كشف علماء فرنسيون النقاب عن دراسة جديدة حول الاحتباس
الحراري ، مؤكدين فيها أن هدف الأمم المتحدة بخفض درجات حرارة الأرض درجتين
مئويتين ، يعد سيناريو متفائلا جدا ، خصوصا أن درجات حرارة الأرض سترتفع
إلى مستويات أكثر من المتوقع .
والدراسة التي أجرتها خمسة معاهد علمية ستسلم إلى لجنة
الأمم المتحدة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ IPCC ، للنظر في
الأخذ بمحتوياته في المرة المقبلة ، التي يناقشون فيها التغير المناخي
وتأثيراته . وستنشر الدراسة ، وهي الخامسة في هذه السلسلة ، بثلاثة مجلدات ،
أولها في أيلول سبتمبر العام 2013 ، وآذار مارس 2014 وأيار مايو 2014.
وقال
الفريق الفرنسي إنه بحلول العام 2100 ، ستزداد درجات حرارة الأرض بنحو 2-5
درجات مئوية ، قياسا بمستوياتها في العصر ما قبل الصناعة . وأشار العلماء
إلى أن أكثر السيناريوهات تشاؤما صدرت إلى الآن ، هو أن ترتفع درجات
الحرارة بين 3.5 و5 درجات مئوية .
ولتخفيض درجات الحرارة درجتين
مئويتين ، وهو سيناريو متفائل ، لن يتحقق إلا بتطبيق سياسات مناخية لتقليل
انبعاثات الغازات الفيئة . وفي التقرير الرابع التقييمي الذي نشرته لجنة
حكومة للأمم المتحدة للتغير المناخي في العام 2007 ، تبين أن درجات حرارة
الأرض ارتفعت بالفعل في القرن العشرين بنحو 0.74 درجة مئوية .
وتوقع
التقرير أن ترتفع درجة حرارة الأرض في القرن 21 بنحو 1.1 – 6.4 درجة مئوية
، والتي من المحتمل أن تكون في الواقع بين 1.8 – 4 درجات مئوية . وتستمد
التقديرات الفرنسية حساباتها من نماذج حاسوبية مختلفة تعطي بيانات حول
أربعة سيناريوهات على أساس مستويات ثنائي أكسيد الكربون CO2 في الغلاف
الجوي المسبب الرئيسي للاحتباس الحراري .
وتختلف حسابات هذه الدراسة
عن غيرها ، لأنها تأخذ بعين الاعتبار انعكاس السحب وامتصاص CO2 من قبل
المحيطات وغيرها من العوامل التي يمكن أن تحرف المعادلة . وكانت البلدان
المجتمعة في مؤتمر الاحتباس الحراري في كانكون ، المكسيك في كانون الأول
ديسمبر 2010 ، في إطار اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ
UNFCCC ، قد ناقشت أن الحد الأعلى لارتفاع درجات الحرارة فوق مستويات عصور
ما قبل الصناعة لن تتجاوز الدرجتين المئويتين .
وتعهدت هذه البلدان
النظر في تخفيض درجة حرارة لأرض بحنو 1.5 درجة مئوية في حال تم الإثبات
علميا أن الأرض في خطر . وتعد الدول الفقيرة والواقعة ضمن الجزر أكثر الدول
المعرضة للخطورة ، بسبب ارتفاع درجات حرارة الأرض .
وعلى مر
الأعوام أثبت العلماء أن ارتفاع درجات حرارة الأرض أمر واقع ، لا يمكن
إنكاره وخصوصا مع وجود عوامل ، تؤكد هذه الفرضية منها؛ ارتفاع درجات
الحرارة على اليابسة ، ارتفاع درجات الحرارة فوق المحيطات ، ارتفاع محتوى
حرارة المحيطات ، ارتفاع حرارة الهواء قرب السطح ، الحرارة في طبقة
التروبوسفير ، حيث يتكون مناخ الأرض ، ارتفاع الرطوبة ، ارتفاع الحرارة على
أسطح مياه البحار ، ارتفاع مناسيب مياه البحار ، تراجع جليد البحار ،
انحسار الغطاء الجليدي ، انكماش الأنهار الجليدية .
ومن دون الحاجة
للخوض في سبب حدوث الظاهرة ، فإن كل عقد مر على كوكب الأرض منذ الثمانينيات
، كان أكثر حرارة مما سبقه ، كما أن لجنة حكومة للأمم المتحدة للتغير
المناخي في العام 2007 قالت إنها متأكدة بنسبة 90 في المائة من أن التغير
المناخي أمر واقع ، وأن النشاط الإنساني يسهم في الظاهرة .
وكانت
دراسات أخرى قد أشارت إلى أن الاستمرار في استخدام الطاقة بالطريقة
المعتادة ستؤدي إلى ارتفاع متوسط حرارة الأرض 4 درجات مئوية عن متوسط ما
كانت عليه في عصر ما قبل الصناعة ، وقد يحدث ذلك بحلول العام 2060 ، وهو ما
يخالف الهدف البيئي في ابقاء متوسط الزيادة في معدل درجتين فقط أعلى من
أوقات ما قبل الصناعة .
وارتفاع درجات الحرارة سيتسبب في كوارث
بيئية تهدد الحياة البشرية ، إذ سيؤدي إلى الجفاف المكثف المتكرر في بعض
الأماكن في العالم ، وفي حدوث الفيضانات على السواحل ، بسبب ارتفاع مستوى
البحر ، وتغيير أنواع المحاصيل التي يمكنها تحمل الحرارة بشكل جذري في
الأراضي التي ستظل صالحة للزراعة .