منتديات اقرأ معنـا
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


قال نبينا محمد صلى الله عليه وسلم :{إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاثة: صدقة جارية أو علم ينتفع به أو ولد صالح يدعوا له}
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخولتسجيل دخول الاعضاء
بسم الله الرحمن الرحيم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته , المنتدى تابع لشركة احلى منتدى والخدمة والصيانة مدى الحياة , وأعضاؤنا قدموا 33879 مساهمة في هذا المنتدى وهذا المنتدى يتوفر على 8838 عُضو , للإستفسار يرجى التواصل معي عن طريق إرسال رسالة شخصية .. ولكم فائق تحياتي وتقديري , المدير العام : علي أسامة (لشهب أسامة)
Cool Yellow
Outer Glow Pointer

 

  أخلاقيات فَتْح مَكَّةَ..

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
علي أسامة (لشهب أسامة)
المدير العام
المدير العام
علي أسامة (لشهب أسامة)


الأوسمة وسام العضو المميز
 أخلاقيات فَتْح مَكَّةَ.. 41627710
الجنـسية : gzaery
البلد : الجزائر
الجنـــس : ذكر
المتصفح : fmfire
الهواية : sports
عدد المساهمات : 26932
التقييم : 0
تاريخ التسجيل : 24/10/2008
العمر : 31
الموقع : https://readwithus.yoo7.com/
المزاج : nice
توقيع المنتدى + دعاء : توقيع المنتدى + دعاء

 أخلاقيات فَتْح مَكَّةَ.. Empty
مُساهمةموضوع: أخلاقيات فَتْح مَكَّةَ..    أخلاقيات فَتْح مَكَّةَ.. I_icon_minitimeالسبت 7 أغسطس - 11:48

"فقد
برهن [محمد ] في انتصاره النهائي، على عظمة نفسية؛ قلَّ أن يوجد لها مثال
في التاريخ؛ إذ أمر جنوده أن يعفوا عن الضعفاء والمسنين والأطفال والنساء،
وحذرهم أن يهدموا البيوت، أو يسلبوا التجار، أو أن يقطعوا الأشجار
المثمرة، وأمرهم ألا يجردوا السيوف إلا في حال الضرورة القاهرة، بل رأيناه
يؤنب بعض قواده ويصلح أخطاءهم إصلاحاً مادياً ويقول لهم: إن نفساً واحدة
خير من أكثر الفتوح ثراء ! " [انظر: بشرى زخاري ميخائيل : محمد رسول الله
هكذا بشرت به الأناجيل، ص50].

إن أخلاقيات العفو العام، هي
أخلاقيات تمخضت عن نفوس أُشربت الربانية، وشربت من كأس التربية ثمالتها،
وإن أمثال هؤلاء ممن تربوا على التراحم فيما بينهم والتآخي والتغافر،
لخليق بهم أن يحملوا راية التمكين في الأرض، فما أعظم هذه النفوس التي
ذاقت ويلات التعذيب في رمضاء مكة، حتى إذا أمكنهم الله من رقاب أعداءهم،
أَعطوا العفو، وجنَّبوا القود، فمسألة التمكين عند هؤلاء الإسلاميين ليست
حكاية تصفية حسابات، وليست حكاية غرس أعواد المشانق لمن شنقوهم، فشنقًا
بشنق وتنكيلاً بتنكيل، وليست قضيتهم قضية مطالَبات وتِرات، وثارات
ودِيَّات، بل يعتبرون الإيذاء ضريبة التمكين، ووسام على صدور المؤمنين..
فهؤلاء الإسلاميون لا يحملون بين جنباتهم جذوة الثأر، إنما يحملون
بميامنهم شعلة القرآن، وبميامنهم الآخرى شعلة السُنة، وبين ذلك يحملون
قلبًا خالصًا للرب، صادقًا في الغاية.

إنتماء القائد لأنصاره:
ويكأن
الناظر ظن، أن رسول الله ضن بأهله المكيين، فأصدر عفوه، وأمنَّ عدوه،
فقال: " مَنْ دَخَلَ دَارَ أَبِي سُفْيَانَ فَهُوَ آمِنٌ، وَمَنْ أَلْقَى
السِّلَاحَ فَهُوَ آمِنٌ، وَمَنْ أَغْلَقَ بَابَهُ فَهُوَ آمِنٌ " [مسلم :
(3332)].
فقال بعض الأنصار : أَمَّا الرَّجُلُ [ يقصدون النبي صلى الله
عليه وسلم ] فَقَدْ أَخَذَتْهُ رَأْفَةٌ بِعَشِيرَتِهِ وَرَغْبَةٌ فِي
قَرْيَتِهِ !
فنبَّأه العليمُ الخبير ..
فجمع رسول الله – صلى الله عليه وسلم – الأنصار ، وقال :
"قُلْتُمْ
أَمَّا الرَّجُلُ فَقَدْ أَخَذَتْهُ رَأْفَةٌ بِعَشِيرَتِهِ وَرَغْبَةٌ
فِي قَرْيَتِهِ، أَلَا فَمَا اسْمِي إِذًا ! ؟ أَلا فَمَا اسْمِي إِذًا !
؟ أَلَا فَمَا اسْمِي إِذًا ! ؟ أَنَا مُحَمَّدٌ عَبْدُ اللَّهِ
وَرَسُولِهِ ،هَاجَرْتُ إِلَى اللَّهِ وَإِلَيْكُمْ، فَالْمَحْيَا
مَحْيَاكُمْ وَالْمَمَاتُ مَمَاتُكُمْ !! "
فبكوا، وأرسلوا عبرات الحب، وزفرات الضن بقائدهم، قائلين :
" وَاللَّهِ مَا قُلْنَا إِلا ضِنًّا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ! " ..
وتفَّهمَ القائد هذه المشاعر النبيلة، وكأنه لامس مشاعرهم الصادقة في سيوداء قلوبهم ، فقال :
"فَإِنَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ يُصَدِّقَانِكُمْ وَيَعْذِرَانِكُمْ" [مسلم : (3332)].

يا صاحب الفتح ! صلى الله عليك !
لقد
قيض الله لك أنصارًا لا يطمعون في شيء بين الخافقين إلا في رضاك عنهم
وقربك منهم . ولا يبغون لعاعة من الدنيا، إنما يأملون أن يعودا إلى ديارهم
في المدينة المنورة - وقد رجعوا بك في رحالهم .

يوم بِرٍ ووفاء
وجاء
علي بن أبي طالب، يطلب من رسول الله – صلى الله عليه وسلم – أن يجمع له
شرف الحجابة مع السقاية، وقد كان مفتاح الكعبة مع عثمان بن طلحة، وقد طلب
النبي منه تسليم المفتاح ليصلي في جوف الكعبة، ثم رده إليه قائلاً :
" هَاكَ مِفْتَاحَك يَا عُثْمَانُ ، الْيَوْمُ يَوْمُ بِرّ وَوَفَاءٍ " [ ابن هشام 2/412]
ولم يكن يوم ظلم وعدوان. أو مكر وخُتل.
وقد
كان في استطاعة الرسول – صلى الله عليه وسلم – أن يضع مفتاح الكعبة في بني
هاشم أو في يد زعيم من زعماء الصحابة . فقد كان إعلاء قيم البر الوفاء
أولى من الاستئثار بمفتاح الكعبة، ولم يكن من شيم الفاتحين الإسلاميين سلب
الأملاك وكرائم الأموال ونفائس الآثار؛ إن ذلك من شأن الإنقلابيين
الفاسدين الذي إذا وصلوا إلى سُدة الحُكم – جَبريةً - ، أكلوا كل شيء
عنوة، قصور ومجوهرات، ومال وعقارات- كما فعل أصحاب الثورات النكدة
السوداء، حيث يتحول فريق الإنقلاب من أبطال كفاح ونضال، إلى لصوص كبار،
ومعربدين فجار، وخونة غَّدار، فلا يتركون صادحًا ولا باغمًا، ولاخفًا ولا
حافرًا، ولا شيئًا مما تنبت الأرض من قثائها وفومها وعدسها وبصلها إلا
أتوْ عليه، حتى لعاعة الفقير اللابط بالأرض، الذي يبيت طاويًا، لا يجد
أكسار بقرة .. يشتهي ظِلفَا يمسك رمقه، أو عرقوبًا يُطفىء لوعته، ولا يجده
.
***
هذه دروس في أخلاقيات الفتح؛ تشي بأحقية الناشيء الصابر في
الظفر والتمكين والسؤدد، فأقرب الدعاة إلى التمكين أحاسنهم أخلاقًا، وأحق
الدعوات بالنجاح أكارمها أخلاقًا، وكذلك الحال في الجماعات والدول
والحضارات، فالأخلاق عماد الحضارات، وكم من حضارة زالت بشؤم ظالم فاسد،
وعربيد خليع، ومرقص لعوب !
وكم من أناس عاشوا يزفون الفتوحات إلى
الأمة، ولم يغنموا من غنائم النصر عقال بعير، أو سلاح غفير، فقضوا نحبهم
دون أن تتمرغ أجسامهم في ريش النصر وفراش النعيم والوثير؛ وكانت القبور
مساكنهم . فلهم ثواب الله . فأنعم به وأكرم من ثواب !
وآخرون قطفوا
ثمرة الفتح سهلة، وقد تعبَ وجاهدَ في سبيلها غيرهم، ونسوا حظًا من تعاليم
الإسلام، وطال عليهم الأمد، وقست قلوبهم، وتلَّهوا بالنساء والبنين والمال
والأنعام والحرث، وشغلتهم أموالهم وأهلوهم عن منهج الله، واستوردوا دساتير
اليهود والنصارى، واتَّبعوهم في ثقافاتهم حذو القذة بالقذة، وتصعلكوا
لأعداء الأمة، وجلبوا للمسلمين كل مَضَرَّة ومَعَرَّة .. وأوليئك هم
الرُّقعاء السفهاء، الذين أضاعوا المجد، وباعوا العِرض، وهم لصوص الأمة،
وإن اعتلوا ذُؤابة منبر المجد، الذي بناه الفاتحون الصادقون.
فعسى الله أن يأتي بفتح جديد، وفاتح مجيد، فيعود المجد التليد !

نقلاً عن موقع رسالة الإسلام
الاثنين 15 رمضان 1429 الموافق 15 سبتمبر 2008

___________________
** عضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، والمشرف العام على موقع نبي الرحمة، ومستشار لموقع إسلام أون لاين في النطاق الشرعي
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://readwithus.yoo7.com
 
أخلاقيات فَتْح مَكَّةَ..
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» *** "أخلاقيات السياحة " ***
»  أخلاقيات مهنة التدريس
»  أخلاقيات المثقف ... بين الخصوصية والعمومية

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات اقرأ معنـا :: ˆ~¤®§][©][ منتدى الإسلام و الســـنة ][©][§®¤~ˆ :: السيرة النبوية والحديث-
انتقل الى: