منتديات اقرأ معنـا
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


قال نبينا محمد صلى الله عليه وسلم :{إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاثة: صدقة جارية أو علم ينتفع به أو ولد صالح يدعوا له}
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخولتسجيل دخول الاعضاء
بسم الله الرحمن الرحيم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته , المنتدى تابع لشركة احلى منتدى والخدمة والصيانة مدى الحياة , وأعضاؤنا قدموا 33879 مساهمة في هذا المنتدى وهذا المنتدى يتوفر على 8838 عُضو , للإستفسار يرجى التواصل معي عن طريق إرسال رسالة شخصية .. ولكم فائق تحياتي وتقديري , المدير العام : علي أسامة (لشهب أسامة)
Cool Yellow
Outer Glow Pointer

 

  المفاتيح الدعوية لسورالقرآن الكريم [ مفاتيح سورة التوبة ] .

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
algforever
المدير العام
المدير العام
algforever


 المفاتيح الدعوية لسورالقرآن الكريم [ مفاتيح سورة التوبة ] . 41627710
الجنـسية : gzaery
البلد : algerie
الجنـــس : ذكر
عدد المساهمات : 1781
التقييم : 0
تاريخ التسجيل : 08/03/2010
العمر : 33
الموقع : http://www.psp.org.lb/Default.aspx?tabid=206
المزاج : bien
توقيع المنتدى + دعاء : توقيع المنتدى + دعاء

 المفاتيح الدعوية لسورالقرآن الكريم [ مفاتيح سورة التوبة ] . Empty
مُساهمةموضوع: المفاتيح الدعوية لسورالقرآن الكريم [ مفاتيح سورة التوبة ] .    المفاتيح الدعوية لسورالقرآن الكريم [ مفاتيح سورة التوبة ] . I_icon_minitimeالأحد 2 أكتوبر - 10:32


[center]  المفاتيح الدعوية لسورالقرآن الكريم [ مفاتيح سورة التوبة ] . Bism

 المفاتيح الدعوية لسورالقرآن الكريم [ مفاتيح سورة التوبة ] . 12221803-2



المفاتيح الدعوية لسورالقرآن الكريم

 المفاتيح الدعوية لسورالقرآن الكريم [ مفاتيح سورة التوبة ] . Images?q=tbn:ANd9GcR99Nu7eFuIvx-qdHuIpFDHZ0XHNZQ4SoYEGJw11H5U8Ja4Ipf3

لفضيلة الدكتور عبد الحي الفرماوي






 المفاتيح الدعوية لسورالقرآن الكريم [ مفاتيح سورة التوبة ] . Flower64ro7


مفاتيح سورة التوبة




أولاً:اسم السورة


لهذه السورة عدة أسماء :

لهذه السورة : الكريمة أسماء عديدة .
فهى تسمى(1) :
1) التوبة .
لكثرة ذكر مادة "التوبة" فى آياتها حيث ذكرت سبع عشرة مرة فيها(2) .
لقوله
تعالى فيها : {لقد تاب الله على النبى والمهاجرين والأنصار الذين اتبعوه
فى ساعة العسرة من بعد ما كاد يزيغ قلوب فريق منهم ثم تاب عليهم إنه بهم
رؤوف رحيم * وعلى الثلاثة الذين خلفوا حتى إذا ضاقت عليهم الأرض بما رحبت
وضاقت عليهم أنفسهم وظنوا أن لا ملجأ من الله إلا إليه ثم تاب عليهم
ليتوبوا إن الله هو التواب الرحيم} (3) [الآيتان 117 ، 118] .
2) براءة .
وذلك : لأن فى أولها نبذ عهود الكفار ، بقوله تعالى : {براءة من الله ورسوله إلى الذين عاهدتهم من المشركين} .
3)الفاضحة .
لأنها: فضحت أسرار المنافقين وكشفت عنهم .
قال ابن عباس : ما زالت تنزل (ومنهم) (ومنهم) حتى ظننا أنه لا يبقى أحد منا إلا ذكر فيها(3) .
إشارة إلى مثل :
قوله تعالى : { ومنهم من يقول ائذن لى ولا تفتنى .. }
وقوله تعالى : {ومنهم من يلمزك فى الصدقات ..}
وقوله تعالى : {ومنهم الذين يؤذون النبى .. }
4) المقشقة .
أى الجامعة ؛ لأنها جمعت أوصاف المنافقين ، وكشفت أسرار الدين(4) ، كما أنها : تبرئ المؤمن ، وتنظفه من النفاق .. قاله ابن عمر (2).
وقيل : أى المبرئة ، ونقل ذلك عن ابن عمر ، ولعله أراد المبرئة عن النفاق(5) .
5) المبعثرة .
لأنها كشفت عن أسرار الناس(5) ، وبعثرة أسرار المنافقين(6) .
6) الحافرة .
وذلك
: لأنها تحفر قلوب أهل النفاق ، بمثل قوله تعالى : { إلا أن تقطع قلوبهم}
[الآية 110] وقوله تعالى { فأعقبهم نفاقاً فى قلوبهم} [الآية 77] .
7) سورة العذاب.
وذلك(6) لما فيها من انعقاد الكفار بالعذاب مرة بعد أخرى {سنعذبهم مرتين} [الآية 101] .
8) البَحُوث .
وذلك: لما تضمنت من ذكر المنافقين ، والبحث عن أسرارهم(4).
وكذلك : لها من الأسماء (7):
9) المُنَكِّلَة .
10) المُدمدِمة .
11) المُخزية .
12) المُشَرِّدَة .
كل ذلك : لأنها – بما فيها من المنافقين – تنكل بهم ، وتدمدم عليهم ، وتخزيهم ، وتشردهم .
وكذلك : لها من الأسماء(8) .
13) المثيرة
وذلك : لأنها أنبأت بمثالبهم ، وعوراتهم(9) .
ويضيف الإمام البقاعى كذلك (10)
14) الحفارة .
15) المهلكة.
كما يضيف الإمام الزركشى(11) .
16) المسوِّرة.
ويضيف الإمام السيوطى أيضاً(9).
17) المُنَقِّرَة .
وذلك : لأنها نقرت عما فى قلوب المشركين(9).



ثانياً : عدد آيات السورة و كلماتها و حروفها
آياتها :
(129) مائة وتسع وعشرون آية .
كلماتها :
(2497) ألفان وأربعمائة وسبع وتسعون كلمة.
حروفها :
(10787) عشرة آلاف وسبعمائة وسبعة وثمانون حرفاً .



ثالثاً : ترتيب السورة فى المصحف و فى النزول
أ- فى المصحف ..
بعد سورة "الأنفال" ، وقبل سورة "يونس" .
ب- فى النزول ..
بعد سورة "المائدة" ، وقبل سورة "النصر" .



رابعاً : سبب نزول السورة
بالنسبة لسبب نزول السورة : لا نجد ما يشير إلى ذلك سوى ما يتعلق بمقدمات السورة فقط .
فقد
روى " أن النبى صلى الله عليه وسلم أمَّر أبا بكر على موسم الحج ، فى
العام التاسع ، فلما نزلت السورة ، أتبعه علياً ، رضى الله عنه" .
فلما كان قبل التروية : خطب أبو بكر فى الناس وحدثهم عن مناسكهم .
ولما كان يوم النحر عند العقبة : قام على ، فقال : يا أيها الناس : إنى رسول رسول الله إليكم .
فقالوا : بماذا ..؟
فقرأ عليهم ثلاثين وأربعين آية .
والمسلمون والمشركون معاً فى مواقف الحج ومعالمه .
ثم قال : أمرت بأربع : -
أن لا يقرب البيت بعد هذا العام مشرك .
وأن لا يطوف بالبيت عريان .
ولأن لا يدخل الجنة إلا كل نفس مؤمنة.
وأن يتم إلى كل ذى عهد عهده.
فقال المشركون عند ذلك :
يا على ! أبلغ ابن عمك أنا قد نبذنا العهد وراء ظهورنا ، وأنه ليس بيننا وبينه عهد إلا طعن بالرماح وضرب بالسيوف(14) .
وهذا : كما هو واضح ليس سبب نزول مباشر ، وإنما هو من جو النزول وملابساته .



خامساً : مكية السورة و مدنيتها
هذه السورة من أواخر القرآن نزولاً ، إن لم تكن آخر سورة كما ذكر البعض ، أى : أنها مدنية .
وقد نزلت بجملتها فى العام التاسع الهجرى ، ولكنها لم تنزل دفعة واحدة .
بل نزلت على مراحل ثلاث ، كما هو الراجح (15).
المرحلة الأولى منها : كانت قبل غزوة "تبوك" فى شهر رجب من العام التاسع.
المرحلة الثانية منها : كانت فى أثناء الاستعداد لهذه الغزوة ، ثم فى تناياها.
المرحلة الثالثة : كانت بعد العودة منها .

أما
مقدمات السورة : من أولها إلى نهاية الآية الثامنة والعشرون – وعند البعض
إلى نهاية الآية الأربعون – منها .. فقد نزلت متأخرة فى نهاية العام التاسع
نفسه ، قبيل موسم الحج ، فى ذى القعدة أو فى ذى الحجة .
حكاية البسملة
موضوع ترك البسملة من أول سورة التوبة من الموضوعات التى كثرت فيها الأقوال .
وسنكتفى بعرض بعضها على النحو التالى :
1) أن "براءة" سخط .
و"بسم الله الرحمن الرحيم" رحمة .
ولا يجمع بينهما.
ولذلك : سقطت (4).
2) أن "بسم الله الرحمن الرحيم" أمان .
و"براءة" رفع للأمان .
ولا يجمع بينهما .
ولذلك : سقطت .
ويرجح هذا القول : صاحب التفسير الواضح .
3) قال قتادة : لما تشابهت السورتان ، واختلفت الصحابة ، هل هما سورة واحدة ، أو سورتان 00 ؟
تركت بينهما فرجة : عملاً بقول من قال "إنهما سورتان" .
وتركت "البسملة" بينهما: عملاً بقول من قال "هما سورة واحدة"(17) ،
ورضى الفريقان ، وثبتت حجتاهما فى المصحف(17) .
وبعد أن ذكر صاحب روح المعانى هذا القول :
عقب عليه بقوله "والحق أنهما سورتان"(5) .
4) للدلالة على أن "البسملة" من القرآن .
قال
صاحب التفسير الكبير : قال أصحابنا لعل الله تعالى لما علم من بعض الناس
أنهم يتنازعون فى كون بسم الله الرحمن الرحيم من القرآن .. أمر بأن لا تكتب
ها هنا ، تنبيهاً على كونها آية من أول كل سورة ، وأنها لما لم تكن آية من
هذه السورة.
لا جرم لم تكتب .
وذلك : يدل على أنها لما كتبت فى أول سائر السور ، وجب كونها آية من كل سورة (18).
5) قالوا لما سقط : أولها سقط بسم الله الرحمن الرحيم معه .
فقد روى عن ابن عجلان : أن سورة براءة كانت تعدل البقرة فذهب منها.
فلذلك : لم يكتب بينهما بسم الله الرحم الرحيم (18).
قال
الإمام الفخر الرازى : عند الحديث عن اختلاف الصحابة – انظر القول الثالث –
لما لم يتسامحوا بهذا القدر من الشبهة ، دل على أنهم كانوا مشددين فى ضبط
القرآن عن التحريف ، مما يدل على بطلان هذا القول .
6) أن ذلك من فعل الصحابة.
فقد
ورد عن ابن عباس : قلنا لعثمان : ما جملكم أن عمدتم إلى الأنفال وهى من
المثانى ، وإلى براءة وهى من المئين فقرنتم بينهما ، ولم تكتبوا بينهما سطر
بسم الله الرحمن الرحيم ، ووضعتموها فى السبع الطوال .. فما حملكم على
ذلك00!!
قال عثمان : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا نزل عليه
الوحى يدعو ببعض من يكتب عنه ، فيقول : ضعوا هذا فى السورة التى يذكر فيها
كذا وكذا .
وكانت الأنفال من أول ما نزل ، وبراءة من آخر ما نزل من القرآن ، وكانت قصتها شبيهة بقصتها .
وقبض رسول الله صلى الله عليه وسلم .. ولم يبين لنا أنها منها.
فظننت أنها منها ، فمن ثَمَّ قرنت بينهما ، ولم أكتب بينهما سطر "بسم الله الرحمن الرحيم" (19).
قال ابن العربى : وهو الأصح .
وقال القرطبى : وهو الصحيح .
بَيد أن صاحب غرائب القرآن : تعقب هذا الرأى بالإنكار عليه ، وكذلك صاحب التفسير الواضح .
فقال
الأول : واستبعد جمع من العلماء هذا القول ؛ لأنا لو جوزنا فى بعض السور
أن لا يكون ترتيبها من الله على سبيل الوحى ، لجوزنا مثله فى سائر السور ،
وفى آيات السور الواحدة .
وذلك : يُقْضِى إلى تجويز الزيادة والنقصان فى القرآن ، وهو باطل(14) .
ويقول الثانى : ما روى عن ابن عباس فى هذا أظنه مدسوسه عليه .
إذ لا يعقل أن يلحق النبى بالرفيق الأعلى ، ولم يبين للصحابة مكان هذه الآيات ، فاختلف الصحابة فى ذلك .
على أن الصحيح : أن البسملة آية فذة من القرآن .. أنزلت للفصل والتبرك بها .
وأنه لا مدخل لأحد بالمرة فى إثباتها أو تركها ، وإنما هذا كله: توقيف ووحى، ولا يعقل أن يترك ذلك النبى صلى الله عليه وسلم.
ولا يصح أن يتشكك مسلم فى هذا أبداً .
ولا شك كذلك – فى عدم نزول البسملة هنا بالإجماع (16).



سادساً : فضل السورة
لم أعثر على آثار فى ذلك .



سابعاً : صلة السورة بما قبلها
يقول صاحب تفسير المنار : أما التناسب بينها وبين ما قبلها ، فإنه أظهر من التناسب بين سائر السور بعضها مع بعض .
إذ هى : كالمتممة لسورة الأنفال فى معظم ما فيهما من أصول الدين وفروعه ، والسنن الإلهية والتشريع(13) .
وهذا على وجه الإجمال .
وهناك – كذلك – مناسبات تفصيلية كثيرة .
نذكر منها ما يلى :
1) ذكر تقسيم الأنصبة فى كل منهما(5)
فإذا كان تعالى – فى سورة الأنفال – قد قسم الغنائم وجعل خمسها لخمسة أصناف ..!!
فى
قوله :{ واعلموا أنما غنتم من شئ فأن لله خمسه وللرسول ولذى القربى
واليتامى والمساكين وابن السبيل إن كنتم آمنتم بالله } [الآية 41] .
فإنه تعالى – فى سورة التوبة – فقد قسم الصدقات وجعلها لثمانية أصناف .
فى
قوله: {إنما الصدقات للفقراء والمساكين والعاملين عليها والمؤلفة قلوبهم
وفى الرقاب والغارمين وفى سبيل الله وابن السبيل فريضة من الله ...} [الآية
60] ,
2) ذكر العهود والمواثيق فى كل منهما(5).
فإذا كان تعالى – فى الأنفال – ذكر العهود .. مبيناً أن الذين كفروا ينقضونها فى كل مرة لأنهم لا يتقون.
بقوله
:{ إن شر الدواب عند الله الذين كفروا فهم لا يؤمنون * الذين عاهدت منهم
ثم ينقضون عهدهم فى كل مرة وهم لا يتقون} [الآيتان 55 ، 56] .
فإنه
تعالى – فى التوبة – ذكر العهود .. مبيناً براءته تعالى ورسوله من الذين
كفروا ومن عهودهم ، التى ينقضونها فى كل مرة ، لأنهم {لا يرقبون فى مؤمن
إلاً ولا ذمة } ، بقوله { براءة من الله ورسوله إلى الذين عاهدتم من
المشركين } [الآية :1].
3) الحديث عن إعداد العدة وامتلاك القوة فى كل منهما .
فإذا كان تعالى – فى الأنفال – أمر المؤمنين بإعداد الممكن من القوة ..!!
فى قوله : { وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة } [الآية 60].
فإنه تعالى – فى التوبة – نعى على المنافقين ، وعاب عليهم .. عدم إعدادهم العدة لامتلاك القوة .
فى
قوله : { إنما يستأذنك الذين لا يؤمنون بالآخرة وارتابت قلوبهم فهم فى
ريبهم يترددون * ولو أرادوا الخروج لأعدوا له عدة } [الآية 46].
4) الحديث عن الموالاة وعدمهما فى كل منهما(5).
فإذا
كان تعالى قد ختم الأنفال بإيجاب موالاة المؤمنين لبعضهم البعض ، وبيان :
أن الذين كفروا بعضهم أولياء بعض ، وما فى ذلك : من وجوب انقطاع المؤمنين
عن موالاة الكافرين ..!!
فى قوله : { إن الذين آمنوا وهاجروا وجاهدوا بأموالهم وأنفسهم فى سبيل الله والذين آووا ونصروا } {أولئك بعضهم أولياء بعض ..}
[الآية 72] .
وفى قوله : { والذين كفروا بعضهم أولياء بعض ..} [الآية 73].
فإنه
تعالى – فى التوبة – بين إيجاب موالاة المؤمنين لبعضهم البعض ، ثم بين :
ما بين المنافقين من موالاة لبعضهم البعض ، ثم وجوب عدم الموالاة بين
المؤمنين والكافرين .
فى قوله {والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ..}
[الآية 71] .
وفى قوله {المنافقون والمنافقات بعضهم من بعض يأمرون بالمنكر وينهون عن المعروف ..}
[الآية 67] .
وثالثاً : فى مفتتح السورة قوله : { براءة من الله ورسوله إلى الذين عاهدتم من المشركين .
ورابعاً : فى قوله : {يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا آباءكم وإخوانكم أولياء إن استحبوا الكفر على الإيمان } .
5) الحديث المفصل عن قتال المشركين فى كل منهما(13).
فإذا كان تعالى فى الأنفال – مثلاً – قد قال :{وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين كله لله}
[الآية 39] .
فإنه تعالى فى التوبة – مثلاً – قد قال : {قاتلوهم يعذبهم الله بأيديكم ويخزهم وينصركم عليهم ويشف صدور قوم مؤمنين} [الآية 14].
6) الحديث عن صد المشركين عن المسجد الحرام فى كل منهما ، وبيان أنهم ليسوا بأوليائه ، ولا أحق به(6) .
فإذا كان تعالى : قد ذكر فى الأنفال صدهم للمؤمنين عن المسجد الحرام .
فى
قوله {وما لهم ألا يعذبهم الله وهم يصدون عن المسجد الحرام وما كانوا
أولياءه إن أولياؤه إلا المتقون ولكن أكثرهم لا يعلمون} [الآية 34] ..!!
فإنه
تعالى : قد ذكر فى التوبة صده تعالى عن المسجد الحرام. فى قوله : {ما كان
للمشركين أن يعمروا مساجد الله شاهدين على أنفسهم بالكفر أولئك حبطت
أعمالهم وفى النار هم خالدون * إنما يعمر مساجد الله من آمن بالله واليوم
الآخر وأقام الصلاة ..} [الآيتان 17 ، 18].
7) الحديث عن الإنفاق فى سبيل الله فى كل منهما (13).
إذ نجد فى الأنفال .. قوله تعالى فى صفات المؤمنين {ومما رزقناهم ينفقون} .
وفى الحث على الإنفاق {وما تنقفوا من شئ فى سبيل الله يوف إليكم وأنتم لا تظلمون} [الآية 60] .
كما نجد فى التوبة {إنما الصدقات للفقراء ..} .
وقوله تعالى {خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها} .
8) الحديث عن المنافقين فى كل منهما(2).
فإذا
كانت الأنفال .. قد تحدثت عنهم فى آية واحدة ، هى قوله تعالى { إذ يقول
المنافقون والذين فى قلوبهم مرض غر هؤلاء دينهم ومن يتوكل على الله فإن
الله عزيز حكيم} [الآية 49].
فإن سورة التوبة .. قد تحدثت عنهم بتفصيل
وتوسعة ما بعدهما تفصيل وتوسعة ، حتى كانت – كما يقول : صاحب المنار – أجدر
بأن تسمى "المنافقون من سورة "المنافقين" – من جزء "قد سمع" – لو كانت
تسمية السور بالرأى والاجتهاد (13) .
9) الحديث عن غلبة هذا الدين ، وظهور أمره على الدنيا كلها.
ففى
الأنفال : الأمر بقتال الطغاة من مستعبدى البشر ، لتحقيق هذه الغاية ،
بقوله تعالى {وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين كله لله} [الآية 39].
وفى
التوبة : ما يفيد أن الله تعالى قد تكفل بتحقيق هذه الغاية ، وأن ذلك واقع
لا محالة ، بقوله تعالى {هو الذى أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على
الدين كله ولو كره المشركون} [الآية 33] .



ثامناً : هدف السورة
نحاول – بعون الله تعالى – أن نجمل أهداف السورة فى نقاط ثلاث.
وهى:
الأول : توضيح العلاقات بين المسلمين وسائر سكان المعمورة قاطبة .
الثانى:
تصنيف المجتمع المسلم نفسه ، وتحديد قيمه ومقوماته ، وأوضاع كل طبقة من
طبقاته وفئة من فئاته ، عن طريق وصف المجتمع بجملته أولاً ، ثم بيان واقع
كل طائفة فيه تفصيلا .
الثالث : بيان طبيعة المنهج العملى لحركة الإسلام ، ومراحل الدعوة إليه ، وخطواتها .
وهذا البيان : يتضح بجلاء إذا ما قورنت أحكام هذه السورة ، النهائية ، مع الأحكام المرحلية ، المتقدمة عليها فى السور السابقة.
هذا هو مجمل الأهداف .
وإلى تفصيلها لزيادة التوضيح ، فيما يلى :
الهدف الأول : ويتمثل فى النقاط التالية :
1- المواجهة مع المشركين لإزالة طواغيت الشرك .
فى مثل براءة من الله ورسوله [الآية 1] .
وفى مثل قاتلوهم يعذبهم الله بأيديكم [الآية 14] .
وفى مثل {يا أيها الذين آمنوا إنما المشركون نجس فلا يقربوا المسجد الحرام بعد عامهم هذا }
[الآية 28] .
2- إبطال مزاعم أهل الكتاب وكشف زيفها ، إنقاذاً لذراريهم من أكاذيبهم.
فى مثل { وقالت اليهود عزيز ابن الله وقالت النصارى المسيح بن الله } [الآيات 30-35] .
3- فضح أسرار المنافقين ، وبيان طبيعتهم ، وحكم معاملتهم.
فى مثل { ويحلفون بالله إنهم لمنكم وما هم منكم ..} [الآية 56] .
وفى مثل {يحلفون بالله ليرضوكم والله ورسوله أحق أن يرضوه } [الآية 62] .
وفى مثل {يحلفون بالله ما قالوا ولقد قالوا كلمة الكفر ..} [الآية 74] .
وفى مثل { يا أيها النبى جاهد الكفار والمنافقين واغلظ عليهم } [الآية 73] .
4- موالاتهم المسلمين لبعضهم البعض .
فى مثل { والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض }[الآية 71] .

الهدف الثانى : ويتضح فيما يلى :
ولأن السورة نزلت فى العام التاسع ، وهو المشهور بعام الوفود ، وهو الذى دخلت فيه فى الإسلام أعداد كبيرة .
وقد كان المسلمون وقتها على النحو التالى تقريباً .
1- السابقون الأولون .
{فى مثل الذين آمنوا وهاجروا وجاهدوا فى سبيل الله بأموالهم وأنفسهم .. } [الآية 20] .
وهؤلاء أعظم درجة .
وكذلك { يبشرهم ربهم برحمة منه ورضوان وجنات لهم فيها نعيم مقيم * خالدين فيها أبداً إن الله عنده أجر عظيم } [الآية 22] .
2- المتثاقلون .
فى
مثل { يا أيها الذين آمنوا ما لكم إذا قيل لكم انفروا فى سبيل الله
اثاقلتم إلى الأرض أرضيتم بالحياة الدنيا من الآخرة ..} [الآية 38].
3- المرتابون المترددون المنافقون .
فى مثل { إنما يستأذنكم الذين لا يؤمنون بالله واليوم الآخر وارتابت قلوبهم فهم فى ريبهم يترددون } [الآية 45] .
وفى مثل يحذر المنافقون أن تنزل عليهم سورة تنبؤهم بما فى قلوبهم {قل استهزءوا إن الله مخرج ما تحذرون } [الآية 64] .

الهدف الثالث :
وكان الإسلام يواجه الواقع البشرى كله بما يناسب وضعه ، ويكافئ حاله – وما يزال – على النحو التالى:
1- فهو يواجهه بالدعوة والبيان ؛ لتصحيح المعتقدات والتصورات أولاً .
2- ثم يواجهه بالقوة والجهاد ؛ لإزالة الأنظمة والسلطات القائمة عليها ، والطواغيت المستبدة بها .
وذلك : لإخراج الناس فى ربوع الدنيا كلها من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد .
ويتضح ذلك بالمقارنة بين هذه النصوص .
أولاً : { ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسن.. } [النحل 125] .
{ يا أهل الكتاب لا تغلوا فى دينكم ولا تقولوا على الله إلا الحق إنما المسيح عيسى بن مريم رسول الله وكلمة ..} [الأنعام 171] .
ثم {وان جنحوا للسلم فاجنح لها وتوكل على الله } [الأنفال 61] .
وقوله تعالى :{لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم فى الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم.. }[الممتحنة 8].
ثانياً
: {فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم وخذوهم واحصروهم واقعدوا لهم كل مرصد
فإن تابوا وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة فخلوا سبيلهم ..} [التوبة 5] .



تاسعاً : تقسيم آيات السورة موضوعيا
وهذه السورة تتكون من ثلاثة أقسام(20).

القسم الأول : وهو عبارة عن (37) آية .
من الآية الأولى حتى نهاية الآية (37).
وفيه : الأمر بالبراءة من المشركين ، وتحريم إعطاء الولاء للكافرين، والأمر بقتال المشركين جميعاً ،
وكذلك الأمر بقتال أهل الكتاب .
وهذه هى المقدمات الكبرى التى ترتكز عليها انطلاقه الجهاد .

القسم الثانى : وهو عبارة عن (85) آية.
من الآية (38) حتى نهاية الآية (122) .
وفيه : الحديث عن النفير للقتال وما يتعلق به .

وأما القسم الثالث والأخير : فهو عبارة عن (7) آيات.
من الآية (123) حتى نهاية الآية (129) وهى خاتمة آيات السورة .
وفيه : الحديث عن تحديد أولويات القتال .



عاشراً : أبرز موضوعات السورة
1) تحديد العلاقة النهائية بين المعسكر الإسلامى ومشركى الجزيرة .. بصفة عامة (14).
فى مثل قوله تعالى : {براءة من الله ورسوله } [الآية 1] .
وفى مثل قوله تعالى { يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا آباءكم وإخوانكم أولياء ان استحبوا الكفر على الإيمان} [الآية 23].
وفى مثل قوله تعالى : { يا أيها الذين آمنوا إنما المشركون نجس فلا يقربوا المسجد الحرام بعد عامهم هذا .. } [الآية 28] .

2)تحديد العلاقة النهائية بين المجتمع المسلم وأهل الكتاب.
فى
مثل {قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الأخر ولا يحرمون ما حرم
الله ورسوله ولا يؤمنوا دين الحق من الذين أوتوا الكتاب حتى يعطوا الجزية
عن يد وهم صاغرون} [الآية 29] .
وفى مثل : { يا أيها الذين آمنوا إن كثيراً من الأحبار والرهبان ليأكلون أموال الناس بالباطل ويصدون عن سبيل الله } [الآية 34].

3)الحديث عن المتثاقلين عن الجهاد .. من المسلمين وغيرهم .
فى
مثل : {يا أيها الذين آمنوا ما لكم إذا قيل لكم انفروا فى سبيل الله
اثاقلتم إلى الأرض أرضيتم بالحياة الدنيا فما متاع الحياة الدنيا فى الآخرة
إلا قليل} [الآية 38] .

4) فضح المنافقين .. فى أحاديت طويلة عنهم ، مع بيان مواقفهم قبل غزوة تبوك ، وخلالها ، وبعدها .
فى مثل : { لو يجدون ملجأ أو مغارات أو مدخلاً لولوا إليه وهم يجمحون } [الآية 57] .

5) طبيعة البيعة الإسلامية .. مع الله على الجهاد وفى سبيله .
فى
مثل قوله تعالى : { إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم
الجنة يقاتلون فى سبيل الله فيقتلون ويقتلون وعداً عليه حقاً فى التوراة
والإنجيل والقرآن ومن أوفى بعهده من الله }
[الآية 111] .

6) بيان أن النصر من عند الله وليس بكثرة العدد أو العتاد.
فى مثل : {لقد نصركم الله فى مواطن كثيرة . ويوم حنين إذ أعجبتكم كثرتكم فلم تغن عنكم شيئاً ..} [الآية 25] .

7) الكشف عن هدف أعداء المسلمين.
فى مثل قوله تعالى { يريدون أن يطفئوا نور الله بأفواههم ويأبى الله إلا أن يتم نوره ولو كره الكافرون } [الآية 32] .

8)تفصيل مصارف الزكاة الشرعية .
فى
قوله تعالى {إنما الصدقات للفقراء والمساكين والعاملين عليها والمؤلفة
قلوبهم وفى الرقاب والغارمين وفى سبيل الله وابن السبيل فريضة من الله
والله عليم حكيم} [الآية 60] .

9) الأصول الثلاثة .. فى حرية الدين ، ومعاملة المنافقين(13).
وهى :
1- أن حرية الاعتقاد والوجدان .. مرعية لا سيطرة عليها للرؤساء الحاكمين ، ولا للمعلمين والمرشدين.
فليس
لأحد : أن يتهم إنساناً بإضمار الكفر ولا بنية الخيانة لملته أو دولته ،
ولا بإرادة السوء لقومه وأمته ، ولا أن يعاقبه على ذلك بعقاب بدنى ولا مالى
، ولا بحرمانه من الحقوق التى يتمتع بها غيره من أفراد الأمة .
2- أنه
ليس لمن يضمر الكفر بالله أو بما جاءت به رسله .. أن يكون فتنة للناس
بإظهار ذلك لهم ودعوتهم إليه ، أو الطعن فى عقائدهم ، أو إظهار ما ينافيها
من قول أو عمل ، وإن لم يكن دعوة ولا طعناً .
فإن فعل ذلك وكان يدعى
الإسلام : يحكم بارتداده وخروجه من الملة .. إن كان ما أظهره من الكفر
صريحاً قطعياً مجمعاً عليه لا يحتمل التأويل.
ويترتب عليه ما هو مقرر
فى الشرع : من استتابته ، وعقابه إن لم يتب (ومنه منع التوارث بينه وبين
المسلمين وفسخ نكاحه بالمسلمات. وعدم تشييع جنازته والصلاة عليه ودفنه فى
مقابر المسلمين) .
لأن حرية كل أحد فى اعتقاده = تقف عند حد حرية غيره .
ولا سيما احترام عقائد الملة التى يعيش فى ظل شريعتها ، وسائر شعائرها وعبادتها .
3-
أن من ظهر منه شئ من أمارات النفاق العملى فى الدين ، أو الخيانة للأمة
والملة بما هو غير صريح ، مما لا يعاقب عليه فى الشرع بحد ولا تعزيز :
فلولى الأمر أن يعظه بالتعريض ، ثم بالتصريح والتكشيف ، وله أن يعاقبه بما
يرجى أن يزعه عن غيه من التأديب ، كالحرمان من مظاهر التشريف ، أو الإزورار
والتقطيب ، أو التأنيب والتعنيف ، كما كان من حرمان النبى صلى الله عليه
وسلم للذين تخلفوا عن غزوة تبوك من الخروج معه إلى غزوة أخرى بقول الله
تعالى : {فإن رجعك الله إلى طائفة منهم فاستأذنوك للخروج فقل لن تخرجوا معى
أبداً ..} [9 : 83] الآية.
ولكن الملوك المستبدين : يقربون إليهم
المنافقين فيزيدونهم فساداً ، ويجرئون غيرهم ، بل يرغبونه فى النفاق وخيانة
الأمة جهاراً : حتى إن المناصب الدينية المحضة صارت تنال بالنفاق ، ويذاد
عنها أهل الصدق والإخلاص .
وإلى الله المشتكى ولا حول ولا قوة إلا بالله العلى العظيم (14).



حادى عشر : بعض الدروس المستفادة
1-
ذكر ابن القيّم خلاصة بديعة فى سياق ترتيب هديه صلى الله عليه وسلم مع
الكفار والمنافقين ، من حيث بُعثَ ، إلى حين لقى الله عز وجل ؛ مما يؤيد
فهم ما تشير إليه هذا السورة ، قال رحمه الله(21) :
أول ما أوحى إليه
ربه تبارك وتعالى : أن يقرأ باسم ربه الذى خلق .. وذلك أول نبوته ، فأمره
أن يقرأ فى نفسه ، ولم يأمره إذ ذاك بتبليغ .
ثم أنزل عليه {يأيها المُدَّثِّر قم فأنذر} فنبأه بقوله {اقرأ} وأرسله بـ {يأيها المُدَّثِّر}.
ثم أمره أن ينذر عشيرته الأقربين.
ثم أنذر قومه .
ثم أنذر من حولهم من العرب .
ثم أنذر العرب قاطبة .
ثم أنذر العالمين .
فأقام بضع عشرة سنة بعد نبوته ينذر بالدعوة بغير قتال ولا جزية ، ويؤمر بالكف والصبر والصفح .
ثم أذن له فى الهجرة .
وأذن له فى القتال .. ثم أمره أن يقاتل من قاتله ، ويكفّ عمن لم يقاتله.
ثم أمره بقتال المشركين حتى يكون الدين كله لله.
أ- ثم كان الكفار معه بعد الأمر بالجهاد ثلاثة أقسام :
أهل صلح وهدنة ، وأهل حرب ، وأهل ذمة .
فأمر
أن يتم لأهل العهد والصلح عهدهم ، وأن يوفى لهم به ما استقاموا على العهد ،
فإن خاف منهم خيانة نبذ إليهم عهدهم ، ولم يقاتلهم حتى يعلمهم بنقض العهد .

وأمر أن يقاتل من نقض عهده .
ولما نزلت سورة براءة نزلت ببيان حكم
هذه الأقسام كلها ..!! فأمره فيها أن يقاتل عدّوه من أهل الكتاب حتى يعطوا
الجزية ، أو يدخلوا فى الإسلام .
وأمره فيها .. بجهاد الكفار والمنافقين والغلظة عليهم ، فجاهد الكفار بالسيف والسنان، والمنافقين بالحجة واللسان .
وأمره فيها .. بالبراءة من عهود الكفار ، ونبذ عهودهم إليهم ، وجعل أهل العهد فى ذلك ثلاثة أقسام :
قسماً.. أمره بقتالهم ، وهم الذين نقضوا عهده ، ولم يستقيموا له. فحاربهم وظهر عليهم .
قسماً .. لهم عهد موقت لم ينقضوه ، ولم يظاهروا عليه .
فأمره أن يتم لهم عهدهم إلى مدتهم .
وقسماً .. لم يكن لهم عهد ، ولم يحاربوه ، أو كان لهم عهد مطلق.
فأمره أن يؤجلهم أربعة أشهر .
ثم
أمره بعد انسلاخها أن يقاتلهم . فقتل الناقض لعهده ، وأجّل من لا عهد له
أو له عهد مطلق ، أربعة أشهر ، وأمره أن يتم للموفى بعهده إلى مدته .
فأسلم هؤلاء كلهم ، ولم يقيموا على كفرهم إلى مدتهم .
وضرب على أهل الذمة الجزية .
فاستقرّ أمر الكفار معه بعد نزول {براءة} على ثلاثة أقسام : محاربين له ، وأهل عهد ، وأهل ذمة .
ثم آلت حال أهل العهد والصلح إلى الإسلام .
فصاروا معه قسمين : محاربين ، وأهل ذمة .
والمحاربون له خائفون منه .
فصار أهل الأرض معه ثلاثة أقسام :
مسلم مؤمن به ، ومسالم له آمن ، وخائف محارب .
ب
- وأما سيرته فى المنافقين : فإنه أمر أن يقبل منهم علانيتهم ، ويَكِلَ
سرائرهم إلى الله ، وأن يجاهدهم بالعلم والحجة ، وأمر أن يعرض عنهم ، ويغلظ
عليهم ، وأن يبلغ بالقول البليغ إلى نفوسهم ، ونهى أن يصلّى عليهم وأن
يقوم على قبورهم، وأخبره أنه إن استغفر لهم أو لم يستغفر لهم ، فلن يغفر
الله لهم .
فهذه سيرته فى أعدائه من الكفار والمنافقين . انتهى .

2- فى قوله تعالى
{يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا آباءكم وإخوانكم أولياء إن استحبوا الكفر على الإيمان..}
[الآيتان 23 ، 24].
قال
بعضهم : ثمرة الآيتين تحريم موالاة الكفار ، ولو كانوا أقرباء ، وأنها
كبيرة لوصف متوليهم بالظلم ، ووجوب الجهاد ، وإيثاره على كل هذه المشتهيات
المعدودة طاعة لله وروسوله .
وقال الرازىّ : الآية الثانية تدل على أنه
إذا وقع التعارض بين مصلحة واحدة من مصالح الدين ، وبين جميع مهمات الدنيا
.. وجب على المسلم ترجيح الدين على الدنيا .
كما أنه فى هذه الآية :
وعيد وتشديد ، لأن كل أحد قلما يخلص منها ، فإذا قيل إنها أشد آية نعت على
الناس ، كما فصلّه فى (الكشاف) بقوله (21):
وهذه آية شديدة لا ترى أشدّ
منها : كأنها تنعى على الناس ما هم عليه من رخاوة عقد الدين ، واضطراب حبل
اليقين ، فلينصف أورعُ الناس وأتقاهم من نفسه، هل يجد عنده من التصلب فى
ذات الله ، والثبات على دين الله ، ما يستحبّ له دينه على الآباء والأبناء
والأخوات والعشائر والمال والمساكن وجميع حظوظ الدنيا ، ويتجرّد منها لأجله
؟
أو يُزْوِى الله عنه أحقر شئ منها لمصلحته فلا يدرى أىّ طرفيه أطول ؟
ويغويه الشيطان عن أجلّ حظ من حظوظ الدين ، فلا يبالى كأنما وقع على أنفه ذباب فطيَّره ؟!

3- فى قوله تعالى {يا أيها الذين آمنوا إن كثيراً من الأحبار والرهبان ..} [الآيتان 34 ، 35] .
فوائد(21)
الأولى : قال بعضهم فى قوله تعالى {ليأكلون} دلالة .. على تحريم الرشوة على الباطل ، وقد ورد " لعن الله الراشى والمرتشى " (22).
وكذا تحريم أخذ العوض على فعل الواجب .
وفى
جواز الدفع ليتوصل إلى حقه خلاف . رجح الجواز ليتوصل إلى الحق ،
كالاستفداء . قال الحاكم يدخل فى تحريم الرشا الأحكام والشهادات والفتاوى
وأصول الدين وفروعه ، وكل من حرّف شيئاً لغرض الدنيا . انتهى.
الثانية :
- فى الآية – كما قال ابن كثير – تحذير من علماء السوء وعبّاد الضلال ،
كما قال سفيان بن عيينه : من فسد من علمائنا كان فيه شبه من اليهود ومن فسد
من عبادنا كان فيه شبه من النصارى .
وفى الحديث الصحيح لتركبن سنن من
كان قبلكم حَذْو 000 0000 (23) قالوا : اليهود والنصارى ؟ قال : فمن ؟ وفى
رواية : فارس والروم ؟ قال : ومَن الناس إلا هؤلاء ؟
ثم أنشد لابن المبارك:
وهل أفسد الدين إلا الملوك وأحبار سوء ورهبانها

4- فى قوله تعالى {إنما الصدقات للفقراء والمساكين .. } [الآية 6] .
أحكام (21) :
الأول : ظاهر الآية يقضى بالقسمة بين الثمانية الأصناف ويؤيد هذا وجهان:
أ- ما يقتضيه اللفظ اللغوىّ ، إن قلنا : الواو للجمع والتشريك .
ب-
ما رواه أبو داود فى سننه من قوله صلى الله عليه وسلم : "إن الله لم يرض
بحكم نبىّ ولا غيره فى الصدقات ، حتى حكم فيها ، فجزأها ثمانية أجزاء ... "
الحديث .
وقد ذهب ، إلى هذا ، الشافعىُّ وعكرمة والزهرىّ ، إلا أن استغنى أحدهما فتدفع إلى الآخرين ، بلا خلاف .
وذهبت
الطوائف إلى جواز الصرف فى صنف واحد ، منهم عمر وابن عباس وحذيفة وعطاء
وابن جبير والحسن ومالك وأبو حنيفة ، والهادى والقاسم وأسباطهما ، وزيد .
قال فى (التهذيب) : وخرجوا عن الظاهر فى دلالة الآية المذكورة والخبر ، بوجوه :
أ- أن الله تعالى قال فى سورة البقرة {وإن تُخفوها وتؤتوها الفقراء فهو خير لكم} [الآية 71].
فدل على أن ذكر العدد هنا لبيان جنس من يستحقها.
ب-
الخبر وهو قوله صلى الله عليه وسلم لمعاذ : "أعلمهم أن الله افترض عليهم
صدقة فى أموالهم تؤخذ من أغنيائهم وتُرد فى فقرائهم " (24) .
جـ- حديث سلمة بن صخر . فإنه عليه الصلاة والسلام جعل له صدقة بنى زريق.
د- أنه لم يظهر فى ذلك خلاف من جهة الصحابة .. فجرى كالمجمع عليه .
هـ- المعارضة للفظ بالمعنى ؛ فإن المقصود سدّ الخلة . وقال صاحب (النهاية) : وهذا أقرب إلى المعنى ، والأول أقرب إلى اللفظ .
ويؤيد
أنها مستحقة بالمعنى لا بالاسم ، أنا لو قلنا تستحق بالاسم لزم أن من كان
فقيراً غازياً غارماً مسافراً ، أن يستحق سهاماً لهذه الأسباب جميعاً – كذا
فى تفسير بعض الزبدية .
الثانى : قال الزمخشرىّ : فإن قلت : لم عدل عن اللام إلى (فى) فى الأربعة الأخيرة ؟
قلت
: للإيذان بأنهم أرسخ فى استحقاق التصديق عليهم ممن سبق ذكره ، لأن (فى)
للوعاء ، فنبه على أنهم أحقاء بأن توضع فيهم الصدقات ، ويجعلوا مظنة لها
ومصباً .
وذلك لما فى فك الرقاب من الكتابة أو الرق أو الأمر ، وفى فك
الغارمين من الغرم – من التخليص والإنقاذ ، ولجمع الغازى الفقير أو المنقطع
فى الحج بين الفقر والعبادة ، وكذلك ابن السبيل جامع بين الفقر والغربة عن
الأهل والمال .
وتكرير (فى) فى قوله تعالى {وفى سبيل الله وابن السبيل} فيه فصل ترجيح لهذين ، على الرقاب والغارمين . انتهى .
قال الناصر : وثَمَّ سر آخر هو أظهر وأقرب .
وذلك : أن الأصناف الأربعة الأوائل .. ملاك لما عساه يدفع إليهم ، وإنما يأخذونه ملكاً ، فكان دخول اللام لائقاً بهم .
وأما الأربعة الأواخر .. فلا يملكون ما يصرف نحوهم ، بل لا يصرف إليهم ، ولكن فى مصالح تتعلق بهم .
فالمال
الذى يصرف فى الراقاب .. إنما يتناوله السادة الكاتِبون والبائعون ، فليس
نصيبهم مصروفاً إلى أيديهم ؛ حتى يعبر عن ذلك بـ (اللام) المثمرة بتملكهم
لما يصرف نحوهم ، وإنما هم مجال لهذا الصرف ، والمصلحة المتعلقة به .
وكذلك {الغارمون } إنما يصرف نصيبهم لأرباب ديونهم ، تخليصاً لذممهم ، لا لهم .
وأما {سبيل الله} فواضح فيه ذلك .
وأما {ابن السبيل} فواضح فيه ذلك .
وأما
{ابن السبيل} فكأنه كان مندرجاً فى سبيل الله ، وإنما أفرد بالذكر تنبيهاً
على خصوصيته ، مع أنه مجرد من الحرفين جميعاً ، وعطفه على المجرور
(باللام) ممكن ، ولكنه على القريب منه .

5- فى قوله تعالى {لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم ..} [الآيتان 128 ، 129](25) .
روى
أحمد والبخارى والترمذى وغيرهم عن زيد بن ثابت فى جمع القرآن وكتابته فى
عهد أبى بكر أنه قال : حتى وجدت من سورة التوبة آيتين عند خُزَيمة الأنصارى
لم أجدهما مع أحد غيره {لقد جاءكم رسول من أنفسكم} إلى آخرها .
يريد أنه لم يجدهما مكتوبتين عندما جمع المكتوب فى الرقاع والأكتاف 00 إلا عنده .
وقد
كانتا محفوظتين معروفتين .. للكثير ، كما صرح بذلك فى الروايات الأخرى ؛
فقد أخرج ابن أبى داود فى المصاحف عن عباد بن عبد الله بن الزبير قال : أتى
الحارث بن خزيمة بهاتين الآيتين من آخر براءة : {لقد جاءكم رسول من
أنفسكم} – إلى قوله {وهو رب العرش العظيم} إلى عمر فقال : من معك على هذا ؟
فقال : لا أدرى والله إلا أنى أشهد لسمعتهما من رسول الله صلى الله عليه
وسلم ووعيتهما وحفظتهما ، فقال عمر : وأنا أشهد لسمعتهما من رسول الله صلى
الله عليه وسلم ، لو كانت ثلاث آيات لجعلتهما سورة على حدة ، فانظروا سورة
من القرآن فألحقوها بها ، فألحقت فى آخر براءة.
وأخرج ابن جرير وابن
المنذر أن رجلاً من الأنصار جاء بهما عمر ، فقال عمر : "لا أسألك عليها
بينة أبداً ، كذلك كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرؤها ".
ومن هذه الروايات يُعْلم : أن الآيتين كانتا محفوظتين مشهورتين ، إلا أنهم اختلفوا فى موضعهما .
ففى بعضها : أنهما آخر سورة براءة بالتوقيف من النبى صلى الله عليه وسلم .
وفى بعضها : أنهما وضعتا بالرأى والاجتهاد .
ولكن المعتمد هو الأول ، لأن من حفظ التوقيف حجة على من لم يحفظ .
قال
الحافظ بن حجر فى شرح البخارى : إن زيداً لم يكن يعتمد فى جمع القرآن على
علمه ولا يقتصر على حفظه .. واكتفاؤه بخزيمة وحده إنما كان لأنه لم يجدهما
مكتوبتين عند غيره ، وإن كانتا محفوظتين عنده وعند غيره .
وحسبك دليلاً على ذلك قوله : إنهم كانوا يسمعون رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرؤها، فهو صريح فى أن البحث عمن كتبها فقط أهـ .
فجملة القول : أن الآيتين كانتا محفوظتين ومكتوبتين ومعروفتين لكثير من الصحابة .
وإنما
اختلفوا حين الجمع فى موضع كتابتهما حتى شهد من شهد أن النبى صلى الله
عليه وسلم هو الذى وضعهما فى آخر سورة براءة ؛ وفاقا لقول أبىّ بن كعب ،
وهو أحد الذين تلقُّوا القرآن كله مرتباً عن النبى صلى الله عليه وسلم وكذا
زيد بن ثابت .
وكان عدد المختلفين فى موضعهما قليلاً ، فلما كُتِبَتَا
فى المصاحف وافق الجميع على وضعهما هذا ، ولم يروْا أىّ اعتراض على ذلك
ممن كتبوا لأنفسهم مصاحف اعتدوا فيها على حفظهم ، كابن مسعود رضى الله عنه .



ثانى عشر : مصادر المفاتيح و هوامش البحث
ثانى عشر :مصادر المفاتيح و هوامش البحث
1- أنظر : السخاوى .. جمال القراء 1/36.
الفيروزابادى.. بصائر ذوى التمييز 1/228.
البقاعى .. نظم الدرر (تفسير التوبة).
الزركشى .. البرهان (النوع 14).
السيوطى .. الاتقان (النوع 17).
2- أنظر : محمد فؤاد عبد الباقى .. المعجم الفهرس لألفاظ القرآن (مادة :توب(
3- الآلوسى .. روح المعانى (تفسير التوبة) .
4-ابن العربى .. أحكام القرآن (تفسير التوبة).
5- الألوسى .. روح المعانى (تفسير التوبة).
الفخر الرازى .. التفسير الكبير (تفسير التوبة).
6- الفيروزابادى .. بصائر ذوى التمييز 1/228.
7- أنظر : السخاوى .. جمال القراء 1/36.
البقاعى .. نظم الدرر (سورة التوبة)
السيوطى .. الاتقان (النوع 17).
8- أنظر : البقاعى ، والسيوطى (مصادر سابقة) .
9- السيوطى (مصدر سابق) .
10- البقاعى نظم الدرر (تفسير التوبة) .
11- الزركشى .. البرهان فى علوم القرآن (النوع 14) .
12- أنظر: مكى ابن أبى طالب.. التبصرة ص 214 .
السخاوى .. جمال القراء 1/36 .
الفيروزابادى .. بصائر 1/227 .
الآلوسى .. روح المعانى (تفسير التوبة) .
النيسابورى .. غرائب القرآن (تفسير التوبة).
وفيه : (10087) حرفاً .
13- رشيد رضا .. تفسير المنار (سورة التوبة) .
14- النيسابورى .. غرائب القرآن (تفسير التوبة) .
15- سيد قطب .. فى ظلال القرآن (تفسير التوبة) .
16- د/ محمد حجازى .. التفسير الواضح (تفسير التوبة) .
17- أنظر : الرازى .. مسائل الرازى وأجوبتها ص 111 .
القرطبى .. الجامع لأحكام القرآن ( تفسير التوبة) .
18- الفخر الرازى .. التفسير الكبير ( تفسير التوبة) .
19- أنظر : ابن العربى .. أحكام القرآن (تفسير التوبة) .
20- سعيد حوى .. الأساس فى التفسير (تفسير التوبة) .
21- القاسمى .. محاسن التأويل (تفسير التوبة) .
22- الترمذى .. السنن ، كتاب : الأحكام ، باب : ما جاء فى الراشى والمرتشى .
23- البخارى .. الصحيح ، كتاب : الأنبياء ، باب : ما ذكر عن بنى إسرائيل.
24- البخارى .. الصحيح ، كتاب : الزكاة ، باب : وجوب الزكاة.
25- المراغى .. تفسير المراغى (تفسير التوبة) .


***


بقلم فضيلة الدكتور عبد الحي الفرماوي
رئيس قسم التفسير وعلوم القرآن بجامعة الأزهر




































المصدر : موقع هدى الإسلام.


 المفاتيح الدعوية لسورالقرآن الكريم [ مفاتيح سورة التوبة ] . Showca8pofhzoi8

 المفاتيح الدعوية لسورالقرآن الكريم [ مفاتيح سورة التوبة ] . 44hk3
[/center]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
المفاتيح الدعوية لسورالقرآن الكريم [ مفاتيح سورة التوبة ] .
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
»  سلسلة المفاتيح الدعوية لسور القرآن الكريم [ مفاتيح سورة الذاريات ] .
»  مقاصد سورة التوبة
»  حصريا تلاوة الشيخ محمد حسان 01 سورة الفاتحة + سورة البقرة ( من رفعي )

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات اقرأ معنـا :: ˆ~¤®§][©][ منتدى الإسلام و الســـنة ][©][§®¤~ˆ :: القرآن الكريم-
انتقل الى: