اليــــــــــــابان
" دراسة طبيعية و بشرية "
qالدراسة الطبيعية:
ïاليابان
مجموعة من الجزر يزيد عددها عن 3400 جزيرة تمتد بمحاذاة الساحل الشرقي
لقارة آسيا مابين بحر اليابان و المحيط الهادي . أكبرها هونشو و أصغرها جزر
صخرية.
ïالموقع الفلكي: ما بين 24°الى 45° شمالا.
ïالمساحة : 377.835 كلم ، حوالي سدس مساحة الجزائر.
ïالامتداد: 3600 كلم من الشمال الى الجنوب.
ïطول الساحل : 29751 كلم.
ïأدنى انخفاض : 4- م هاشيروغاتا.
ïأعلى ارتفاع : 3776 م فوجي ياما.
ïالمديونية : لا شيء
التضاريس و المناخ :
· التضاريس :
تمثل الجبال 72% من المساحة الكلية و هي حديثة التكوين ، تعود الى الزمن
الجيولوجي الثالث ، لذلك فهي غير مستقرة " زلازل + براكين "، و تمتد على
طول الساحلين - بحر اليابان وواجهة المحيط الهادي – مثل جبال هيدا و كيسو.
أما
السهول فهي لا تشكل سوى نسبة16% عبارة عن أشرطة ساحلية ضيقة تنحصر ما بين
سفوح الجبال و السواحل أوسعها سهل ـ كانتو ـ حول العاصمة ، و تمتاز سواحلها
بكثرة الخلجان التي استغلت لبناء الموانئ.
· المناخ:
العوامل المؤثرة فيه :
- الموقع الفلكي 24° / 45° شمالا.
- التيارات البحرية كيروشيفوو الحار ، و أوياشيفوالبارد.
- الامتداد 3600م من الشمال الى الجنوب.
- الكتل الهوائية القطبية و المدارية .
- طبيعة الإقليم " أرخبيل " .
يسود اليابان مناخ رطب ذو فصلين إذا استثنينا شمال جزيرة " هوكايدو ".
فصل الصيف : يتعرض اليابان لرياح جنوبية رطبة فترتفع درجة الحرارة الى25° و تسقط الأمطار الغزيرة في الجنوب وتقل كلما اتجهنا شمالا.
فصل الشتاء: يتعرض اليابان لرياح شمالية باردة فتنخفض درجة الحرارة (5-) في الشمال مع سقوط الثلوج ، أما الجنوب فتبقى الحرارة و الرطوبة ميزته.
الواقع الديمغرافي في اليابان :
· نمو السكان :
بعد
عام 1868 شجعت الدولة السكان على الإنجاب ، نظرا لكونها بدأت تتحول الى
دولة صناعية و استعمارية فهي بحاجة الى اليد العاملة ، ظلت كذلك الى ما بعد
ح.ع.2 خاصة بعد خسارتها البشرية ، حيث قفزت نسبة الولادات الى 34‰ عام
1947 مما أصبح ينذر بحدوث خلل بين هذا النمو و النمو الاقتصادي، فتدخلت
الدولة و سنت سياسة تحديد النسل ضمن قانون 1948 و قد أتت النتائج سريعة بعد
10 سنوات حيث تراجعت الزيادة من 34‰ الى 17‰ عام 1957. أما اليو م(2002)
فنسيه الولادات 10‰ و الوفيات 8.5‰ ونسبة نمو لا يتعدى %1.5، و يصل متوسط
أعمار الرجال الى 77 عاما ، و النساء 84 عاما ويبلغ عدد السكان 126.974.628
ن .
· الكثافة والتوزيع :
تعد
اليابان من الدول ذات الكثافة السكانية العالية حيث بلغت 333 ن/ كلم2 ، و
تختلف من منطقة لأخرى ، فالأجزاء الجنوبية التي لا تمثل الا ½ المساحة
تضم 75% من السكان و بكثافته تصل الى 2000 ن / كلم ، أما الشمال وهو نصف
المساحة الباقية فلا يضم إلا 25 % من السكان . و ذلك نظرا لعوامل الجذب في
الجنوب و عوامل الطرد في الشمال ، و قد عملت السياسة السكانية اليابانية
على إعادة التوزيع ، فأنشأت العديد من المراكز الصناعية في الشمال مثل
–مروران و كاميشي و هاشينو- بالإضافة الى استصلاح الأراضي و توزيعها بهدف
خلق توازن بين الشمال و الجنوب.
مشاكل السكان :
· الهجرة واكتضاض المدن حيث 89.5 % مدنيون .
· ارتفاع نسبة الشيخوخة وتمثله هذه النسب: من0 الى 14 سنة =14.5% ، من 15 الى 64 سنة = 67.5 % ، أكثر من 65 سنة = 18% .
تقييم الوسط الطبيعي والبشري:
يواجه اليابانيون مشاكل متنوعة وكثيرة منها :
· طبيعة الإقليم الجزري المتباعد عن بعضه البعض .
· طبيعة التكوين الجيولوجي الحديث الذي أدى الى انتشار الزلازل والبراكين .
· طبيعة المناخ السائد الذي يؤدي الى حدوث ظاهرة ـ التايفون ـ المدمرة .
· قلة وندرة وانعدام الثروات الطبيعية المتنوعة .
· قلة الأراضي الزراعية وسيطرة الطابع الجبلي بنسبة 72% .
· عدم التوازن بين عدد السكان ومساحة الإقليم .
· عدم تجديد وتطعيم المجتمع بدماء شابة نظرا للزيادة الطبيعية الضئيلة .
· الخلل الكبير في التوزيع السكاني بين جنوب مكتض وشمال قليل السكان .
رغم
كل هذه المشاكل التي تعد مثبطات للنشاط البشري نجد اليابانيين عكس ذلك ،
فقد استطاعوا التأقلم والتكيف مع واقعهم وواجهوه مواجهة عارمة بقوة الإرادة
والمثابرة ، فحولوا بلدهم الفقير من كل شيء الى أغنى بلد في العالم ،
وبذلك أصبحوا أسيادا للطبيعة يتحكمون فيها بحسب قدراتهم العلمية
والتكنولوجية ، فواجهوا الزلازل والأعاصير وقلة الأراضي الزراعية والثروات
الطبيعية .
__________________
الصنـــــــــــــاعة في اليـــــابــــان
يعد
الاقتصاد الياباني معجزة القرن العشرين ، فهي دولة لا تملك المقومات
الطبيعية التي تدفعها الى التطور والتقدم " قلة وندرة وانعدام
الثروات
المتنوعة في مختلف المجالات " علاوة على ظروفها الطبيعية التي لا تسمح لها
بإقامة نشاطات زراعية رائدة ، دون أن ننسى الظروف التي مرت بها أثناء وبعد
الحرب
العالمية
الثانية ، حيث فقدت مستعمراتها ودمرت معظم بنياتها التحتية في المجال
الاقتصادي ، ورغم كل ذلك استطاعت تحقيق القفزة في زمن قياسي ، وحققت
انتعاشا كبيرا في
المجال التجاري والمالي وأصبحت منافسا عنيدا للولايات المتحدة والمجموعة الاقتصادية .
عوامل القوة الصناعية لليابان :
1- عوامل تاريخيــة : " عصر الميجي + مشروع مارشال + الحرب الكورية "
2- عوامل بشــرية : " وفرة الأيدي العاملة المتنوعة (30% من اليد العاملة النشطة ) + طبيعة الفرد الياباني "
3-
عوامل اقتصادية : " وفرة رؤوس الأموال + قوة الاستثمارات + غزو الأسواق
الخارجية + ضخامة الأسطول التجاري + التركيز الصناعي + البحث العلمي
التكنولوجي "
4- عوامل سياسيــة : " الإستقرر السياسي + قلة النفقات العسكرية "
مظاهر القوة الصناعيــــــة :
[1] :
قاعدة صناعية واسعة ومتجددة تنتج مختلف الصناعات من الألعاب الإلكترونية
الى الأقمار الاصطناعية ، حيث تحتل اليابان المراتب الأولى عالميا من حيث
الإنتاج والهيمنة عليه:
* المرتبة الثالثة في إنتاج الحديد والصلب 108 م/ طن بعد الصين والمجموعة .
* المرتبة الأولى في صناعة السفن وتحتكر 45% من تجارتها الدولية ، والصناعات الإلكترونية .
* المرتبة الثانية في إنتاج وصناعة السيارات حوالي 12 مليون سيارة .
* المرتبة الثالثة في التجارة العالمية بعد و.م. أ ، والمانيا .
[2] :
ضخامة المراكز الصناعية وتمركزها على شريط محدود يبلغ طوله 1000كلم وعرضه
40 كلم ويساهم بنسبة 80% من الإنتاج الصناعي ، ويضم المراكز التالية :
* منطقة طوكيو يوكوهاما: تساهم بنسبة 36% من الإنتاج الصناعي " الصناعات الإلكترونية + السفن + الأنسجة الحريرية "
* منطقة أوزاكا كوبي : تساهم بنسبة 28% من الإنتاج الصناعي " الصناعات الثقيلة + الميكانيكية + النسيجية "
* منطقة ناغويا : تساهم بنسبة 11% من الإنتاج الصناعي " الصناعات الميكانيكية + الطائرات + الصناعات الخفيفة "
* شمال كيوشو : تساهم بنسبة 5% من الإنتاج الصناعي " الحديد والصلب + الصناعات الكيماوية + الميكانيكية "
بالإضافة
الى المراكز الثانوية التي تساهم بنسبة 20% من الإنتاج الصناعي مثل : مركز
نيغاتا شمال غرب هونشو ومركز موروران جنوب هوكايدو وكاميشي.
[3[:
الاعتماد شبه الكلي على تصدير المواد المصنعة ونصف المصنعة حيث تمثل 94%
من مجمل صادراتها، وهي أعلى نسبة في العالم بحيث لا تضاهيها حتى و.م. أ
التي تمثل سلعتها المصنعة85% من مجمل صادراتها .
[4] : الاستعمال الواسع للروبوتية في المجال الصناعي مما أدى الى رفع درجة الإتقان والسرعة في الإنتاج وانخفاض التكاليف .
[5] :
مساهمتها فى الإنتاج العالمي بنسبة 12% ، وفي الدخل الوطني بنسبة 36% ،
وتوفر مختلف ما يحتاجه المستهلك الياباني ، ومساهمتها في انتعاش التجارة
والميزان التجاري ، وجعل اليابان قوة صناعية عالمية ضمن مجموعة الثمانية .
استراتيجية التصنيع في اليابان :
عملت
اليابان بعد الحرب العالمية الثانية على استرجاع مكانتها الصناعية في
العالم معتمدة على جملة أسباب سبق ذكرها ، واستمرت على هذه الوتيرة الى عام
1960 حيث حاولت
التأقلم
والتكيف مع الأوضاع والظروف العالمية والمحلية لمواجهة مختلف الأزمات التي
كانت تعصف بحياتها الاقتصادية خاصة في المجال الصناعي ، فاعتمدت على سياسة
التصدير
خاصة المواد الاستهلاكية ثم الصناعية التكنولوجية ، وبعد أزمة البترول
1973 عملت على خلق المزيد من الأسواق الخارجية لتصريف منتجاتها الصناعية
خاصة
جنوب
شرق آسيا وأمريكا الشمالية وأوربا الغربية ، وبعد الأزمة الاقتصادية لعام
1989 عملت على التوجه الى العالم الثالث بالدرجة الأولى وذلك لتأمين المواد
الأولية وفتح
المزيد
من الأسواق في هذا الفضاء الاستهلاكي الواسع ، وعملت على التقليل من
التركيز الصناعي في اليابان والاستثمار في الخارج في جنوب شرق آسيا وأمريكا
اللاتينية
وأوربا الغربية والشرق الأوسط واستراليا وافريقيا بهدف جلب العملة .
[/size][/size][size=21]خصائص ومشاكل الصناعة في اليابان :
[ أ ] : الخصائـص :
1- الجودة والإتقان وبالتالي الإقبال عليها .
2- كثرة واتساع الأسواق وبالتالي سهولة التصريف وسلاسته .
3- اعتمادها على المؤسسات الصناعية العملاقة وعلى التروستات العائلية .
4- فرض الحماية الجمركية للسوق اليابانية مما يقلل من منافسة السلع الأجنبية لها .
5- تمركز الأقاليم الصناعية في منطقة واحدة .
6- كثافة شبكة المواصلات وتنوعها مع تطورها وبلوغها مختلف المناطق في اليابان .
[ ب]: المشاكـل :
1- تبعية الصناعه اليابانية للخارج في مجال الموارد الأولية، الطاقة والمعادن .
2- المنافسة الشديدة من قبل و.م. أ ، والمجموعة الأوربية ، والنمور الأسيوية .
3-
المضايقات الخارجية الأمريكية والأوربية حيث فرضت عليها فتح أسواقها أمام
منتجاتها ومنحها أفضلية تجارية ، وألا تغلق أسواقها أمام االمنتجات الغربية
وهذا لتحد من انطلاقتها التجارية .
4- التلوث البيئي الذي ألحق أضرارا جسيمة بالوسط الطبيعي الياباني .
5- تزايد نسبة البطالة من سنة لأخرى فهي تمثل 24% .
6- عدم التوازن الإقليمي بين الشمال والجنوب
التجارة الخارجية لـليابان
أهمية التجارة الخارجية في الإقتصاد الياباني:
تعتبر
التجارة الخارجية بالنسبة لليابان العصب النابض للحياة الإقتصادية ، فهي
تعتمد على الإستيراد والتصدير ضمن دورات حيوية لا تتوقف نظرا لإفتقارها
للمواد الأولية ، واعتمادها في دخلها على التصدير ، لذلك أولت أهمية بالغة
للحفاظ على انتعاش تجارتها وتطويرها عن طريق التكنولوجيا وغزو الأسواق
الخارجية مما أدى الى رواج سلعها وأصبحت ذات طابع عالمي ، تنافس الدول
الأكثر تصنيعا في العالم مثل: و.م. أ، والإتحاد الأوربي ، واحتلت المرتبة
العالمية الثالثة في التجارة الدولية بعد كل من و.م. أ وألمانيا، وهي بذلك
تساهم بنسبة 7.5% من صادرات العالم و 5.7% من واردات العالم .
طبيعة الصادرات والواردات:
الصادرات :يعتمد
الإنتعاش الإقتصادي الياباني أساسا على التصدير ، وذلك لتغطية تلك المبالغ
الضخمة المخصصة للواردات ، وقد بلغت صادرات اليابان 443.12 مليار دولار
وتتمثل خاصة في : المواد المصنعة كالآلات والسيارات والسفن والأجهزة
الإلكترونية وغيرها من التجهيزات المختلفة .
الواردات :
تعتمد عليها مختلف الصناعات ، وذلك لتوفير ما تحتاجه المصانع من مواد
أولية ضرورية للصناعة ، وتتمثل في مختلف المعادن وموارد الطاقة كالمحروقات
والفحم والحديد "127 م / طن"، والمواد الغذائية وبعض المواد الكيماوية
ومواد صناعية متنوعة ، وقد بلغت قيمة الواردات اليابانية 335.97 مليار
دولار .
مناطق التبادل التجاري :
تتعامل اليابان مع مختلف دول العالم :
المنطقة
أمريكا الشمالية
جنوب شرق آسيا
أوربا الغربية
الشرق الأوسط
% الصادرات
31.5
22.7
15.7
11.7
% الواردات
20.8
22.4
8.1
29.9
الميزان التجاري وميزان المدفوعات:
رغم
كل الأزمات التي عاشها الإقتصاد العالمي، ومختلف النكسات التي تضرب
المؤسسات الكبرى الصناعية والمالية إلا ان الميزان التجاري الياباني مازال
يسجل فائضا كبيرا رغم تراجع هذا الفائض من حين لآخر ، إلا ان الربح يبقى
سمته الأساسية وذلك نظرا لعدة عوامل منها : ضخامة الصادرات وتنوعها واتساع
الأسواق الخارجية والقدرة على المنافسة والإستثمارات في الخارج .
وكذلك
بالنسبة لميزان المدفوعات الذي سجل فائضا قدر بـ : 25 مليار ين عام 1998
نظرا لقلة النفقات العسكرية ولفترات الإستقرار الطويلة التى مر بها اليابان
، غير انه في عام 2002 سجل تراجعا كبيرا حيث قدر ت المداخيل بـ: 441 مليار
دولار والنفقات بـ: 718 مليار دولار .
الإستراتيجية المستقبلية لليابان :
1- العمل على تحقيق الفائض التجاري.
2- التنويع والتطوير المستمرين للصناعة.
3- الإستمرار في تعاملاتها مع الأسواق العالمية دون استثناء.
4- فتح باب الإستثمار في الخارج لليابانيين.
5- التعامل أكثر مع دول العالم الثالث لجلب المواد الأولية وفتح المزيد من الأسواق .
6- الإبتعاد قدر الإمكان عن التورط في المشاكل والأزمات الدولية .