” .”وعندما وقعت الحرب العالمية الأولى سعت بعض الزعامات الجزائرية
مثل الأمير خالد بن الأمير عبد القادر الجزائري .. إلى الإفادة من المبادئ
الأربعة عشرة للرئيس الأمريكي ” ويلسون ” , وخاصة مبدأ ( حق تقرير المصير )
.. ولكن محاولته هذه فشلت كما فشلت مثيلاتها في مصر وتونس .وبعد الحرب
العالمية الثانية استمر النضال السياسي الذي أدى القناعة بحتمية خوض حرب
التحرير الشعبية طريقاً وحيداً لاستقلال كامل غير مشروط . فقد أدرك
الوطنيون حقيقة تلاعب السلطات الفرنسية , وأدركوا بعد القمع الذي تعرضوا له
سنة 1945م الفرق الذي يفصل بين مطالبهم ومعارضة فرنسا لأية فكرة تدعو
للانفصال من جهة لأخرى .ومن الجدير بالذكر أن الحركة الوطنية الجزائرية
عاشت حالة المد والجزر كلما سنحت الفرصة إلا وصدعت بنضالها المكبوت والمكبل
بقيود المستعمر , وكلما كان الاضطهاد إلا وعملت في الخفاء والسر حتى لا
تثير نقمة الناقمين عليها , فتجر الويلات وتنكسر شوكتها . ولذلك فلا غرابه
ألا تهدأ الحركة في نفوس قد أبكتها العنصرية وذوبت روح اسلاميتها مسيحية
بريئة كل البراءة من متدينيها … فرد الفعل الوطني في الجزائر مؤيده برد فعل
ديني ينادي بوجوب حفظ ” الضروريات ” من العدو وهي ( الدين , والنفس ,
والعقل , والنسل , والمال ) .وظل الإسلام بكل تقاليده يلعب دوراً رئيسياً
في حشد الشعب الجزائري طوال سنوات الاحتلال المظلمة , لذا كان ضرورياً أن
يقف أحمد بن بيلا بعد الثورة معلناً أن الإسلام لا يتناقض مع الاشتراكية
العلمية , فهو جزء من الواقع الجزائري الذي لا يمكن للاشتراكية في الجزائر
أن تتجاهله , فنحن في حاجة لبناء الاشتراكية الثورية متلائمة مع التقاليد
العربية والإسلامية .كانت هذه هي كلمات أحد قادة الثورة الحديثة لشعب
الجزائر الذين واصلوا نضال ” أمير المؤمنين ” الأمير عبد القادر الجزائري ,
بعد مائة عام تقريباً من استقراره في دمشق .ولم تكن هذه السنوات الطويلة
خالية من الانتفاضات المسلحة المحدودة … ولم تكن خالية من روح المقاومة .
تطور الحركة الوطنية والاستقلال :
1) بدأت الحركة الوطنية في الجزائر سنة 1910م دورها الأول على يد جماعة
من التجار والمثقفين الجزائريين وفي مقدمتهم أحمد بو دربه المحامي الذي
تخرج من جامعة باريس , والصحفي السيد صادق دندان والنائب المالي الحاج عمار
, والذين قاموا يطالبون بوضع قانون سنة 1865م موضع التنفيذ , ومساواة
الجزائريين بالفرنسيين مساواة حقيقية ووضعوا آمالهم في الاستعانة بالدولة
العثمانية من أجل تحقيق الجامعة الإسلامية وهي الفكرة التي نادى بها مصطفى
كامل في مصر من قبل ذلك بعدة سنوات .
2) وقامت الحرب العالمية الأولى سنة 1914م وجندت فرنسا الجزائريين ضمن
جيشها , ولم تلق الإدارة “*” مقاومة للتجنيد إلا في حالات قليلة , واتيح
لبعض الضباط الجزائريين الرقي إلى رتب عالية في الجيش , فكان الفرار من
الجيش الفرنسي مظهر للمقاومة الجزائرية , والتجأ فريق من هؤلاء الهاربين
إلى الجهات الجبلية , كما انضم آخرون إلى الجيش التركي . وشعرت الحكومة
بغليان الأفكار , فلجأت إلى سياسية الوعود , وكان قد علق هؤلاء الضباط
الأمل على مؤتمر فرساي “**” وتألف وفد منهم برئاسة الأمير خالد وهو أحد
أحفاد الأمير عبد القادر الذي سافر إلى باريس لعرض القضية الجزائرية .
3) ولقد تآمر المستعمرين وعدد كبير من الخونة على الأمير خالد فطالبوا
إخراجه من البلاد , فكان مصيره الطرد والهجرة إلى الإسكندرية ولما سقطت
وزارة ” بوانكرية ” سنة 1924م وتولى حكم فرنسا الوزارة اليسارية برئاسـة ”
بلوم وهريو ” , سمحت للأمير خالد بالعودة إلى فرنسا , وهناك اتيح له
الاتصال بالوطنين الجزائريين والمراقشين , فعرض فكرة العمل المشترك بين
الجزائر والمغرب “***” حيث أسس لجنة من أبناء الشمال الأفريقي ضمن عدد من
العاملين من بينهم مصالي الحاج وعبد القادر بالحاج , وعلى عبد العزيز
المنور , والسيد على المحامي من مراكش , واشترك الأمير خالد في أول مؤتمر
مغربي من نوعه انعقد في باريس للنظر ي أحوال المغرب السياسية والاقتصادية
والنقابية وكان من بين أعماله إرسال برقية تأييد إلى الأمير الخطابي ,
ومناضلي الريف في مراكش . وعند عودته إلى مدينة الإسكندرية عام 1925م
اتهمته السلطات الفرنسية بالتعاون مع الخطابي والتآمر عليها , فطالبت مصر
بإخراجه من بلادها فاخرج مكبلاً بالحديد , وانتهى به الأمر إلى سوريا حيث
بقي إلى أن مات سنة 1926م .
4) ولقد استمرت الحركة الوطنية بعد الأمير خالد , واكتسبت عدة ألوان خرجت
بحركة المقاومة الجزائرية من طورها العقيم المتردد إلى دور ملئ بالجدية
والعزيمة على شكل تأسيس ” جمعية نجمة شمال أفريقيا ”
مصالي الحاج ونجمة شمال أفريقيا :
قد يبدو غريباً أن تنشأ أول حركة قومية جزائرية مناضلة على أرض فرنسا
ذاتها , وتفسير ذلك أن كثير من الجزائريين رحلوا يبحثون عن العمل في مصانع
فرنسا ومناجمها بعد أن ضاق بهم العيش في بلادهم . وتكونت بذلك في أول
العشرينات طبقة عمالية كبيرة العدد في فرنسا .. وعلى الرغم من قلة أجور هذه
الطبقة عن نظائرهم الفرنسيين إلا أنهم كانوا أفضل من أقرانهم في الجزائر
الذين يعانون البطالة والعمل في مزارع المستوطنين , وكان هذا من أهم
العوامل التي ساعدت على ظهور النجمة , وعامل ثالث هو سهولة التكتل في
الطبقة العمالية , وسبب رابع هو شعور الجزائريين بحريات أوسع في الأراضي
الفرنسية . وكان من بين المهاجرين شاب يدعى مصالي الحاج “*” الذي أصبح فيما
بعد يسمى : أبو الحركة الوطنية الجزائرية .. وقد قام مصالي الحاج وأنصاره
من عقد مؤتمرات للنجمة في فرنسا سنة 1933م , وحمل المؤتمر على استصدار
قراراً مطولاً يتضمن الإجراءات التي يجب اتخاذها قبل الاستقلال وبعده .
والجدير بالذكر ما قاله الدكتور / أحمد حمروش , في كتابه ” ثورة 23 يوليو ,
الجزء الأول , الفصل الخاص ب” عبد الناصر والعرب ” , عن مصالي الحاج :
وحاول بعض الجزائريين كسر قيود الاحتلال الفرنسي عن طريق الارتباط بالحزب
الشيوعي الفرنسي الذي يناضل ضد الإمبريالية بكافة أشكالها , وانشأ أول حركة
جزائرية وطنية في التاريخ الحديث في باريس تحت اسم ” نجمة شال أفريقيا ”
وكان مؤسسها الحاج عبد القادر الذي وصل إلى عضوية اللجنة المركزية للحزب
الشيوعي الفرنسي ثم خلفه مصالي الحاج الذي انضم إلى الحزب الشيوعي وحضر
الاجتماعات الدولية الثالثة في موسكو 1930م , وأصدر جريدة ” الأمة ” ثم
انفصل بعد ذلك عن الحزب الشيوعي الذي نقد تصرفاته وآراءه نقداً شديداً .
واستمرت النجمة في دعاياتها السرية والعلنية حتى بقيادة مصالي الحاج ,
ويساعده أماش عمار و بلقاسم . وقد اعتقل الثلاثة سنة 1934م لتكوين منظمة
منتحلة بصورة غير شرعية , ولحث العسكريين على العصيان , ودعايا فوضوية . ثم
ظهرت النجمة مرة أخرى منذ شهر فبراير لكن تحت اسم ” الاتحاد القومي لمسلمي
شمال أفريقيا ” , وعاد مصالي الحاج بعد الخروج من معتقله وبدأ يطالب بفصل
بلاده عن فرنسا ومنحها الحكم الذاتي , وهو صوت جديد أكسبه جماهيرية كبيرة .
حتى أن أعضاء النجمة بلغوا 88555 شخص كانوا منظمين في فروع داخل الجزائر
وفي فرنسا وذلك بعد عام 1936م .
وأدرك الحزب الشيوعي خطورة النجمة , وأن وجودها انتزاع منه معظم أعضائه
الجزائريين , فتحول إلى خصم لدود وانتهى الأمر إلى أن حكومة الجبهة الشعبية
التي رحب بها كثير من الشباب الجزائريين , وعلق عليها آمالهم , شنت حملة
شعواء ضد النجم بباريس واحوازها . فشهرت به كحزب متحالف مع المعمرين
الفاشيين وبالتالي عدو للطبقة الكادحة الأهلية وهاجمت نائب الجزائر في
المؤتمر القومي للحزب المنعقد في باريس 1937م مما أدى إلى حل النجم .
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
الحركة الوطنية بين الحربين العالميتين :
إن
عمليات القمع والإرهاب والكبت التي اتخذتها القوات الاستعمارية ضد شعب
الجزائر , لم تعمل على خلق أو خفت ضميره الوطني , بل قوت من حميته وألهبت
وطنيته وأيقظت حمية مشاعره الكفاحية الثورية . فعاشت الحركة الوطنية كما
ذكرنا حالت المد والجزر , كلما سنحت لها الفرصة إلا وصدعت بنضالها المكبوت .
وكان رد الفعل الوطني مؤيد برد فعل ديني وعمل على إحياء الدين ورجوع
البلاد إلى ثقافتها الأولى , وفي ذلك تغير واضح في ذاتية القومية وتمسك
بشروطها التي يجب أن تصان من أي دنس , وألا تمتص للشخصية الأوربية وتندمج
فيها . وتألف في سبيل انتهاج هذا الطريق ” جمعية علماء المسلمين ” التي
تأسست تحت رئاسة الشيخ عبد الحميد بن باديس , ومن ضمن الجمعي 72 عالماً
جزائرياً جاءوا من مختلف أنحاء القطر ومن مختلف الاتجاهات الدينية , منهم
المتعصبون ـ وهم المصلحون ـ , ومنهم الرجعيون ـ وهم غير المصلحين ـ وقد
اعترفت الإدارة الفرنسية بالجمعية بعد 15 يوماً من تقديمها . وتكونت
بالعاصمة لجنة تأسيسية برئاسة الشيخ عبد الحميد .
ولعل
أهداف جمعية علماء المسلمين تتلخص في محاربة الخرافات وتصفية الإسلام مما
علق به من الشوائب خلال القرون المتأخرة , وإحياء الإسلام بإحياء القرآن
والسنة وإحياء اللغة العربية وآدابها , وإحياء التاريخ الإسلامي وآثار
قادته , كما عملت الجمعية على محاربة أصحاب الزوايا والطرق المتواطئين مع
الاستعمار . وأرادوا الرجوع إلى الإسلام , وأرادوا الرجوع بالإسلام إلى
الجزائر بنقاوته الأصلية , وجعل ذلك في شكل دروس منظمة ووعظ ومحاضرات ,
وظهرت تفاسير القرآن ودروس المعلمين تتخللها روح النقد للعلم الحديث حتى
يتمكن الطالب من هضم كل العلوم والمعارف العصرية , وكل ثقافات العصر بواسطة
اللغة العربية , حسب عبارة ابن باديس : “تربية الفكر حسب تعاليم الدين”
ومما
لاشك فيه أن هذه الأهداف التي صرح بها ابن باديس كان منبعها تعلقه الشديد
بالمصلح الكبير الشيخ محمد عبده , لما في ذلك مناصرته لغايات التجديد
والأخذ بأساليب الغرب مما يفيد وينبذ التقليد والدعوة إلى حرية الفكر .
وقد
اعتبرت جمعية العلماء خطراً على الوجود الفرنسي وزجت زعمائها في السجون ,
ووجهت إليهم مختلف الاتهامات وحكمت عليهم أحكاماً قاسية بدعوى أنهم قد
انحرفوا عن هدفهم الديني .
وكان
لتأسيس الجبهة الشعبية الفرنسية وانتصارها في الانتخابات أثر عظيم في نفوس
الجزائريين , إذ اعتقدوا أن هذه الأحزاب اليسارية التي طالما تبرأت من كل
ما يرتكبه لمستعمرين من ظلم وعدوان سوف لا تتأخر في تحقيق رغبات الأهالي
على الأقل في دائرة المبادئ التي ادعت أنها تعمل لها وهي ” الخير , السلم ,
الحرية ” , وهذه الجبهة الشعبية عبارة عن تجمعات الأحزاب اليسارية
الفرنسية بل أن نجم شمال أفريقيا كان من المساهمين في التجمع الشعبي الذي
مهد للجبهة , لذا رأى فيه الجزائريين التخلص من القوانين الاستثنائية
والأزمة الاقتصادية واللامساواة .
وقد
حققت الجبهة إلى حد كبير ما كانت تدعو إليه في مشروع موريس فيوليت ـ حاكم
عام الجزائر خلال العشرينات وعضو مجلس الشيوخ ـ فيما عرف بمشروع فيوليت
الذي أحتوى على ثمانية فصول وخمسين مادة أهمها :
1) إصلاح مستوي التعليم .
2) القيام بإصلاح زراعي .
3) تأمين نفس الحقوق والواجبات التي للفرنسيين لبعض الجزائريين .
4) إلغاء المحاكم الخاصة بالجزائريين .
5) زيادة حقوق الشعب الجزائري لانتخاب ممثلين عنه في مجلس الشيوخ .
6) زيادة تمثيلهم في المجالس المحلية .
7) اقتراح تكوين مجلس استشاري في باريس يتكون من 9 جزائريين .
إنشاء وزارة لشئون أفريقيا .
إلا
أن كل هذا كان تأييد لفكرة الاندماج التي تطورت بعد ذلك على يد عدد من
المثقفين الجزائريين في فترة الثلاثينات أشهرهم فرحات عباس , وابن جلول و
الأخضري , وقد ألفوا اتحاد سموه ” اتحاد المنتخبين المسلمين سنة 1930 م
“بزعامة ابن جلول , وكانوا متأثرين جميعاً بالثقافة الفرنسية ومؤمنين
بضرورة التعاون مع فرنسا , ولذا اشتهر فرحات عباس بمقالاته التي كان ينشرها
تعبيراً عن هذا الاتجاه
ولم
يتخذ العلماء موقفاً معادياً واضحاً مراعياً للظروف ووقفوا منه موقف
المتحفظ , ولعل كلمات الإبراهيمي عنه تعبيراً عن موقفهم منه حيث قال : ” إن
فيوليت صاغ مشروعه على اعتبارات سياسية دقيقة ووضعه في ألفاظ استهوت خاصة
الجزائريين ( النخبة ) وشبابهم ولكنه انطوى على معاني غامضة ويحمل وجودها
كثير من الاحتمالات والتفسيرات ” .
ويقول الدكتور / رأفت الشيخ في كتابه ” تاريخ العرب المعاصر ” , الجزء الخاص ﺒ” أقطار المغرب العربي الكبير ” أن :
نتيجة
لاشتعال الحرب العالمية الثانية ترأس عباس فرحات زعامة الحركة الوطنية
الجزائرية فشكل ” جماعة أصدقاء البيان ” في فبراير 1943م للمطالبة بالحقوق
الوطنية والثقافية للشعب الجزائري , ثم تأسست أحزاب سياسية كان منها حزب ”
الاتحاد الديمقراطي لأنصار البيان الجزائري ” بقيادة عباس فرحات , وحزب ”
انتصار الحريات الديمقراطية ” برئاسة مصالي الحاج التي انبثق عنها ”
المنظمة الخاصة ” وكان من زعمائها البارزين أحمد بن بيلا والتي أمنت
بالكفاح المسلح .
ودخلت
فرنسا الحرب العالمية الثانية وزعماء الجزائر في السجون وآمال الشعب صارت
سرباً ووضع الجزائريون الاقتصادي يسير من سيئ إلى أسوء , واشترك الجزائريون
في هذه الحرب وأخذوا أماكنهم إلى جانب الجندي الفرنسي .
وقد
أصبح عباس فرحات لتخليه عن سياسية الاندماج ولوجود مصالي الحاج في السجن
يترأس الحركة الوطنية الجزائرية في الفترة ما بين 1942 ـ 1945م , والناطق
الرسمي باسمها وقد تمثلت أعماله في اتصال بالجنرال ” جيرو ” الحاكم العام
للجزائر آنذاك والقيادة الأمريكية حيث عرض عليها بعض المطالب التي تلقى أي
اهتمام عند الطرفين .
انتهت
الحرب العالمية الثانية بانهزام ألمانيا النازية وقد لعبت فرنسا دور
المنتصر الجبار مع المنتصرين وصارت تلقب أكبر الدول الصغرى , واحتفل العالم
الديمقراطي بعيد النصر 8 مايو 1945م , وخرج الشعب الجزائري يشارك العالم
فرحته يطوف مع غيره من المتظاهرين , حاملاً الأعلام الوطنية فأثار ذلك
المستوطنين ورجال السلطة , فانطلق جموع الجند الفرنسي يقتلون المواطنين
العزل , فدمرت قرى بأكملها ووصل عدد الضحايا 1500قتيل حسب التقارير
الفرنسية , و 45 ألف قتيل حسب الكتابات الجزائرية في مقابل 103 من
الفرنسيين .
وقد
أرجعت السلطات الفرنسية هذه المذبحة إلى سوء تنظيم خطط الزعماء الوطنيين
فحملتهم نتائجها , وزجت بمجموع من الشباب الجزائري في السجون بلغ عددهم
4560 خاصة من المثقفين وصدرت الأحكام على 1476 منهم 99 حكماً بالإعدام ثم
تنفيذها . وهنا أيقن الجزائريون بحتمية خوض حرب التحرير الشعبية طريقاً
لاستقلال كامل غير مشروط حتى أن فرحات عباس والذي كان من دعاة الاندماج في
بداية عهده بالنضال الجزائري أسس حزب ” الاتحاد الديمقراطي لأنصار البيان
الجزائري ” وأصبح شعاره ( لا نريد اندماجاً , ولا نريد سيداً جديداً ولا
انفصالاً ) .
أما
مصالي الحاج نقد إعادة تشكيل حزب جديد ” حزب انتصار الحريات الديمقراطية ”
واشترك في انتخابات المجلس الجزائري , ولكن هذه الانتخابات لم تمنع من
التزييف والتزوير رغم أنها أوصلت مصالي الحاج وبعض أنصاره إلى مجلس النواب
كما أوصلت أنصار البيان ( فرحات عباس ) إلى مجلس الشيوخ .
ورغم
وجود المجلس الجزائر يفقد حرصت السلطات الفرنسية على تطبيق مهامه
والاحتياط للعمل لصالح المستوطنين . ففي انتخابات المجالس البلدية في 20
أكتوبر 1947م , وعندما حصل ” حزب انتصار الحريات الديمقراطية ” على عدة
أصوات اعتبرت الحكومة الفرنسية هذا النجاح تقصيراً من الحاكم العام للجزائر
وقامت بعزله .
هكذا
أكدت الانتخابات الصورة الانتهازية للاستعمار وأفهمت الوطنيين عدم جدوى
التعامل مع المؤسسات الحكومية لذلك حاولت الأحزاب الوطنية جمع كلمتها في
جبهة تحرير واحدة فانعقد في عام 1951م مؤتمر لكنه أظهر عدم اتحاد الأحزاب
حول رأي واحد , رغم أن الهدف واحد وهو الاستقلال .
وتجلى
هذا الخلاف في طائفتان ؛ طائفة مصالي الحاج , الذي يرى في الخطب المثيرة
والمظاهرات الجماهيرية وتقديم المذكرات الاحتجاجية هي كل ما يمكن عمله عن
طريق حركة وطنية ناشئة . وطائفة فتية رأت بأن يكون الطريق الأوحد هو حمل
السلاح
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
جبهة التحرير الوطني واندلاع الثورة :
تعتبر
الفترة ما بين 1947 ـ 1954م فترة إعداد للثورة الجزائرية , والعمل الوحيد
في تلك الفترة هو تكوين حركة جديدة باسم ” المنظمة الخاصة ” من طرف بعض
أعضاء حزب ” انتصار الحريات الديموقراطية ” خاصة من الطائفة الثانية ومن
أهم أعضائها : احمد بن بيلا وهي منظمة شبه عسكرية وسرية وكانت مهمتها
الإعداد للثورة وبث الروح الثورية , ومن أعضائها البارزين : أحمد بن بيلا
وآيت أحمد وهم شاب صغار يتراوح أعمارهم بين 20 ـ 28 سنة , وكان أصغرهم مراد
ديدوش .
وقد
انتقلت هذه المنظمة من العمل النظري للعملي لأنهم أيقنوا بأن الكفاح
المسلح وحده كفيل بدك أركان الاستعمار العتيق وتقويض نظام استغلال الرقيق ,
ولعل من أسباب تكوين )المنظمة
الخاصة) هو تأكد الجزائرية من زيف الوعود الفرنسية خاصة بعد الحرب
العالمية الثانية,كما أن الشباب الذين عادوا من الحرب العالمية الثانية لم
يفعلوا ما فعله العائدون من حرب 1914م من احتفاظ بالأوسمة التي أنعمت عليهم
من فرنسا. لكنهم أصبحوا يتمنون أن يجدوا في الجزائر الطعم الذي ذاقوه فى
سامه الحرب : طعم الحرية والمساواة لكن مذبحة 1945م كلها مرحله زرع البذور
للثورة .
وهكذا
بدأت المنظمة الخاصة في تنفيذ أهدافها من تكوين فرقه فدائية خاصة يتمرنون
على تسلق الجبال وحمل السلاح وفى سياج الكتمان بدأت حرب العصابات. ومن ثم
تكونت جبهتين لمواجهه السلطات الاستعمارية :
1_ جبهة علانية قد ظهر عملها فى المشاركة فى الانتخابات .
2_
جبهة سريه وظهرا أول اعملها في الهجوم على مكتب بريد وهران سنه 1949م بهدف
توفير المال للعمل الثوري وقام بهذا الهجوم احمد ابن بيلا وآيت احمد وقد
أمكن اختلاس 3.70.000 فرنك فرنسي لصالح الثورة . وقد كان كوست رئيس مباحث
الشرطة الاستعمارية في الجزائر منذ 1930م حيث مكنته إقامته الطويلة من
معرفه البلاد وأهلها وطبائعهم . فبعد حادثه وهران أصبح هدفه هو إلقاء القبض
على أعضاء هذه المنظمة. وقد سنحت له الفرصة في سنه 1950م عندما ذهب حماس
احد أعضاء المنظمة الخاصة ويدعى “”راحيم”" من بلده “”تيسه”" على الحدود
التونسية الجزائرية إلى الفرار إلى السلطات الفرنسية وحكى لها كل ما يتعلق
بالمنظمة الخاصة وأهدافها وأعضاءها , ومراكزها. وذلك بعد أن قررت المنظمة
القبض عليه بسبب تصرفاته لأنه كان يناقش السكان حول المنظمة واهدوها.
وهكذا
تمكنت ألشرطه ألاستعماريه من إلقاء القبض علي أعضاء ألمنظمه ورؤسائها على
رأسهم على كجزار وبن بيلا وبر صوف وبضيافة وغيرهم وحكم عليهم بمدد من السجن
تتراوح بين 5_10 سنوات لكن احمد ابن بيلا تمكن من الفرار من سجنه عام1952م
وحل بالقاهرة
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
الفصل الثاني :
مصر والثورة الجزائرية:
في
بادئ الأمر تتجدد الاشاره اللي أن موقف مصر من الحركة الوطنية الجزائرية ,
ذلك الموقف الذي كان شعبيا قبل إن يكون حكوميا , فقد تعاطف المصريون مع
الجزائريون في نضالهم مع فرنسا. وكانت زيارة الشيخ محمد عبده للجزائر عام
1903م حيث التفت حوله ألنخبه ألمثقفه ثقافة عربيه اسلاميه وحضورهم , وحيث
انتشرت أفكاره عن الإصلاح الديني والجامعة الاسلاميه في المجتمع الجزائري
وتناقلها الصحف الجزائرية .
إلى
جانب عده زيارات بعض الشخصيات زيارات قامت بها فرق تمثيلية مصريه للجزائر
عام 1950م , وكذلك زيارة وفود مصريه بالاضافه إلى زيارات بعض الشخصيات
الجزائرية لمصر قبل الشيخ “عبد الحميد بن باديس ” مؤسس جمعيه علماء
المسلمين بالجزائر والسيخ ” البشير الإبراهيمي” الذي تعددت زياراته لمصر,
و”الفيصل الورتلاتى” الذي يعتبر احد الشخصيات الجزائرية ألمثقفه ثقافة
عربيه اسلاميه , وقد مكث بالقاهرة من عام 1938م وانضم إلى جماعه الأخوان
المسلمين عام 1943م , ولعب دوراً بارزاً في تأسيس جبهة الدفاع عن شمال
أفريقيا التي تأسست في القاهرة في 18 فبراير 1944م , تحت رئاسة الشيخ محمد
الخضر حسين , شيخ الجامع الأزهر وسكرتيره الفضيل الورتلاتي .
ومنذ
قيام ثورة 23 يوليو وقعت شعوب بلاد الأمة العربية مبهورة بالخطوات
المتتالية والسريعة التي كانت تتخذها الثورة المصرية ونجاحاتها المتتالية
في أمور طالما انتظرتها هذه الشعوب طويلاً وهي تحت وطأة القهر والظلم
الاستعماري , وكان قمة هذه النجاحات هو خروج مصر منتصرة ومحققة كل أهدافها
بعد العدوان الثلاثي , حيث أن شعوب الأمة العربية وحكامها .. حتى من كانوا
من الضالعين مع السياسة الغربية المعادية للتحرير العربي .. قامت جميعها
بمساندة ومعاونة مصر ايجابياً ومادياً وسياسياً وبأسلوب غير محدود مما أكد
ميلاد موقف عربي موحد وقادر على فرض وجوده .
وبعد
ثورة 1952م في مصر اتخذت المساندة المصرية للجزائر أبعاد متعددة سياسية
وعسكرية واقتصادية , فقد استقبل جمال عبد الناصر قبل اندلاع ثورة نوفمبر
1954م وفداً جزائرياً مكون من أحمد بن بيلا , ومحمد خيضر , ومحمد يزيد ,
وحسين الأحول , وأكد لهم مساندة مصر الكاملة والاتصال بالمملكة العربية
السعودية التي أمدت الثوار الجزائريين بمبلغ 100 مليون فرنك فرنسي , كما
أمر عبد الناصر المحلفين العسكريين المصريين أن يكونوا في خدمة الحركة
الجزائرية .
تكونت
” اللجنة الثورية الجزائرية للوحدة والعمل ” من أشخاص أضناهم العمل الحزبي
الغير مثمر وأيقنوا بضرورة خلق هذا العمل الثوري فكونوا ” اللجنة الثورية
للوحدة والعمل ” في 10 يوليو 1954م من طرف اثنين وعشرين شخصاً من قدماء
المقاومين في المنظمة الخاصة , ومنهم تسعة يعتبرون الرؤساء الحقيقيين
للثورة الجزائرية وهم على التوالي : آيت أحمد , ومحمد بوضياف , وبن بولعيد ,
وأحمد بن بيلا , ومراد دويدوش , ورابح بطاط , وبن مهيدي , ومحمد خيضر ,
وكريم بلقاسم .
وقد
منحت اللجنة الثورية محمد بوضياف جميع التسهيلات حيث خولت له أمر تعيين
إدارتها , فكون لجنة من تسعة أعضاء ذهب بعضهم إلى الخارج وانكب آخرون منهم
للعمل اخل الجزائر , ومن جهة أخرى اتصلت اللجنة الثورية بحزب الدستور
التونسي , وحزب الاستقلال المغربي لتنسيق الثورة على صعيد الشمال الأفريقي ,
كما اتصلوا بالحكومة المصرية التي وعدت بالسلاح ووضع الإذاعة ” صوت العرب ”
تحت تصرفهم , كما حاول أعضاء اللجنة جمع شمل الوطنيين بضم حسين الأحول ”
للجنة المركزية ” ومصالي الحاج إلى صفوفهم لتدعيم الثورة ولكن هؤلاء لم
يكونوا مقتنعين بعد بأن الوقت قد حان للثورة .
والجدير
بالذكر أن وعد مصر لأحمد بن بيلا في القاهرة بتدعيم الثورة كانت تصحبه
شروط حيث أن مصر وعدت بالمساعدة بعد اندلاع الثورة لأنها شاهدت كثرت
المعارضين والمواجهات الحزبية التي كانت بين الوطنيين الجزائريين فتشككت من
حقيقة الثورة .
وقد
اتفق القادة على تكليف كل واحد من الأعضاء بجمع مجموعة من الرجال الموثوق
فيهم , حتى يبدأ ترتيب الانطلاقة . وقد قسمت الجزائر إلى خمس ولايات :
ـ مصطفى بولعيد الولاية الأولى التي تضم باتنه عاصمة الأوراس
ـ مراد ديدوش الولاية الثانية أي ولاية قسنطينة
ـ كريم بلقاسم الولاية الثالثة أي ولاية القبائل
ـ بن مهيدي الولاية الرابعة أي ولاية وهران
ـ بوضياف على رأس ولاية الجزائر العاصمة , كما كان مسئولاً عن ربط الاتصال مع الثوار بالخارج وتنسيق الاتصالات بين الولايات .
وبقي ثلاثة آخرون من قادة الثورة : آيت أحمد , ومحمد خيضر , وأحمد بن بيلا , في الخارج حيث استقروا بالقاهرة .
ولقد
بادرت مصر الثورة ـ منذ اليوم الأول لانتفاضة الشعب الجزائري ـ إلى
تأييدها حينما قامت إذاعة ” صوت العرب ” من القاهرة بالتعريف لهذه الثورة
وتشجيع المناضلين الجزائريين وتأليب الرأي العام العالمي على فرنسا , في
ذات الوقت الذي اتخذت فيه حكومة الثورة جانب الثورة الجزائرية .
ولما
كانت أقدار الجيش المصري قد عادت إلى أيدي أبناء مصر, بعد أن انتهى الوجود
البريطاني فيه منذ عام 1947م , فقد اتخذ الرئيس الراحل جمال عبد الناصر
وقتذاك قراره بدعم الثورة الجزائرية بالأسلحة والذخيرة . وفتح مخازن الجيش
المصري لإمداد الثوار الجزائريين بما يلزمهم للاستمرار في الثورة ضد سلطات
الاحتلال الفرنسي .
لقد
استخدمت حكومة مصر في البداية إحدى قطع الأسطول المصري ( انتصار ) والذي
غادر ميناء الإسكندرية ليلة 5/6 ديسمبر 1954م تحت ستار القيام برحلة
تدريبية ليقوم بتفريغ حمولتها بواسطة القوارب الصغيرة في إحدى المواني
المهجورة شرقي طرابلس حيث قام المناضل ” أحمد بن بيلا ” ورفقائه بنقلها إلى
الجزائر . ولقد توالى إمداد ثورة الجزائر بشحنات متتالية من الأسلحة
والعتاد والذخيرة , وكان لهذه المساعدات المصرية أكبر الأثر في نجاح الكفاح
الجزائري .
وهذا
ما يذكره الدكتور / رأفت الشيخ في كتابه ” تاريخ العرب المعاصر ” : ” وكان
الإمداد بالأسلحة المصرية للثوار الجزائريين المهمة الأولى لدعم مصر
للثورة الجزائرية . سواء كان عن طريق التهريب عبر الأراضي الليبية أو عن
طريق شراء الأسلحة من المهربين الدوليين , أو الاعتماد على مستودعات الجيش
المصري مباشرةً والمخاطرة باستخدام البحر وسيلة لنقل الإمداد سراً . كما
وضعت مصر تحت تصرف جبهة التحرير الجزائرية عدة قواعد في أسيوط وإنشاص ومرسى
مطروح لتدريب الثوار الجزائريين على عمليات القذف بالقنابل والهجمات
الليلية , وأعمال الإشارة بمدرسة الإشارة المصرية بمصر الجديدة .
ولقد بلغت الشحنة الأولى التي نقلتها مصر على متن قطعة الأسطول المصري ( انتصار ) :ـ 100 بندقية لي انفيلد 0.303 ـ 10 رشاش برن 0.303
ـ 25 بندقية رشاشة تومي 0.45 ـ 5 كأس إطلاق
ـ 80.000 طلقة ذخيرة 0.303 ـ 18.000 طلقة 0.303 للرشاش برن
ـ 24.650 طلقة 0.45 للرشاش التومي ـ 1.000 طلقة 0.303 خارق للدروع
ـ 1.000 طلقة 0.303 جارته ـ 120 قنبلة يدوية طراز ” ميلز “كما تم شحن اليخت المصري ( دينا ) بكمية من الأسلحة والذخيرة يوم 24 مارس 1955م على النحو التالي :
ـ 204 بندقية 0.303 ـ 20 رشاش برن 0.303
ـ 240 خزينة الرشاش برن ـ 34 كأس أطلاق
ـ 38 بندقية رشاشة تومي 0.45 ـ 33.000 طلقة 0.303
ـ 166.500 طلقة 0.303 للرشاش برن ـ 356 قنبلة يدوية ” ميلز36 “
ـ 136.000 طلقة 0.45 للتومي ـ 4.000 كبسول طرقي
ـ 50 علبة كبريت هواء .
كذلك
تعاقدت السلطات المصرية على شراء ألف قطعة سلاح ( رشاشات وبنادق ) من
أسبانيا واشترت كميات من الأسلحة عن طريق بعض المهربين الدوليين ( بواسطة
مندوبي الكفاح الجزائري بأوربا ) كما جرى أعداد صفقة من 350 رشاشاً من
مصانع ” بوتا ” الإيطالية و 1500 قطعة سلاح كانت ملكاً للجامعة العربية في
مخازن الجيش السوري تم استحضارها لإصلاحها بورش الصيانة المصرية ونقلت إلى
جبهة القتال الشرقية في الجزائر بلأوراس .
وفي
خريف 1955م قامت السلطات المصرية بشراء مركب حمولة 600 طن خصصت لنقل شحنات
الأسلحة للمناضلين الجزائريين , وقامت بنقل شحنات كبيرة من البنادق
والرشاشات البراونج والطبنجات والذخيرة اللازمة والقنابل اليدوية ونظارات
الميدان والبوصلات المنشورية مما حد بقيادة الثورة الجزائرية إلى تحديد
ليلة 1/2 أكتوبر 1955م لبدأ الكفاح بجبهتي وهران ومراكش بعد وصول هذه
الشحنة حيث استمرت الهجمات لمدة 3 ليال متوالية الأمر الذي كبد القوات
الفرنسية خسائر جسيمة في الأرواح سواء في جبهة وهران أو مناطق الريف
والأطلس المتوسط بمراكش , كما انعدمت المقاومة الفرنسية في المناضور بعد
المعركة الكبرى التي نشبت مساء الأربعاء 4 أكتوبر 1955م على الرغم من تدخل
الطيران الفرنسي في المعركة .
لقد
تبلورت نتائج هذا الاشتباك في خسائر على الجانب الفرنسي تمثلت في 240
قتيلاً ما بين ضباط وجندي 330 جريح و 300 بندقية و 50 مدفع رشاش ثقيل و 20
رشاش خفيف وذلك في مقابل 12 قتيلاً و 15 جريحاً في جيش التحرير الجزائري .
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
أول نوفمبر 1954م :
فوجئت
الجزائر بعدد من الحوادث المزعجة وقعت ما بين الساعة الواحدة والساعة
الخامسة في صبيحة الاثنين أول نوفمبر 1954م وهو عيد ذكرى الأموات عند
الأوربيين . وهكذا انطلقت الثورة في اليوم المتفق عليه , فكان التنظيم
محكماً حيث جاءت في وقت محدد , وشملت كل التراب الجزائري من الشرق إلى
الغرب ومن الشمال إلى الجنوب . ففي 64 قرية ومدينة ومركز استعماري , وتحير
المستعمر ما إذا كانت تلك الحوادث عبارة عن انتفاض عام , لكن الأكيد أن
حوادث أول نوفمبر كانت الشعلة التي أشعلت نار الحرب التحريرية والتي دامت
سبع سنين سقط فيها العديد من الشهداء بل اعتبرت فيها الجزائر مقبرة للجنود
الفرنسيين , ويمكن تقسيم حرب التحرير الجزائرية إلى ثلاث فترات رئيسية :
1 ـ 1954 ـ 1957م وتعتبر فترة للإيقاظ والاستنفار والتأسيس .
2 ـ 1957 ـ 1960م وكانت هذه أصعب مراحل الثورة حيث صعد فيها
الجيش الفرنسي من ضراوته .
3 ـ 1960 ـ 1962م وهي الفترة التي انتهت بالاستقلال .
الفترة ما بين 1954 ـ 1957م :
تعتبر
فترة بناء للأساس الذي سترتكز عليه الحرب التحريرية فقد ابتدأت بانتفاضة
أول نوفمبر 1954م حيث شهر التراب الوطني في يوم واحد وساعة واحدة عدة حوادث
في جبال الأوراس , والقبائل وقسنطينة .
وهكذا
كانت حوادث أول نوفمبر مفاجأة كبيرة للفرنسيين ورغم أن بعض المسئولين
كانوا غير مطمئنين للحالة التي كانت عليها الجزائر فلم يكونوا يتوقعون بأن
الحوادث ستحدث بنفس هذه الخطة في الساعة واحدة ويوم واحد , وفي كل التراب
الجزائري .
وفي
5 نوفمبر 1954م شملت الاعتقالات التي تبعث حوادث أول نوفمبر الكثيرين من
الوطنيين منهم أنصار اللجنة المركزية , ولم يدرك الفرنسيون بأنهم بعملهم
هذا ساعدوا ” جبهة التحرير ” حيث أن أصحاب مصالي الحاج واللجنة المركزية
كانوا من المعارضين لفكرة العمل المسلح لذلك شكلوا خطراً على الثورة , وسوف
تبقى المنظمة الوحيدة بالبلاد هي ” جبهة التحرير ” .
هكذا
سوف تدخل فرنسا في حرب جديدة , وإذا كان 27 يوليو 1954م نهاية الحرب الهند
الصينية , فإن أول نوفمبر 1954م يعتبر بداية لحرب الجزائر . رغم الهدوء
الذي تبع أحداث أول نوفمبر بالنسبة لتحركات الثوار , ففي الأوراس استمرت
الثورة حيث واصل الثوار أعمالهم التي تمثلت بالتركيز على الغارات الخاطفة ,
ونصب الكمائن وقد أفادهم في ذلك معرفتهم لطبيعة الجبال . وقد حاولت
السلطات الفرنسية القضاء على الثورة التي انحصرت بجبال الأوراس , عن طريق
ترحيل السكان من المنطقة حتى لا يكون هناك اتصال بينهم وبين الثوار كما
عملت على تدمير المنطقة بواسطة الطائرات والمدافعية .
وعبثاً
حاولت القضاء على الثورة , ففي 20 أغسطس 1955م وهي الذكرى الثانية لخلع
محمد الخامس , حدثت مفاجأة أخرى حيث وقعت عدة هجمات على القرى المنعزلة
خاصة في منطقة القبائل وفي شمال قسنطينة وقتل 71 أوربياً وكان الثوار
مسلحين ببنادق رشاشة ومساعدهم السكان .
كان
هدف الثوار في عملياتهم من أول نوفمبر لفت نظر العالم للمشكلة الجزائرية
قبل انعقاد دورة الجمعية العامة للأمم المتحدة ورغم أن هذه رفضت مناقشة
القضية , حيث أن فرنسا اعتبرت ذلك تدخلاً في شئونها الداخلية ووعدت على
لسان رئيس الوزراء آنذاك بإصلاحات داخل الجزائر .
ورغم
رفض تونس دورة 1955م مناقشة القضية الجزائرية , إلا أن الجزائر اكتسبت
العديد من الأنصار سواء داخل الجزائر , حي انضم الكثيرين من المتطوعين
الجزائريين , وخارجها حيث أنها تلقت مساعدات مهمة من مصر والمغرب وتونس .
شهدت
سنة 1956م عدة حوادث عند الفرنسيين أمام الوضع الخطير الذي أصبحت عليه
البلاد , وكثرة عمليات العصابات وموجات الخوف بين المستوطنين وكثرة الضحايا
من القوة الفرنسية وملل هؤلاء من متابعة الثوار بالجبال , أمام كل هذه
المشاكل ظهرت رغبة الفرنسيين , ووجهة نظرهم في قضية الجزائر حيث أنه في 6
يناير 1956م صوتت غالبيتهم لصالح الأحزاب اليسارية التي وعدت بإنهاء الحرب
في الجزائر .
لقد
تصاعدت الأحداث في عام 1956م بعد أن اجتمع ممثلوا جيش التحرير المغربي
ا