السلام عليكم
إن
الكفايات هذا المفهوم" الموضة" لايمكن التعامل معه داخل مؤسستنا دون
استحضار الجانب المادي الذي يتطلبه تطبيقه،بحيث التطبيق الفعال والناجع لأي
نظرية أو مذهب أو إصلاح يضع له أصحابه شروط مادية قمينة بتحقيق أكبر نسبة
منه، مع الكفايات لم نسمع عن شروط الإنجاح رغمك الزخم الكبير الذي رافق
إحداثها في المدرسة المغربية إلا ما كان من تنظيرات فلسفية أو لنقولها
بصراحة ترجمة لما جاء عند منظري الكفايات في المدرسة الفرنسية أو البلجيكية
أو حتى الكندية ـ أقصد المدارس البيداغوجيةـ أما بالنسبة لبلدنا العزيز كل
ما نجده هو البعد التجاري والبراغماتي الضيق الذي رافق ظهور الكفايات،
وهنا نرى منشروعية التساؤل: هل الكفايات، أو الدرس الكافي لا يحتاج لأدوات
مادية وآليات تساعد على تحقيقه؟وكمثال على هذه الضرورة، اسوق إليكم المثال
التالي: لنأخذ الدرس القرائي فمن الكفايات المنتظر البلوغ إليها بعد حصة أو
دورة هو أن يمتلك المتعلم الكفاية التواصلية تعبيرا وتفكيرا وحوارا،
العودة إلى القسم تعطينا واقع هذه الكفاية،أين الأشرطة والأقراص والبرامج
التي تساعد طالبنا على الوصول إلى التواصل؟؟ هل لدى السيد المدرس الإمكانات
المادية التي تجعل من الدرس القرائي درسا تدريبيا وممتعا؟؟ هل لدينا تلك
البنيات التحتية التي تساعد المتعلم على بناء الميل لديه والقدرة على
الانكباب على المطالعة وحسن القراءة؟؟ أين هي التقاسمات العلمية مع البرامج
الحديثة لتكوين طالب قادر على القراءة والفهم والاستيعاب ـ أحيلكم على ما
أنتجته الدورات التدريبية في مجال طرق القراءة السريعة/ يمكن أن تجدوا
الكثير منها في مواقع ومنتديات البرمجة اللغوية العصبية ـ لا شيء يذكر إلا
مثاليات مرصودة في مداخل المراجع والكتب المعتمدة في المنهاج التعليمي
المغربي.
خلاصة القول، أن التربية اليوم لم تعد مفهوما فلسفيا محضا،
وإنما هي الآن تدريب مادي وتكوين علمي له مقومات وأسس مرجعية مختبرية، ولقد
آن الأوان لكي تنتقل المناهج التعليمية من التنظير إلى التدريب والتكوين
الإيجابي المتجدد.
منقول