باب السبب وباء العوض
"(لن يدخل أحدكم الجنة بعمله، قالوا: ولا أنت يا رسول الله؟ قال: ولا أنا إلا أن يتغمدني الله برحمة منه وفضل) "
قال
الجبرية هذا يدل على أن أفعال العباد، لا اعتبار لها، وأن الله تعالى، لا
يعتد بأفعال العباد، قول النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح: ووجه
الدلالة: قالوا الباء في قوله: (لا يدخل أحدكم الجنة بعمله) باء السبب
والتقدير: لن يدخل أحدكم الجنة بسبب عمله، فالله تعالى ما اعتبر العمل
شيئا، ولم يعتبره سببا، وإنما دخول الجنة بفضل الله، فدل على أن
العباد ليس لهم أفعال؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم نفى دخول الجنة
بالعمل، وإنما دخول الجنة بالفضل والرحمة، ما دل على أن الأفعال ليست
أفعالا لهم، واضح هذا؟ .
أما القدرية والمعتزلة، الذين يقولون: العباد خالقون لأفعالهم، والله تعالى لا يقدر عليها، استدلوا بقول الله تعالى: {فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ (14)} قالوا: الآية دليل على أن هناك خالقين مع الله، إلا أن الله أحسنهم وأجودهم خلقا، فقال: {فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ (14)} يعني
أجود الخالقين وأحسنهم، فدل على أن العباد خالقين مع الله، أن العباد
خالقون مع الله إلا أن الله أحسن خلقا وأجود، فدل على أن العباد خالقون
لأفعالهم.
وقالوا: مما يدل على أن العباد هم الذين خلقوا أفعالهم قول الله تعالى: {ادْخُلُوا الْجَنَّةَ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (32)} قالوا: الباء باء العوض، والمعنى ادخلوا الجنة عوضا عن عملكم، فدل على أن الأعمال عوض؛ لأن العباد خلقوها وأوجدوها باختيارهم، فوجب على الله أن يعوضهم عنها الثواب، كما يعوض الأجير أجرته.
-------------------------------------------
[center][center][center][center]لغـة حباها الله حرفاً خــــالداً :::: فتضوعت عبقاً على الأكوان
وتلألأت بالضاد تشمخ عزةً :::: وتسيل شهداً في فم الأزمــــان
فاحذر أخي العربي من غدر المدى ::::واغرس بذور الضاد في الوجدان
ولئـن نطقت أيـاً شقيقي فلتقـل :::: خيـر اللغات فصاحة القرآن
تحياتى
أموت ويبقى كل ما كتبته ذكـرى فياليت ... كل من قرأ كلماتي ... دعالـي....
[/center]