منتديات اقرأ معنـا
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


قال نبينا محمد صلى الله عليه وسلم :{إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاثة: صدقة جارية أو علم ينتفع به أو ولد صالح يدعوا له}
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخولتسجيل دخول الاعضاء
بسم الله الرحمن الرحيم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته , المنتدى تابع لشركة احلى منتدى والخدمة والصيانة مدى الحياة , وأعضاؤنا قدموا 33879 مساهمة في هذا المنتدى وهذا المنتدى يتوفر على 8838 عُضو , للإستفسار يرجى التواصل معي عن طريق إرسال رسالة شخصية .. ولكم فائق تحياتي وتقديري , المدير العام : علي أسامة (لشهب أسامة)
Cool Yellow
Outer Glow Pointer

 

 اللغة والدين في السياسة الإرترية

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
algforever
المدير العام
المدير العام
algforever


اللغة والدين في السياسة الإرترية 41627710
الجنـسية : gzaery
البلد : algerie
الجنـــس : ذكر
عدد المساهمات : 1781
التقييم : 0
تاريخ التسجيل : 08/03/2010
العمر : 33
الموقع : http://www.psp.org.lb/Default.aspx?tabid=206
المزاج : bien
توقيع المنتدى + دعاء : توقيع المنتدى + دعاء

اللغة والدين في السياسة الإرترية Empty
مُساهمةموضوع: اللغة والدين في السياسة الإرترية   اللغة والدين في السياسة الإرترية I_icon_minitimeالخميس 6 أكتوبر - 17:35


العنوان كما ذكرت لم يكن من إختياري، وقد يبدو موضوعا غير مغري أقرب الى
الروح الاكاديمية الفكرية، كما أن الموضوع محدود بإطار مكاني محدد وهو
الدين واللغة في إرتريا، بل يمكنك القول أنه أكثر تحديداً حيث يمكن أن يقرأ
أو يفهم على السياق التالي، الدين – بمعنى الدين الاسلامي، كما ان اللغة
تنصرف تلقائياً الى اللغة العربية، وقد ظل الدين الاسلامي واللغة العربية
في إرتريا موضع جدل ومحاكمة لفترة طويلة ولا يزال، خاصة اللغة العربية التي
ظلت محل إشتباه وتشكيك حول اصالتها في إرتريا، وهي قضية أصبحت تحتاج الى
اثبات وتأكيد الاثبات مرات ومرات، وعلى مرارة ذلك الاحساس إلا أنني نذرت
نفسي ان افعل ذلك، وهو ما تسعى اليه هذه الورقة، فقط للتذكير أن اللغة
العربية وجدت في إرتريا واصبحت جزء من ذاكرة الارتريين بما يسبق حتى وجود
اسم ارتريا ذاته.

سوف أحدثكم عن قصة ربما سردتها مرات ومرات، ولكن لأن موضوع الاسلام
واللغة العربية واصالتهما يتجددان، ولكن بذات الاسطوانة القديمة، يعتقد
المتساءلون أو المشكوكون أنه موضوع جديد، ولكن في الحقيقة هي ذات الشكوك
وهو مايطال نصف الشعب الارتري، وعليه ليس لدى خيار سوى ان احكى هذه القصة
مرات ومرات، ولن أتوقف عن حكايتها حتى تتوقف تلك الاسئلة والشكوك حول هاتين
القضيتين .

تحكى القصة عن ان عازف كمان ( شيرا واطا ) ( آله وترية معروفة في الهضبة
) مخمور، كان في طريق العودة الى قريته في الضواحي بعد أن أمضى يوما
رائعاً في اسمرا، وهي القرية التي لا يمكن الوصول اليها إلا بعد عبور نهر
موسمي، ولسوء حظ الرجل وجد أن النهر مممتلئاً وصاخبا بحيث لا يمكن عبوره،
ولأن مهنة الرجل وتخصصه هي المدح مستخدماً آلته (الواطا)، بدا الرجل يغنى
مادحاً النهر قائلأ ( ايها النهر العظيم، نهري المحترم، كن كريما معي،
وابطأ قليلاً في اندفاعك حتى استطيع ان اعبر، ولكن النهر لم يستجيب، وهو في
حالة من الغناء والمدح، والنهر في عناده في الاندفاع جاء رجل آخر وشهد هذا
المشهد فاشار لعازف الكمان قائلاً أن الجزء، او الموجة التي مدحتها قد مرت
وجاءت موجة أخرى، عليك ان تركز في موجة واحدة وتتابع السير معها من على
الشاطئ مادحاً وراجياً حتى تستجيب لك، وتتكرم عليك بالسماح بالعبور. وكحال
عازف ( الواطا ) مكتوب علينا أن نكرر تناول هذا الموضع لكل موجة قادمة
بتساؤلاتها وتشكيكاتها، أنها فعلاً مهمة مرهقة، ولكن يبدو أنه لا أحد يريد
التسليم او الاستسلام. ولأن الموضوع هو موضوع قديم ذو بعد سياسي متجدد،
فيقيناً أن الكثيرين من الحضور قد سمعوا المرافعة وهي مكررة بالنسبة لهم،
ولكن ليس لدى خيار غير أن اكررها مرة اخري فعذرا لهم على ذلك .

العربية والاسلام في حضارة الحبشة :-

أن الدول المعروفة حالياً بإرتريا واثيوبيا (الحبشة القديمة) هي دول
مجاورة للعالم العربي، بل هي أقرب مما يعتقد الكثيرون، وبالنسبة للمسلمين
نجد ان كلمة القرآن الكريم (مصحف) مأخوذة من لغة القئز (مصحف) مما يعنى
الكتاب (1). وما اغني المصادر وأكثرها تلك التي توضح العلاقات التاريخية
بين مملكة اكسوم والمنطقة العربية، حتى قبل ظهور الاسلام، ومن الطبيعي ان
تتواصل وتتنامي تلك العلائق بين الحضارتين بعد الاسلام، خاصة وأن أول بلد
قرر المسلمون الهجرة اليه (اللجوء السياسي بمصطلح اليوم ) كانت الحبشة،
ونجد أن من بين الـ132 مهاجراً أن عشرون منهم من أصول تعود الى الحبشة (2)
ذاتها، منهم بركة المعروفة بام ايمن وهي أم الرسول (ص) من الرضاعة (3)، وقد
اقام المهاجرون لمدة (16) عاماً في ارض الحبشة، وخلال هذه الفترة توفي
منهم 14 مهاجرا ودفنوا هنالك، ولهذا لا يمكن أن نستغرب اذا أعاد بعض
الارتريين جذورهم الى العرب وانتسبو الى هؤلاء المهاجرين الذين عاشوا
وتعايشوا لمدة 16 سنة بين السكان المحليين في تلك المناطق.

إن العلاقات المذكورة بين الحبشة والعرب تعنى الكثير للمسلمين، إذ نجد
أن كل من الخلفية الثاني للمسلمين عمر بن الخطاب، وعمرو بن العاص فاتح مصر
تعود جذورهم من ناحية الأم الى الحبشة ، كما أن الخليفة الثاني عمر بن
الخطاب قتل على يد رجل تعود جذوره الى الحبشة، وكذلك عم الرسول (ص) حمزة بن
عبدالمطلب الذي قتله وحشي بن حرب في معركة احد، وعليه يمكن القول أن
الاحباش لم يكونوا غرباء على التاريخ الاسلامي في الجزيرة العربية ، كما
نجد أن قصة ابرها في محاولته لغزو مكة في العام الذي ولد فيه رسول الاسلام
محمد مخلدة في سورة من سورة القرآن اسمها سورة (الفيل) وقد عرف ابرها وجيشه
بأصحاب الفيل. بلال الحبشي ولقمان الحكيم (4) هما فقط مثالان من عشرات
الاحباش في التاريخ الاسلامي، وحتى وقت قريب فإن القيام بشئون الكعبة كانت
موكلة الى قوم تعود جذورهم الى الحبشة (ولا إدري إذا كان هذا العرف مستمراً
أم حدث تغيير)، وبأختصار يمكن التأكيد أن التاريخ الاسلامي غني باسهمات
الشخصيات المنحدرة من اصول تعود الى الحبشة في كافة المجالات العسكرية،
التجارية، الصناعات الحرفية، والأدب، كما أن الاحباش مرتبطين في الذاكرة
الجمعية الاسلامية بالجمال ، التقوى، الغناء، الرقص والشجاعة… الخ، وكما هو
معروف فإن لليمن علاقات متجذرة بالحبشة من خلال الهجرات والهجرات المعاكسة
وهذا مثبت في التاريخ .

إن المنطقة الهلالية التي تمتد من ميناء زيلع ( ميناء قديم موقعه الآن
بين جيبوتي وأرض الصومال) الى مناطق جنوب شوا التي كانت مزدهرة تحت حكم
السلاطين المسلمين، سبعة من تلك السلطنات معروفة جدا في التاريخ وتسمي
سلطنات الطراز الاسلامي، ويعتقد أن اسم الجبرته (جبرتي) يعود الى أحد تلك
السلطنات، وكما هو معروف فأن عدد من هؤلاء السلاطين أنضموا لاحقا الى
الإمام احمد غرانج في غزوه للهضبة وملوكها .

اليوم نجد أن معظم الشبهات والتشكيك حول أصالة الاسلام والعربية في
إرتريا تأتي من المسيحيين مستندين الى ما ذكرت سابقاً حول غزوات الإمام
احمد غرانج للهضبة، وهو ما ظل راسخا في ذاكرة المسيحين رغم أنه كان قبل 600
عام، لماذا؟ اليست هجمات الإمام احمد غرانج ضد المسيحيين شبيهة الى حد
بعيد بهجمات كل من الامير وبيه وكل من الملك تيدروس ويوهانس؟ وإذا كان
المسيحيون لا يرون بالضرورة الإعتذار عن تلك الممارسات، لماذا على المسلمين
أن يتهموا أو ان يعتذروا عن ما فعله الإمام احمد غرانج ضد المسيحيين،
ولماذا يسعى المسيحيون لتوصيف المسلمين بأنهم ذات ولاء مزدوج؟ وإذا كان من
حق المسيحيين أن ينتقلوا ويقيموا في أى مكان في الهضبة ، بينما يظل توصيف
المستوطنين تلاحق المسلميين؟

في القرن التاسع عشر كان عدد السكان في الهضبة الارترية لايتجاوز
300.000 نسمة معظمهم من الجنود الذين قدموا مع موجات الغزاة المتتالية من
الحبشة ، معظم مكونات القرى والاقاليم الارترية في الهضبة هم من أحفاد جنود
الأمحرا والارومو الذين ارسلوا لحماية الطرق التجارية التي تربط الهضبة
بميناء مصوع، أو قدموا خلال واحدة من الحروب التي شهدتها المنطقة لأسباب
مختلفة، كما قدم بعضهم بغرض السلب والنهب، وهكذا تم تأسيس العديد من القرى
من أتباع القيادات في تلك المرحلة مثل الولا ويوهانس، وقد اصدر الاخير
تشريعات تمكن جنوده واتباعه من الاستيلاء وتملك الأرض، فنجد أن منطقة سراى
قد شهدت توطن عدد كبير من المحاربين من اقليم تجراى (5)، كما توجد العديد
من القرى يعود جذور سكانها الى دمبيا، جوندر وتجراى. ولكن المفارقة أن وصف
المستوطنين القادمين من تجراى فقط أصبحت صفة لازمة للمسلمين.

ولا يزال الحديث عن اللغة والدين، ويأتي التساؤل، هل قومية الجبرته تعود
اصولهم الى تجراى؟ البعض منهم نعم، ولكن البعض الآخر كانوا في تلك الارض
من ذو وقت سحيق في التاريخ، صحيح أيضاً ان بعضهم قدم مع الإمام احمد غرانج
كما أن بعضهم دخل الاسلام بواسطته، ولكن هذا يعود الى 600 سنه سابقة، ولكن
الحقيقة على الارض هي أن هنالك جبرته من كافة الاعراق والاصول بما فيهم من
تعود جذورهم الى الجزيرة العربية وما خلفها، ولهذا يمكن القول أن الجبرته
ليس عرق بل مزيج من الاعراق والاجناس ذو الخلفيات المتعددة، كل من أعتنق
الاسلام وتعايش او تبنى الحضارة المحلية تم استيعابه بسهولة، وعليه الجبرته
ليست عرق او جنس أنما أمة، ولهذا نجدهم قد أعترضوا على تعميدهم بأعتبارهم
تجرنيا وفق تصنيف الحكومة الارترية بناءاً على أهواء اسياس ومنظريه في
النظام الحاكم.

هنا تكمن واحدة من المشكلات الكبيرة والمعقدة التي تواجهها إرتريا،
مثلاً نجد أن البني عامر، والحدارب ليس لديهم مشكلة في الاعتراف بامتداد
جذورهم داخل الحدود السودانية باعتبارهم قبائل حدودية مشتركة ، كذلك
الدناكل ليس لديهم مشكلة للتواصل مع العفر في جيبوتي واثيوبيا، وبيت اسقدى
في الساحل ليس لديهم مشكلة في الوصول الى إمتداداتهم في السودان والحبشة،
فقط إرتريوا الهضبة يواجهون مشكلة في الاعتراف والتواصل مع جذورهم من
التجراى والأمحرا، ليس الجبرته، أو الساهو أو الإيروب أو العديد من القبائل
التي تعيش في المناطق الحدودية. ولكن كلما توغلنا عميقا في الي داخل
ارتريا نجد المحاولات المستميتة لخلق التمايز، وخلق خصوصية، وحفظ النقاء
العرقي، والدينى ومحاولة الابتعاد عن الحبشة خاصة التجراي .

أيضا مشكلة اخرى هى نتاج للتفكير والمنطق المعوج لدى النخبة في الهضبة
الارترية، إذ أنهم يريدون ان يحددوا الاجناس، اسماء القوميات وتقسيمها وفق
أهوائهم وأمزجتهم من غير سند تاريخي أو قبول من يقومون بتصنيفهم. الملاحظ
أنه لا أحد يعترض عندما ينسب أو يعيد أهل المرتفعات جذورهم الى شخصيات عاشت
قبل أكثر من الف سنة، ولكن بالمقابل ما أن ينسب أي مسلم نفسه الى جذور
عربية إلا ويواجه ضحكات الإزدراء وتقليل الشأن من الآخرين. دعونا نستعرض
البعض، فمثلاً الاساورتا يدعون أن جدهم من احمد أساور، التروعه يعودون الى
سليمان العربي، شريحة من الجبرته ينتسبون الى عرب بنى مخزوم، او الى
المغاربة، والبعض يعيد اصولهم الى قبيلة سيدنا عثمان بن عفان. البنى عامر
ينحدرون من سلالات عربية مختلفة، عد معلم و عد شيخ ينسبون انفسهم الى
الاسرة الهاشمية، قبيلة الرسول (ص)، إسم الحدارب هو تحريف لكلمة حضارم التي
يعود اصلهم الى اقليم حضرموت في اليمن (6)، الارتيقا وهو قسم من البنى
عامر ينسبون أنفسهم الى محمد جمال الدين وهو جدهم العربي الذي اقام في
منطقة سواكن (7)، وهنالك الكثير والكثير مثل تلك النسب والجذور .

اللغة العربية سابقة لوجود الكيان الارتري :

المؤكد ان اللغة العربية لم تكن لغة الدين فقط في المنطقة التي عرفت
لاحقاً بإسم إرتريا، بل كانت لغة كافة أوجه الحياة، وقد وجدت العديد من
الوثائق تعود الى قرون خلت وهي محفوظة في إرشيف المحاكم في كل من مصوع وكرن
تؤكد هذه الحقيقة طالما هي مكتوبة باللغة العربية (8). هنالك أدلة وشواهد
لا تحصى تشير الى أن اللغة العربية كانت لغة المعاملات في مصوع، هنالك
وثائق عن الميراث، الاوقاف، الزواج، والصفقات التجارية… الخ ، كل تلك
الوثائق مكتوبة باللغة العربية ويعود تاريخها الى القرنين الثامن عشر
والتاسع عشر ، كما توجد كثير من شواهد القبور في جزر دهلك كبير (9)، لقد
كانت من الامور الشائعة والمالوفة ان تجد مكتوبا في ابواب المنازل عبارات
مثل أدخلوها بسلام آمنين (10)، وعبارة يا داخل هذا الدار صلي على النبي
المختار(11) .

أيضاً هنالك مفهوماً خاطي يعتبر اللغة العربية خيار النخبة من المسلمين،
ولكن الحقيقة التي لا جدال حولها هي أن اللغة العربية هي خيار عامة
المسلمين وليس صفوتهم وحسب وللتدليل على ذلك يمكن الترطق للنقاط التالية :
(12).

1/ أى كان نوع التعليم الذي كان يتلقاه المسلمون قبل ميلاد دولة إرتريا
الحديثة مثل الخلوة أو المدراس القرآنية، كان التدريس يتم باللغة العربية ،
كما ان التعليم أو تجاوز الامية قبل الاستعمار كان يعنى تعلم العربية
قراءة وكتابة، والمعلوم ان الخلاوى التقليدية التي بدأت لتعليم القرآن في
أوقات عميقة في التاريخ نجدها قد استمرت في تقديم خدماتها، عليه قلما تجد
طفلاً لم يلتحق بالخلوة قبل أن ينال حظه في التعليم النظامي إذا تيسر له
ذلك(13)، ومعلوم أن التعليم النظامي لم يبدا إلا في إرتريا الحديثة التي لا
يتجاوز عمرها قرن واحد من الزمان، ولكن الحقيقة أن الإرتريين كانوا في هذه
المنطقة قبل هذا التاريخ بمراحل متقدمة ، وهذه يجب ان يأسس لحقيقة أن
اللغة العربية لغة أصيله في إرتريا وللإبد، طالما ليس من أنصارها من يعترض
على التجرنية، وبناءاً على هذه المعطيات قرر الاباء المؤسسون لدولة إرتريا
الحديثة أن تكون اللغتين العربية والتجرنية لغتين رسميتن للبلاد، وعليه فإن
عهد الاباء يجب ان يصان، واى تعدي على تلك المسلمات التي ارساها الاباء
المؤسسون سيترتب عليها عواقب وخيمة لن تكون في صالح استقرار البلاد.

2/ أن نظام المحاكم الشرعية، محاكم الاحوال الخاصة في إرتريا، وكافة
الوثائق التى وجدت ولا تزال مكتوبة باللغة العربية مثل عقود الزواج،
الطلاق، الميراث، عقود البيع والشراء، الاوقاف، وغيرها من الوثائق تؤكد بما
لا يدع مجالاً للشك ان اللغة العربية ليست لغة دين وحسب بل لغة لكافة
مناحي الحياة.

3/ حتى بالنسبة للشعائر الدينية للمسلمين، حيث ينحدر معتنقي الاسلام من
لمجموعات عرقية ولغوية مختلفة، لم يكن ممكنا علمياً التواصل بينهم، واقامة
شعائرهم الدينية مثل خطب الجمعة والاعياد بكافة تلك اللغات، ولهذا نجدهم قد
تبنوا العربية ليس لأنهم يكرهون او يستعيرون من لغاتهم، ولكن لسبب جوهري
هو انهم يملكون الحد الادني من المعرفة باللغة العربية التي تجعلهم يفهمون
مضامين تلك الشعائر، وبالتالي اللغة العربية غدت وسيلة توحيد عملية
للمسلميين.

اللغة العربية كانت جزء من الحياة العامة في كل من ارتريا واثيوبيا
لعقود خلت، ليس للمسلمين وحسب، بل حتى للمسيحيين حيث كان يتم تعميد الملوك
والبطاركة في أثيوبيا بواسطة كبير القساوسة في كنسية الاسكندرية حيث يكتسب
الشرعية ومعلوم ان كنيسة الاسكندرية وقساوستها كانوا يستخدمون اللغة
العربية في دينهم ودنياهم. كما كانت الشارات والاختام الرسمية لملوك الحبشة
تحمل عبارة ملك ملوك الحبشة باللغة العربية، كما انه توجد صورة للرأس
ألولا وهو يرتدي زى الجزيرة العربي، كما ترجمت كثير من الكتب الدينية
المسيحية في الحبشة من العربية، وكل رسل وسفراء ملوك الحبشة الي خارجها
كانوا من المسلمين الذين يجيدون العربية بطلاقة.

عندما قدم الايطاليون الى إرتريا، أصطحبوا معهم مترجمين يتحدثون
العربية، وقد تم التخاطب مع السكان بتلك اللغة، كما أن البرتقاليين عندما
مروا من خلال مصوع في عام 1520م، وحدثت المقابلة مع حاكم حرقيقو فإن الحديث
كان بالعربية من خلال المترجم (14)، وقد وثق كاهن الوفد تلك الحادثة، وفي
توثيقه أشار الى السكان المحليين بعبارة مور (العرب)، حيث لم يجد فرقا
كبيرا بينهم وبين العرب الذين اقاموا في شبة الجزيرة الإيبيرية – الأندلس).
كما تحضرني الذاكرة ونحن صغار في إرتريا كنا نسمى القادمين من الارياف في
المنطقة الغربية بالعرب.

وفي هذا المقام من المناسب ان نؤكد أن الادعاء بأن اللغة العربية تم
تبنيها وتطويرها بواسطة النخبة من المسلمين هو محض إدعاء لا تسنده حجة ،
لكن المؤكد في المقابل أن اللغة العربية تم التنكر لها من قبل النخبة في
تنظيم الجبهة الشعبية لتحرير ارتريا/الجبهة الشبعية للديمقراطية والعدالة
لاحقاً، كما أنه ليس بالضرورة أن تكون تلك النخبة من المرتفعات أو
المسيحيين فقط لتنكر تلك الحقيقة التاريخية.

في عام 1996م أثناء النقاشات حول مواد واحكام الدستور الارتري، ذكر موسى
نائب (لاحظ أن لغب اجداده ذو معنى عربي) وكان حينها عضوا بمفوضية الدستور،
صرح ان اللغة العربية هي مخترع بريطاني، بمعنى أن البريطانين خلال فترة
الانتداب هم الذين فرضوا العربية، وكلنا يعلم أن البريطانين جاءوا في
1941م، وبحكم عمل موسى في مفوضية الدستور كان يتجول في أماكن تواجد
الارتريين في المهجر ليبشر بالدستور، حاثاً الجماهير على تبنى خيار لغة
الأم، وهو قرار كانت الجبهة الشعبية قد اتخذته سلفاً، وقد سأل أحد الحضور
السيد موسى نائب هذا السؤال: بماذا كان يتواصل اجدادك آل نائب في مصوع،
وبماذا كانو يدرسون المراحل الابتدائية في التعليم؟ وكالعادة تجاهل موسى
السؤال. ولكن الاجابة المعروفة هي انها كانت اللغة العربية ، وكان هذا قبل
قرون وقبل مقدم البريطانين الى إرتريا، ولكن معذور موسى، فلم يكن يستطع غير
ان يبرر للقرار الذي اتخذ سلفاً من قبل الجبهة الشعبية سواء رضى موسى أم
لم يرضى لم يكن بذات معنى كبير.

وهنالك الكثير من الشواهد التي تؤكد الرغبة المبيتة للتنكر وتجاهل
العربية من قبل الجبهة الشعبية، فعلى سبيل المثال، خذ مثلاً اسم قبيلة
الرشايدة، نجد أن الجبهة الشعبية قسمت الإرتريين الى تسعة مجموعات لغوية،
وسمت كل مجموعة نسبة الى اسم لغتها، ما عدا الرشايدة، أحتفظت لهم باسمهم
العرقي وليس اللغوي. وهذا الامتياز حصل عليه الرشايدة حتى تتفادى الجبهة
الشعبية تسميتهم بالعرب، وهذا يتناسب والرغبة المستميته للجبهة الشعبية
لإخلاء إرتريا من كل ما له صلة بالعربية في إرتريا

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
اللغة والدين في السياسة الإرترية
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» دلالة " النص" في اللغة والدين والفلسفة
»  الفرق بين اللغة العربية و اللغة الإنجليزية
»  إعادة التفكير في السياسة

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات اقرأ معنـا :: ˆ~¤®§][©][ عــلوم وثقافـة ][©][§®¤~ˆ :: لغة الضاد-
انتقل الى: