الحمد لله المتفرد بإسمه
الأسمى ، المختص في الملك الأعز الأحمى ، الذي ليس من دون منتهى و لا
وراءه مرمى، الظاهر تخيلا لا عدمى ، الباطن تقدسا لا وهما ، وسع كل شيء
رحمة وعلما ، و أصبغ على أوليائه نعما عمى ، فأزكاهم محتدا و منمى ، ، و
حشاه عيبا وصمى ، وبعت فيهم رسولا من أنفسهم عربا وعجما ، و أشده بهم رأفة و
رحما ، و من كان في هذه أعمى فهو في الأخرة أعمى ، صلى الله عليه و سلم
صلاة تنمو و تنمى.
لكل مجتهد نصيب::بقلمي
إخواني و أخواتي الكرام
من جد وجد ومن زرع حصد
ما
أحلى هذه العبارة ، عبارة مليئة بالأحكام ، تنقل من الأوهام إلى تحقيق
الأحلام ، تنفي الأوهام ، و ترفع الأعلام ، عبارة إذا سمعتها ملكك الإجتهاد
من أجل الإرتقاء إلى البيداء .
فاليوم إذا سلطنا الأضواء على هذه العبارة ، نجد أنها تبلغ رسالة مهمة إلى التلميذ
إذ
يجب عليه العمل و الجهد و السهر طيلة السنة ، و يجب عليه أن يتحلى بالصبر و
الشجاعة مدركا أن العام سوف يمضي ، و ماهو بعام إذ هو إلا أيام معدودات ،
فمن
التلاميد من يستغل هذه القولة ، و يبدأ سنته الدراسية بشجاعة و جهد و تحمل
و صبر مدركا أن الله لن يضيعه و ما إن ينقضى العام و يضطلع على النتائج
إلا و ينسى السهر و الثعب .
و من التلاميذ من يهمل هذه القولة و لا يعمل
بها و يستنكرها ، فيظل طول السنة يلعب و يلهو إلا أن ينقضي العام ، و تجده
راسبا ، نادما ، متدللا ، قائل في نفسه يا حصرتاه على ما ضيعت في الأيام
الماضية .
فيا
أرباب الكتب و أيها التلاميذ و الطلبة لا تهملوا و لا تستنكروا بها ،
فالسنة سوى أيام قليلة تمر كلمح البصر ،إجتهدوا و اسهروا و أعملوا فإن
العمل يرفع و تذكروا كلمة الله عز وجل ( إن الله لا يضيع أجر المحسنين ) .
و تذكروا (( أن نجاح الانسان مرهون بعطائه وجهده واصراره في الحياة))