<blockquote class="postcontent restore ">[center]
[center]قالى تعالى : ولسوف يعطيك ربك فترضى
وعن
عبد الله بن عمرو بن العاص أن النبي صلى الله عليه وسلم تلا قول الله عز
وجل في إبراهيم : { رب إنهن أضللن كثيرا من الناس فمن تبعني فإنه مني } [
14 / إبراهيم / الآية - 36 ] الآية وقال عيسى عليه السلام : إن تعذبهم
فإنهم عبادك و إن تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم
[
5 / المائدة / الآية - 118 ] فرفع يديه وقال " اللهم ! أمتي أمتي " وبكى .
فقال الله عز وجل : يا جبريل ! اذهب إلى محمد ، وربك أعلم ، فسله ما يبكيك
؟ فأتاه جبريل عليه الصلاة والسلام فسأله . فأخبره رسول الله صلى الله
عليه وسلم بما قال . وهو أعلم . فقال الله : يا جبريل ! اذهب إلى محمد فقل :
إنا سنرضيك في أمتك ولا نسوءك .
صحيح مسلم
إذا علمنا أن حرف السين
يستعمل للزمن المستقبل القريب، و"سوف" للمستقبل البعيد، فقد يُسأل حينئذ:
لمَ جاءت الآية بـ (سوف) وفي الحديث بالسين ؟
الجواب – والله أعلم- :أن
الإمام الرازي رحمه الله تعالى قال : عن المجيء بسوف " يدل على أنه ما
قَرُبَ أجله، بل يعيش بعد ذلك زمانا" ولعل هذا يزداد وضوحا إذا قلنا : إن
قريشا كانوا يتمنون موت الرسول عليه الصلاة والسلام كما هو معلوم، فالإتيان
بسوف المؤذنة بالزمن البعيد فيها إغاظة لقلوبهم، وأن محمدا عليه الصلاة
والسلام بعيدٌ زمن وفاته .
ثم إن العطاء الموعود به في الآية ( يعطيك
ربك) : منه الدنيوي كالنصر والظهور ومنه الأخروي كالمقام المحمود ، فحتى لا
يضيق صدر النبي إذا تأخر نصره وظهوره عليهم عن الوقت الذي يتوقعه، قيل له :
سوف، فإن الأمر حاصل ولا بد فلا تتعجل واطمئن .
أما الحديث الشريف
فاستعمال (سوف) فيه غير مناسب للمقام أبدا ، ذلك أنه مقام دعاء من النبي
وبكاء، فكيف يليق التسويف بعيدا! ثم إن الطلب كان متمحضا لحال الآخرة
ومواقفها، ومع ذلك جاء الوعد بحرف السين القريب، في ذلك الزمن البعيد عن
وقت الدعاء والرجاء .
فسبحان الله والحمد لله على كرمه، وصلى الله وسلم على النبي الرؤف الرحيم .
مصدر الفائدة : من صحاح الأحاديث القدسية . محمد عوّامة .
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]