إنَّ الحمد لله نحمدهُ ونستعينهُ ونستغفرهُ ونعــوذُ باللهِ من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا
من يهدهِ اللهُ فلا مضلَّ له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له
وأشهد أنَّ محمداً عبده ورسوله ...
أما بـــــــــعد:
السلام عليكم ورحمة الله
<h2 style="text-align: center;">كل ما تريده لن يكون في ساعة واحدة</h2>
أ. محمد بن سعد الفصّام
كل ما تريده لن يكون في ساعة واحدة
ليس
لديك عصا موسى، ولا مُلك سليمان، ليُسخر لك كل ما تريد، وينقل كل ما تريد،
والأمور تؤخذ بالأناة، ومن صبَر ظفِر، وقد يكون مع المستعجل الزَّلل.
خلقَ ربُّك السموات السبع في ستة أيام؛ لتعلَمَ الصبرَ ولتعمل بالصبر، ولو شاء سبحانه لقال لها: كوني، فكانت في لحظة واحدة.
يريد
الإنسان في هذه الحياة أن تتحقق أمنياته وسعادته في لحظة واحدة، يريد أن
يكون غنيًّا في شهرين أو سنتين، يريد أن يتماثل للشِّفاء في لحظات، يريد
أن ينجز جميع مهامِّه في يومين، وهذا قد يتسبَّب في زيادة الضَّرر والألَم
والإحباط أكثرَ مما قد يكون مُبلجًا لصبح التفاؤل ﴿ أَمْ لِلْإِنْسَانِ مَا تَمَنَّى ﴾ [النجم: 24].
انظر للساعة
الرَّملية فيها الآلاف من الذرات الصغيرة في الجزء الأعلى، ولكي نحسب بها
الوقت لا بد أن ننتظر حتى تتحول تلك الذرات إلى الجزء الأسفل عبر بوابة
ضيقة جدًّا في المنتصف تشبه الخصر، لا تسمح إلا لذرة واحدة بالعبور، فإذا
ما أردنا أن نحوِّل تلك الرمال بسرعةٍ علينا أن نكسر تلك الساعة الزجاجية
لتصبح بلا فائدةٍ منها بعد ذلك، وهكذا حياتنا فأمامنا عملٌ وإنجازات،
وأمنيات وطلبات، ودراسات، ومشكلات تحتاج إلى حلٍّ، فلا بدَّ أن نأخذَها
مثل الساعة الرَّملية حبَّة حبة حتى ننتهي، فننجزها واحدة بعد أخرى، دون
قلق أو عصبية، ومن سار على الدرب لا بد أن يصل.
(في حال النقل من المادة، نأمل الإشارة إلى كتاب "ولكن سعداء.." للكاتب أ. محمد بن سعد الفصّام، والمتوفّر في مؤسسة الجريسي للتوزيع).