حروب وتأسد على بعضنا البعض وديننا هو الضحية

دكت قلعة الجدال وسقطت عروشها وتلاشت راياتها

وزلزلت أركانها يوم نطقت الأفواه تنصر الفتنة وتفرد أجنحتها لتحيل الأسود أبيضاً وتحيل الأبيض الناصع رماداً.
فتن أشد سواداً من قطع الليل البهيم ــ بل وما أقسى سوادها ــ وقد أسدل هيلمانه على عقول تبسّط لبها
بل ودلدل رجليه يخضع رقاب المنطق ويغير خريطة الدين
تمتد الفتن تستوطن بؤر الجدال وتشعل فتيل الصراع وتغذي بذور الشك وتحارب اليقين في قلوب طرية وفي عقول غضة ذنبها أنها نشدت المعالي واقتفت أثر السؤال وقادها محرك قوقل إلى موضوعك إلى حيث الصراع ....صراع أساسه أفواه تتشدق بأي كلام حتى ولو كان سوقياً حتى ولو كان إفكاً حتى ولو كان رمياً والحجة مغيّبة
صراع من أخذتهم العزة بأنفسهم وتناسوا عزة الدين
مابالنا ؟؟؟ اذا تحاججنا جعلنا الدين مطية ألسنتنا نورد منه ما نشاء وندس ونخفي ما لانشاء
ماذا قدمت لدينك بنقاشك بصراعك إختلفنا ولكن هذا الإختلاف ليس فيه حكمة متى كان مقهقراً للعقول قاعداً بها عن المضي الى الهدف الأسمى وهو أن نفيد ونستفيد.
ماذا قدمنا لديينا أعييناه بإختلافاتنا ووسعنا الهوة ومسحنا العيوب في رموز الإختلاف بداعي أننا نلملم ونوحد الصف
أيعني الإختلاف أن نسب بعضنا وأن نحول الجرأة إلى وقاحة فنكفر أو نتهم من نشاء أنه لايفقه بالسياسة وكأن السياسة خلقت له ولمن أيده بفكره وأن الدين لا يرتبط بالسياسة وهذا كله لا لشيء سوى أنه خالفنا ثم نذم الخلاف وندعي أنه إرث من سبقنا
ديننا واضح جلي عظيم مقدس تكفل الرب بإعلائه ونشره فلايحتاج الى جدالٍ سوقيٍ ولاوقحٍ ولاإلى مختفٍ وراءه يبغي سلطاناً أو جاهاً او شهرةً
ديننا مبجل ومترفع أكثر من أفواه المدعين لايعوزه دليل على كماله وعلى صلاحه ومن إحتاج معرفةً وتوضيحاً فأهله هم من يفهمون التوضيح وهم على صلاحهم أكثر الناس تجنباً للجدال


حين يصل الجدال الى أعنة السماء وبألسنة دجالين يخوضون ويفتون ويتفلسفون ثم إلى فراشهم يأوون تاركين أبواب الريب وأبواب الفتن مفتوحة
على مصراعيها
حق لنا أن نرفضه ذلك
الجدال العقيم من غير أهله حق لنا أن نرفضه
قف
قف
قف
قف مع نفسك لوهلة وأنت تعد العدة لحرب سياسية في منتدى سياسي لاتتمسح بحربك بديني بإسلامي ولا بموقف وحدة الصف ولاتجعله حجة لك في غير موضع الحجة
قف وأنت تغالط وباسم الدين تغالط
قف وأنت تفحم باسم الدين وتغلظ لكي تفحم بدون حجة
قف وأنت تحاول أن تكون بطل الجدال وذريعتك الدين
قف متى كانت نهاية الكلام سواداً أحلك من سواد الليل
قف
قف
ديني نور ديني هدى
ديني ود
ديني احترام
ديني حجة تقاااام
قف مع نفسك وسائلها ماذا قدمنا لديننا بجدالنا بمطاحناتنا ومشاحناتنا باستعلائنا
هتكنا عرض علمائنا ونسبنا اليهم الفسق والفجور فماذا يقول اعداؤنا ثم ماذا ورثنا أبناءنا وقد سببنا أجدادهم ومحونا بالمهاترات آثارهم وبثثنا الشك في دمائهم
حباً بالله كفى .... كفى صراعا كفى جدالاً كفى نفاقاً
ولتعد أخواتنا الإناث الى خدرهن وكفاهن رفع أصواتهن أمام الرجال وظهورهن وقد إكتسين حلة الرجال وليعد إخوتنا الى أشغالهم ولنترك الدين والسياسة لأهلهم ولو أني أراهم واحد فلم يفرق بينهما نبينا عليه الصلاة والسلام ولا الخلفاء الراشدين رضوان الله عليهم ولا حتى الخلفاء الأمويين بل والعباسيين
فوالله مانفعنا ديننا وقد فضح محرك قوقل شقاقنا وأظهر نفاقنا
أخيراً لو تكلم أحدنا بمهنة الآخر لأفحمه واستصغره بداعي أنه يتدخل بعمل ليس بعمله

أما الدين فكلنا نفهمه وكلنا مفتين بل ونفهمه على أكمل وجه

فلا حول ولاقوة إلا بالله العلي العظيم