كيف
نعرف ماذا حدث ذات مرة، في الماضي السحيق؟ إحدى الطرق هي أن نفحص ما الذي
يحدث اليوم. الباحثون، علماء الجيولوجيا، متمسكون بالمبدأ القائل "الحاضر هو المفتاح للماضي".
معنى ذلك أنه بناء على الحقائق الموجودة اليوم أمامنا يمكننا أن نتعرف على
ما كان في الماضي وأن نسترجع التاريخ الجيولوجي. الخلفية التي تكمن خلف هذ
الفرضية هي أن العمليات التي تكوّن المواد حاليا مماثلة للعمليات التي
أنتجت الموادّ في الملضي. على سبيل المثال إذا شخصنا منطقة مع صخور بازلتية
يمكننا أن نستخلص من ذلك انه في الماضي كانت في المنطقة نشاطات بركانية.
مثال إضافي – إذا شخصنا صخرة جيرية مع متحجرات نستطيع أن نستنتج من ذلك أن
هذه المنطقة كانت في الماضي مكسوة بمياه بحر ضحلة وبسبب عملية ارتفاع
انكشفت المنطقة وأصبحت يابسة.
مدة العصر الجيولوجي طويلة بحيث يصعب
علينا ادراكها فهي تقاس بملايين أو بملياردات السنوات. هنلك تقسيم مألوف
وثابت للعصور الجيولوجية والذي يعتمد على أحداث بارزة بشكل خاصّ مثل تجعدات
مهمة، تكون سلاسل جبال، انقراضات كبيرة للحيوانات (مثل الانقراض الكبير
الذي أنهى وجود الديناصورات من العالم) وما شابة. يقسّم التاريخ الجيولوجي
للكرة الأرضية إلى 4 عصور رئيسية والتي تحددت بحسب تطور الحيوانات:
حقبة ما قبل الكامبري- الحقبة الأقدم قبل تكون الحيوانات (بدأ قبل 4.6 مليار سنة واستمرّ حوالي 4000 مليون سنة).
حقبة الباليوزي- الحقبة التي كانت فيها الكائنات أحادية الخلية القديمة (بدأ قبل 5760 مليون سنة واستمرّ 320 مليون سنة).
الحقبة الوسطى أو حقبة الميزوزوي– الحقبة التي كانت فيها حشرات وزواحف كبيرة مثل الديناصورات (بدأ قبل 250 مليون سنة واستمر 185 مليون سنة).
حقبة السينوزوي أو حقبة الحياة الحديثة – الحقبة التي بدأت تتكون فيها التدييات (بدأ قبل 65 مليون سنة وهو ما زال مستمرا حتى يومنا هذا).