أنواع
التوحيد : فالتوحيد ثلاثة أنواع: الأول: توحيد الربوبية ومعناه:
إفراد الله تعالى بأفعاله كالخلق والرزق والإحياء والإماتة والضر والنفع
وغير ذلك من أفعال الله سبحانه وتعالى فيعتقد المسلم أن الله لا شريك له
في ربوبيته. والنوع الثاني: توحيد الألوهية: وهو إفراد الله تعالى
بأنواع العبادة التي شرعها من الصلاة والصيام والحج والزكاة والدعاء
والنذر والنحر والرغبة والرجاء والخوف والخشية إلى آخر أنواع العبادة،
فإفراد الله تعالى بها يسمى بتوحيد الألوهية، وهذا النوع هو المطلوب من
الخلق. أما النوع الأول وهو توحيد الربوبية فالخلق مقرون به حتى
المشركون الذين بعث إليهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مقرون بتوحيد
الربوبية ، كما في قوله تعالى: { وَلَئِن سَأَلْتَهُم مَّنْ
خَلَقَهُمْ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ } [سورة الزخرف: آية 87] {
قُلْ مَن رَّبُّ السَّمَاوَاتِ السَّبْعِ وَرَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ
سَيَقُولُونَ لِلَّهِ } [سورة المؤمنون: آية 86، 87] إلى غير ذلك
من الآيات التي تدل على أن المشركين مقرون بتوحيد الربوبية، ولكن المطلوب
منهم هو إفراد الله بالعبادة إذا أقروا له بتوحيد الربوبية وجب عليهم أن
يقروا له بتوحيد العبادة، والرسل إنما دعوا إلى توحيد العبادة ، كما في
قوله تعالى: { وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولًا أَنِ
اعْبُدُواْ اللَّهَ وَاجْتَنِبُواْ الطَّاغُوتَ } [سورة النحل: آية
36] فكل رسول يدعو إلى توحيد العبادة. أما توحيد الربوبية فهذا موجود
في الفطر ولكنه لا يكفي. والنوع الثالث: توحيد الأسماء والصفات:
وذلك بأن يثبت لله عز وجل ما أثبته لنفسه وما أثبته له رسوله - صلى الله
عليه وسلم - عز وجل - من الأسماء والصفات، وننفي عنه ما نفاه عن نفسه وما
نفاه عنه رسوله - صلى الله عليه وسلم - من النقائص والعيوب .