1- الإشعاع الشمسي:
وهو
أهم العوامل المؤثرة في التبخر على الإطلاق، فقد أثبتت التجارب التي أجريت
حتى الآن أن الدور الذي يقوم به يفوق كثيرًا الدور الذي يقوم به أي عامل
آخر منفرد. وقد تبين من هذه التجارب وجود علاقة طردية واضحة بين قوة
الإشعاع الشمسي والتبخر.
2- درجة الحرارة:
فهي
التي تحدد درجة حرارة السطح الذي يحدث منه التبخر، وحرارة هذا السطح هي
التي تحدد بدورها سرعة انطلاق الجزيئات منه إلى الجو. وكما هي الحال
بالنسبة للإشعاع الشمسي فإن العلاقة بين درجة الحرارة والتبخر علاقة طردية
واضحة. ولدرجة الحرارة فضلًا عن ذلك تأثير آخر غير مباشر يحدث عن طريق
تأثيرها على الرطوبة النسبية للهواء، وهذه الرطوبة لها بدورها تأثير قوي
على التبخر، كما يتضح من الفقرة التالية.
3- الرطوبة النسبية للهواء:
فالتبخر
يحدث طالما أن الهواء لم يصل إلى درجة التشبع، وتتوقف سرعة التبخر على
مقدار الفرق بين الرطوبة النسبية الفعلية للهواء وبين رطوبته النسبية عندما
يصبح مشبعًا تمامًا وهي100%. فالهواء الذي رطوبته النسبية 30% مثلًا يكون
أكثر ملاءمة لنشاط التبخر من الهواء الذي رطوبته النسبية40%، ويتناقص نشاط
التبخر كلما اقتربت الرطوبة النسبية من حدها الأقصى وهو 100%، وعندئذ يتوقف
التبخر تمامًا، ومن المعروف أن انخفاض درجة حرارة الهواء يؤدي إلى زيادة
رطوبته النسبية بينما يؤدي ارتفاعها إلى نقص هذه الرطوبة، وهذا يفسر لنا
أحد الأسباب المهمة لتناقص التبخر نتيجة لانخفاض درجة الحرارة، وتزايده
نتيجة لارتفاعها.
4- الرياح:
ويرجع
تأثيرها إلى أنها قد تزيح من فوق السطح المائي طبقة الهواء التي تكون
رطوبتها النسبية مرتفعة بسبب ما اكتسبته من بخار الماء وتأتي بدلًا منها
بهواء أكثر جفافًا من اليابس المجاور مما يؤدي إلى زيادة نشاط التبخر.
وكلما زادت سرعة الرياح كان تأثيرها أكبر، وخصوصًا إذا كانت مساحة السطح
المائي صغيرة نسبيًّا. ومن الطبيعي أن سكون الهواء فوق السطح المائي يتبعه
تزايد تدريجي في رطوبته النسبية ويتبعه بالتالي تناقص تدريجي في نشاط
التبخر.
5- الضغط الجوى:
فمن
البديهي أن ارتفاع الضغط الجوي يعطل إلى حد ما سرعة انطلاق الجزيئات من
الماء أو التربة إلى الجو، بينما يساعد انخفاضه على زيادة هذه السرعة،
وبالتالي على زيادة نشاط التبخر، وبالإضافة إلى ذلك فإن الضغط الجوي له
كذلك آثار غير مباشرة على التبخر، فهو مثلًا يؤدي إلى ضعف الرياح أو قوتها،
وهذا يؤثر بدوره على نشاط التبخر. والواقع أن الآثار غير المباشرة للضغط
الجوي أهم بكثير من آثاره المباشرة.