المنطق الكروي أبى أن يغيب عن لقاء برشلونة الأسباني بطل أوروبا والسد
القطري بطل اَسيا في قبل نهائي كأس العالم للأندية الذي أقيم على ملعب
نيسان بمدينة يوكوهاما اليابانية حيث فاز البارسا على الزعيم السداوي 4-0
وبذلك يلعب برشلونة نهائي البطولة أمام سانتوس البرازيلي يوم الأحد القادم
بينما يواجه السد فريق كاشيوا الياباني على المركز الثالث
جاءت المباراة في إتجاه واحد ولعب الفريقان في منتصف ملعب بطل اَسيا الذي
لعب مباراة دفاعية ولم يختبر فيها فالديز حارس برشلونة بينما أدى نجوم
البارسا المباراة بهدوء وأحرز أهداف البارسا أدريانو كوريا هدفين (د25،43)
وسيدو كيتا (د64) وماكسويل (د81) ويكفي الفريق القطري أنه أول فريق عربي
يلتقي مع فريق الأحلام الأسباني في كأس العالم للأندية
لعب جورجي فوساتي المدير الفني للسد القطري بمنطق فارق الإمكانيات بين
لاعبي الفريقين ولجأ إلى إستراتيجية دفاعية من منتصف الملعب بزيادة عددية
في مراكز الوسط ولكن مع سياسة هجومية لوجود عبد القادر كيتا السريع الذي
يجيد بناء الهجمات المرتدة إلى جانب خلفان إبراهيم صاحب المهارات الفردية
العالية عند بناء هجمة منظمة مع وجود مهاجم صريح بمفرده وهو مامادو نيانج
مستغلاً قوته أمام خبرة مدافعي البارسا
لم تختلف إستراتيجية جوارديولا المدير الفني لبرشلونة المعتادة ولعب
بإستراتيجيته المعتادة 4-3-3 معتمداً على الثلاثى المنسجم هجومياً دافيد
فيا المتقدم الذي عاد للتشكيلة الاَساسية وجلس سانشيز إحتياطياً بينما لعب
ميسي حراً في المناطق الهجومية كعادته ومعه الداهية أنييستا ومن الجهة
اليسرى أكمل بيدرو مربع هجوم البارسا
كما هو متوقع فمع بداية المباراة كان اللعب في منتصف ملعب السد فقط حيث
تواجد فيه 18 لاعباً من الفريقين وإعتمد لاعبو الزعيم القطري على دفاع
المنطقة لعلمهم أن مهارات نجوم البارسا لن تجدي معها اللعب رجل لرجل
مستغلين تقارب الخطوط بين الوسط والدفاع فأصبح الفريق مثل حائط صد مهمته
تشتيت الكرات الخطيرة أو إرتطامها بأجسادهم .. أما برشلونة فقد لعب
بطريقته المعتادة وإعتمد على التمريرات القصيرة بين اللاعبين في المناطق
الأمامية ولم يعط نجوم الكتيبة الكتالونية المباراة أكثر من حجمها ولعبوا
بهدوء دون ممارسة الضغط الذي إعتادوا عليه في مباريات الليجا
ورغم تألق حارس السد محمد صقر في الزود عن مرماه وأنقذ تسديدة فيا الخطيرة
من داخل منطقة الجزاء إلا أن خطأ الشاطر بهدف .. والشاطر هو صقر الذي أهدى
الهدف الأول للبارسا في الدقيقة25 عندما أعاد إليه نذير بلحاج الكرة تردد
الحارس في الإمساك بها أو تشتيتها ليضغط أدريانو كوريا وإصطدمت به الكرة
وسكنت شباك صقر بهدف لا يحمل التوقيع الجميل للكتالونيين.
سارت الأمور كما هي ضغط متواصل من برشلونة ودفاع متكتل من السد .. وفي
الوقت الذي تمنت فيه جماهير السد أن ينتهي هذا الشوط بهذه النتيجة فاجأ
المتألق أدريانو الجميع في الدقيقة 43 عندما إستقبل الكرة داخل المنطقة
وسددها بيسراه على يمين محمد صقر حارس السد محرزاً الهدف الثاني، وأصيب
فيا ودفع جوارديولا بسانشيز بدلا منه .. تذكر لاعبو السد في الدقيقة
الأخيرة أنهم لم يظهروا في المناطق الهجومية وأن فالديز حارس برشلونة لم
يظهر في الكادر طوال الشوط وإستقبل كيتا كرة من المناطق الخلفية وإنطلق
بها مستغلا سرعته وراوغ أبيدال وماكسيرانو لكنه سددها أعلى العارضة وبعدها
بثواني يحتسب حكم اللقاء ركلة حرة مباشرة لنيانج على حدود منطقة جزاء
برشلونة يسددها نفس اللاعب في الحائط لينتهي الشوط بتقدم البارسا بهدفين
نظيفين.
غير فوساتي من إستراتيجيته مع بداية الشوط الثاني وبدأ دفاعه من المناطق
الهجومية بينما استمر أداء برشلونة الهادئ كأنهم في تدريب يسبق مباراة
مهمة وإستمرت المباراة بنفس الوتيرة الهجومية والتمريرات القصيرة بين نجوم
البارسا والتسديدات التي إصطدمت معظمها بالحائط الدفاعي لزعيم اَسيا وحاول
لاعبو السد التواجد في المناطق الهجومية ولكن الأداء الفردي لكيتا وإختفاء
نيانج جعل المحاولات تتحطم قبل أن تبدأ في منتصف الملعب.
في ظل إنشغال لاعبو السد ومديرهم الفني لإيجاد حل من أجل إيقاف خطورة
لاعبو البارسا إحتسب حكم اللقاء ركلة مباشرة للكتالونيين من خارج منطقة
الجزاء في الدقيقة 63 تصدى لها الفنان الأرجنتيني ميسي وسددها بيسراه
متقنة في الزاوية اليمنى ولكن عاد محمد صقر حارس السد للتألق مرة أخرى
وحولها لركنية .. بعدها بدقيقة يعود ميسي للظهور مرة أخرى ويمرر بينية
متقنة للقادم من الخلف سيدو كيتا إنفرد على أثرها ولم يجد صعوبة في
إيداعها الشباك على يمين الحارس.
واصل الكتالونيين هجومهم المتواصل لزيادة غلتهم من الأهداف وتحقق لهم ما
أرادوا عندما سجل البديل ماكسويل الهدف الرابع لفريقه في الدقيقة 81 بعدما
تلقى تمريرة أنييستا من الجهة اليسرى سددها في الزاوية القريبة أصطدمت
بقدم الحارس صقر وسكنت مرماه وحاول نجوم البارسا إحراز الهدف الخامس
ليحطموا رقمهم السابق في نفس البطولة ولكن لم تسعفهم صافرة الحكم التي
أعلنت نهاية المباراة برباعية.