[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]أكد علماء من جامعة
اريزونا ستيت مؤخراً عثورهم على الامونيا في نيزك وجد في القارة المتجمدة
الجنوبية, وهي مادة ضرورية لتكوين الجزيئات البيولوجية المكونة لاجسام
الكائنات الحية مثل الحموض الامينية. وقد يبدو هذا الاعلان مثيراً بخاصة
وانه يصعب تفسير مصدر الامونيا على الارض في نشأتها الاولى. وبالتالي فإن
من يقولون بالمصدر الفضائي للحياة على الارض يجدون في الاعلان هذا دعماً
قوياً لنظريتهم.
ومن المعروف أن الحموض الامينية هي المكون الاساسي
للبروتينات والتي تمثل بدورها اساس بناء الجسم, فالعضلات مكونة من
البروتينات, والهيموغلوبين الذي ينقل الاكسجين عبر الجسم يتكون من بروتين,
وكذلك الحال مع الانزيمات والاجسام المضادة والكثير من انواع الهرمونات.
اذا
اراد الكيميائي تصنيع الحموض الامينية في المختبر, فسيبدأ من الماء
والامونيا وثاني اكسيد الكربون, لكن يكون من الاسهل وللأسرع بالنسبة له
البدء بمركبات مثل فورمالدهيد وميثانول وفورماميد, وهي مركبات تتوفر في
المختبرات الكيميائية عادة, لكن المختبرات الكيميائية ليست المكان الوحيد
الذي توجد فيه هذه المركبات.
فمنذ وقت طويل اثبتت دراسات الفلكيين وجود
مركبات اكثر تعقيداً من الامونيا في غيوم الغازات والغبار في الفضاء والتي
نشأت منها النجوم والكواكب. لذا, اذا اردت البحث في نشأة الحياة على الارض,
فلماذا تبدأ بمركبات بسيطة؟ وتبعاً لما يقوله العلماء فإن جميع المركبات
المستخدمة روتينياً في المختبر لتصنيع الحموض الامينية توجد في الفضاء,
فغيوم الغازات والغبار الفضائية والتي تسمى الغيوم الجزيئية تمثل بالفعل
مختبرات كيميائية متكاملة, وتتفاعل فيها باستمرار المركبات الكيميائية
المختلفة, وهذا يعني ان لا مبرر للاثارة بتأكيد وجود الامونيا في الفضاء,
وانما علينا ان نشعر بهذه الاثارة حول حقيقة ان الجزيئات التي نشأت منها
الحياة على الارض جاءت حقيقة من الفضاء.
ويقول العلماء ان هذه الجزيئات
حتى المعقدة منها مثل الحموض الامينية, جاءت الى الارض بوساطة المذنبات,
كما تقترح العديد من الأدلة الاخرى أن جميع الماء على سطح الارض وصل الى
الارض بالطريقة نفسها وعلى صورة جليد مصدره الجزء الخارجي من مجموعتنا
الشمسية.
ويقول العلماء انه يمكن القول أن مجرتنا تمثل مستودعاً عملاقاً
لكل المكونات اللازمة لنشأة الحياة وكل ما يحتاجه الامر وجود كوكب ملائم
مثل الارض تتفاعل هذه المكونات معاً عليه.
وهكذا, يمكن القول أن الاعلان
عن اكتشاف الامونيا في نيزك القارة المتجمدة الجنوبية لا يخبرنا بشيء لا
نعرفه عن نشأة الحياة على الارض, لكنه يذكّرنا بأن الحياة هذه لم تنشأ من
مكونات بسيطة مثل الماء والامونيا, وهو ما يفسر سبب ظهور الحياة على الارض
سريعاً بعد أن بردت.