علي أسامة (لشهب أسامة) المدير العام
الجنـسية : البلد : الجزائر الجنـــس : المتصفح : الهواية : عدد المساهمات : 26932 التقييم : 0 تاريخ التسجيل : 24/10/2008 العمر : 31 الموقع : https://readwithus.yoo7.com/ المزاج : nice توقيع المنتدى + دعاء :
| موضوع: ما هو الحج المبرور الأحد 28 أغسطس - 8:27 | |
| ما هو الحج المبرور الحمد لله الكريم المنان والصلاة والسلام على نبينا محمد سيد ولد عدنان وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان وبعد, قال سبحانه { الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ وَلَا جِدَالَ فِي الْحَجِّ وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللَّهُ وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ }[البقرة:197] وقال عليه الصلاة والسلام: " الحجُّ المبرورُ ليس له جَزاءٌ إلاّ الجنةُ ".متفق عليه وعند الأمام أحمد, عن النبيّ صلى الله عليه وسلم: «أنه سُئل أي الأعمال أفضل؟ قال: " إيمان بالله وحده ثم الجهاد ثم حجةٌ بَرَّةٌ تفضل سائر العمل كما بين مطلع الشمس إلى مغربها ". وعن أبا هريرةَ رضيَ اللّهُ عنه قال: سمعتُ النبيَّ صلى الله عليه وسلم يقول «من حجَّ للّهِ فلمَ يَرفُثْ ولم يَفْسُقْ رَجَع كيومِ ولدَتْهُ أمُّه».متفق عليه اعلم وفقك الله لحجة مبرورة, بأن الحج ركنٌ عظيم وثوابه جزيل إن أنت في حجك بَررت ومن المعاصي عُصمت, فعلى من وعى ما تقدم من وحي يتلى أو نقل يروى, الجد في تحقيق الشرط لحصول المشروط. فالشرط أن يكون حجك مبرور , لتنال المشروط وهو غفران الذنوب لدخول جنة الرب الغفور , جعلنا الله وإياكم ووالدينا ومن نحب من أهلها بغير حساب. يقول ابن رجب رحمه الله في كتابه الماتع لطائف المعارف : فمغفرة الذنوب بالحج ودخول الجنة مترتب على كون الحج مبروراً, وإنما يكون مبروراً باجتماع أمرين فيه, أحدهما: الإتيان فيه بأعمال البر. والأخر: إجتناب أفعال الأثم فيه. فالأمر الأول: البر يطلق بمعنيين, أحدهما: بمعنى الإحسان إلى الناس, كما جاء في صحيح مسلم أن النبي عليه الصلاة والسلام, سئل عن البر؟ فقال: " البر حسن الخلق " وكان ابن عمر رضي الله عنه يقول: إن البر شيء هين: وجه طليق وكلام لين. وهذا ما يحتاج إليه في الحج كثيرا. والمعنى الثاني مما يراد بالبر: فعل الطاعات كلها وضده الإثم, وقد فسر الله البر بذلك في قوله: { وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آَمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآَتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ }إلى أخر الآية[البقرة:177]. فتضمنت الآية أن أنواع البر ستة من استكملها فقد استكمل البر: أولها: الإيمان بأصول الإيمان الخمسة. وثانيهما: إيتاء المال المحبوب لذوي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل والسائلين وفي الرقاب. ثالثها: إقام الصلاة. ورابعها: إيتاء الزكاة. وخامسها: الوفاء بالعهد. وسادسها: الصبر على البأساء والضراء وحين البأس. وكلها يحتاج إليها الحاج. و من أعظم أنواع بر الحج كثرة ذكر الله تعالى فيه, وقد أمر الله تعالى بكثرة ذكره في إقامة مناسك الحج مرة بعد أخرى, خصوصاً في حال الإحرام بالتلبية والتكبير, ففي الترمذي وغيره عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " أفضل الحج العج والثج ". وأما الأمر الثاني مما يكمل به بر الحج, إجتناب أفعال الإثم فيه من الرفث والفسوق والمعاصي, قال تعالى { فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ وَلَا جِدَالَ فِي الْحَجِّ وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللَّهُ وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى }[البقرة:197] فما تزود حاج ولا غيره أفضل من زاد التقوى. ومن أعظم ما يجب على الحاج أتقاؤه من الحرام أن يطيب نفقته في الحج وأن لا يجعلها من كسب حرام. وما يجب اجتنابه على المحرم وبه يتم بر حجه أن لا يقصد بحجه رياء ولا سمعه ولا مباهاة ولا فخراً ولا خيلاء ولا يقصد به إلا وجه الله ورضوانه, ويتواضع في حجه ويستكين ويخشع لربه. قال شريح: الحاج قليل والركبان كثير, ما أكثر من يعمل الخير ولكن ما أقل الذين يريدون وجه الله.أهـ مختصراً ويقول ابن حجر رحمه الله : قوله: (باب فضل الحج المبرور) قال ابن خالويه: المبرور المقبول، وقال غيره: الذي لا يخالطه شيء من الإثم، ورجحه النووي، وقال القرطبي: الأقوال التي ذكرت في تفسيره متقاربة المعنى، وهي أنه الحج الذي وفيت أحكامه ووقع موقعا لما طلب من المكلف على الوجه الأكمل والله أعلم.أهـ وقال النووي رحمه الله : الأصح الأشهر أن المبرور هو الذي لا يخالطه إثم مأخوذ من البر وهو الطاعة، وقيل هو المقبول، ومن علامة القبول أن يرجع خيراً مما كان ولا يعاود المعاصي، وقيل هو الذي لا رياء فيه، وقيل الذي لا يعقبه معصية وهما داخلان فيما قبلهما، ومعنى ليس له جزاء إلا الجنة أنه لا يقتصر لصاحبه من الجزاء على تكفيره بعض ذنوبه بل لا بد أن يدخل الجنة والله أعلم.أهـ وقال القرطبي رحمه الله : الحج المبرور هو الذي لم يعص الله سبحانه فيه لا بعده. قال الحسن: الحج المبرور هو أن يرجع صاحبه زاهدا في الدنيا راغبا في الآخرة.أهـ ويقول الشيخ السعدي رحمه الله : والمقصود من الحج : الذل والانكسار لله والتقرب إليه بما أمكن من القربات والتنزه عن مقارفة السيئات فإنه بذلك يكون مبرورا والمبرور ليس له جزاء إلا الجنة وهذه الأشياء وإن كانت ممنوعة في كل مكان وزمان فإنها يتغلظ المنع عنها في الحج.أهـ وقد جاء حديث عن جابر رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم سُئل عن الحج المبرور, قال: " إطعام الطعام وطيب الكلام " وفي رواية " وإفشاء السلام ". قال الحافظ ابن حجر : لأحمد والحاكم من حديث جابر ” قالوا يا رسول الله ما بر الحج قال إطعام الطعام وإفشاء السلام ” وفي إسناده ضعف، فلو ثبت لكان هو المتعين دون غيره.أهـ وهو كما قال الحافظ فهذا الحديث عند الإمام احمد وقد صحح إسناده الحاكم ووافقه الذهبي, وحسنه الشيخ الألباني بمجموع الطريقين وللشيخ الألباني طريق ثالث يشهد لهما وهو عند الطبراني في " الأوسط " كما في سلسلة الأحاديث الصحيحة . ويتعين الأخذ بهذا الحديث في معنى بر الحج, ولكن لا يهمل بأنه عليه الصلاة والسلام وجه السائلين إلى بعض أعمال البر والمطلوب فعل أجناسها وترك أضدادها , لا أن يقتصر عليها ويهمل باقي البر المعروف في الدين , وهذا من قبيل فعله عليه الصلاة والسلام في إجابته عن أفضل الأعمال عند الله فتارة يقول الجهاد وتارة يقول بر الوالدين وتارة يقول الصلاة على وقتها والله تعالى اعلم. ولكن المتدبر لهذا الحديث يجده كلام جامع لما تقدم من كلام الأئمة , وموافق للآية المحذرة من الرفث والفسوق والجدال في الحج , ولا غرو وهو يروى عن من أوتي جوامع الكلم صلى الله عليه وسلم. فالرفث هو الجماع وملاحقته القولية والفعلية , ولا يكون الجماع إلا بالقول به أولا وهذا منافي لطيب الكلام المذكور في الحديث, قال ابن عباس رضي الله عنه : الرفث التعريض بذكر الجماع, وهي العرابة في كلام العرب, وهو أدنى الرفث. وفي معنى الفسوق نقل ابن كثير عن ابن عباس وابن عمر وابن الزبير ومجاهد والسدي وإبراهيم النخعي والحسن: الفسوق ههنا السباب, كما ثبت في الصحيح «سباب المسلم فسوق وقتاله كفر». وقيل الفسوق ههنا هو جميع المعاصي . وأما التحذير من الجدال فهو ظاهر الموافقة للأمر بطيب الكلام , وقد فسر ابن عباس وابن مسعود رضي الله عنهما الجدال: بأن تماري صاحبك حتى تغضبه , وكان يقول ابن عمر: الجدال في الحج السباب والمراء والخصومات . فمن أتى بالطاعات الواجبة والمستحبة ومنها إطعام الطعام وإفشاء السلام, وانتهى عن الإثم وكل ما يغضب الله من أفعال وأقوال ومنها الرفث والفسوق والجدال مع الإخلاص المتعين في كل فعل وترك , فلا يشك بأن حجه مبرور وسعيه مشكور بتوفيق من الله وبعد إذنه وهو اعلم واحكم سبحانه. والله أسال بأن يوفقنا لحجة مبرورة , وتوبة نصوحة , وثبات في الأمر , وخاتمة حسنة أنه ولي ذلك والقادر عليه , وصلي اللهم على نبينا محمد وعلى آله وصحابته ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين والحمد لله رب العالمين. جمعه اخوكم ابو طارق علي النهدي | |
|