منتديات اقرأ معنـا
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


قال نبينا محمد صلى الله عليه وسلم :{إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاثة: صدقة جارية أو علم ينتفع به أو ولد صالح يدعوا له}
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخولتسجيل دخول الاعضاء
بسم الله الرحمن الرحيم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته , المنتدى تابع لشركة احلى منتدى والخدمة والصيانة مدى الحياة , وأعضاؤنا قدموا 33879 مساهمة في هذا المنتدى وهذا المنتدى يتوفر على 8838 عُضو , للإستفسار يرجى التواصل معي عن طريق إرسال رسالة شخصية .. ولكم فائق تحياتي وتقديري , المدير العام : علي أسامة (لشهب أسامة)
Cool Yellow
Outer Glow Pointer

 

  أخلاقيات المثقف ... بين الخصوصية والعمومية

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
علي أسامة (لشهب أسامة)
المدير العام
المدير العام
علي أسامة (لشهب أسامة)


الأوسمة وسام العضو المميز
 أخلاقيات المثقف ... بين الخصوصية والعمومية 41627710
الجنـسية : gzaery
البلد : الجزائر
الجنـــس : ذكر
المتصفح : fmfire
الهواية : sports
عدد المساهمات : 26932
التقييم : 0
تاريخ التسجيل : 24/10/2008
العمر : 31
الموقع : https://readwithus.yoo7.com/
المزاج : nice
توقيع المنتدى + دعاء : توقيع المنتدى + دعاء

 أخلاقيات المثقف ... بين الخصوصية والعمومية Empty
مُساهمةموضوع: أخلاقيات المثقف ... بين الخصوصية والعمومية    أخلاقيات المثقف ... بين الخصوصية والعمومية I_icon_minitimeالثلاثاء 14 فبراير - 17:23

العمل
الثقافي والاجتماعي اما ان يكون مستقيما او لا يكون , اذ العبرة ليس في
ذات العمل , وانما في حسنه , فما الحاجة الى كثرة العمل اذا لم يؤد الى
مضاعفة سلبيات المجتمع وتأزيم قضاياه . ان كثيرا من الاعمال والمشاريع
الاجتماعية والثقافية , تصل في بعض الاحيان الى مستوى من السلبية , بحيث
لو يستفتى المجتمع في بقائها وعدمه لا يختار غير العدم , وذلك لما لها من
دور في اضافة ازمات وعقد داخل المجتمع .
والضابطة الاساسية في كل ذلك ,
توافر كل مستلزمات العمل الاخلاقية العامة والخاصة . فأذا ما لازم كل
مشروع اخلاقه وادابه , فأنه لا محالة سيصبح نقطة ايجابية في صالح المجتمع
, وسيتمكن من تحقيق بعض اهدافه , او لا اقل سيخلق حالة ايجابية حسنة في
محيطه , بعكس ما اذا افتقد المشروع لتلك الاخلاق , فأنه حتى وأن انتج
العديد من الاعمال والافكار , ستكون له مساوئ ضارة جدا بالمجتمع .
لذا
فأن اي دعوة للمشاركة في العمل الاجتماعي لا بد ان تضع في حسابها مثل هذه
المستلزمات , ومنها الدعوة الى مشاركة المثقف و فالساحة الثقافية
والاجتماعية لا شك انها متعطشة لرؤية المثقف متفاعلا في اوساطها , لكن لا
يعني اي تفاعل حتى وأن افتقد الى شروطه الاخلاقية , لان انعدامه خير من
وجوده , وانما التفاعل الذي يرافقه كل ما يستلزم من اخلاق وآداب , ذلك حتى
لا تكون مشاركته مرضا يضاف الى سائر الامراض المستعصية في المجتمع , ولكن
علاجه يضاف الى غيره من الادوية المساهمة في القضاء على امراض المجتمع او
التقليل من مستواها .
ان لهذه الاخلاقيات وجهتين , فهي تارة تكون عامة
واعني بها اخلاقيات او شروط العمل الاجتماعي والثقافي الموضوعية , وتارة
تكون خاصة , وهي عبارة عن السلوكيات التي يحسن بالمثقف التحلي بها اثناء
ممارسته لعمله . فأما العامة , فأهمها ثلاثة امور :
اولا : وضوح المنهج والتوجه
من
اين يريد ان ينطلق المثقف في مشروعه , ولماذا , والى اين يريد ان يصل ,
وما هي ادواته العملية , ومسلماته الاولية . هذه التساؤلات هي التي تأتلف
لتكون منهجا للعمل . ولذا لابد من وضوحها حتى تكون مشاركته علمية , وتبتعد
عن الضبابية .
ففي بعض الاحيان يكون للمثقف فو غيره منششروعا اجتماعيا
او ثقافيا , لكنه معتم وضبابي , بسبب عدم الوضوح في مبادئه , او لانه جاء
كرد فعل سلبي على بعض المؤاخذات الاجتماعية , وما يحدث في هذه الحال هو
تلكؤ هذا المشروع في مسيرته وتعثره بين الحين والآخر , مما يجعله يدور في
حلقة فارغة لا يدري الى اين يريد الوصول . وهذا فعلا ما ياحظ اثناء قراءة
تجارب بعض المشاريع السياسية او الاصلاحية التي كان لها صوت في مناطقها .
حيث تجد انها تصل الى منطقة عملية وتتوقف او تنتهي , او تقع في حيرة لا
تتعرف هل تتقدم ام تتاخر , والسبب في ذلك عدم وضوح المنهج والمنطلقات .
اذ
لوكان المنهج مبوبا و واضحا , فأن كل ما يحدث من منعطفات في الساحة
وتحولات لا يمكن ان تؤثر سلبا على المشروع بأن يتوقف او يتلكأ , اذ وضوحه
سيمكن اصحابه من الالتفاف على كل المفاجآت الغير متوقعة, وذلك بعكس ما لو
كان المنهج غير واضح وسار المشروع في المجتمع عفويا فأن اي تحول يمكن ان
يغير اتجاهه او يوقعه في حيرة و ومن لطيف القول هنا ان قائدا لمشروع
اصلاحي سئل حين حدثت في الساحة السياسية انعطافة كبرى , عن خطتهم القادمة
وماذا سيفعلون , قال وقد بدت عليه الحيرة والتشاؤم : والله لا ادري , وكأن
ينتظر ان تجود عليه الساحة بشئ , هذه المقولة ( والله لا ادري ) لا يمكن
صدورها من قبل قائد , لو كان منهجه واضحا وغير عفوي , لكن لانه من البداية
لم يبوب منهجه ولم يعرف من اين وقع في مثل هذه الحيرة .
اذا فما ينتظر
من المثقف هو مشروع واضح المعالم فصيح المنهج غير ضبابي . واعتقد ان كل ما
يحتاجه المثقف من مستلزمات كي يتمكن من تسطير منهج واضح , متوفر وبكثافة .
واولى تلك التجارب العملية الاصلاحية الكثيرة التي حدثت امام عينيه . فلو
لم يكن هناك تجارب صريحة وواضحة – كما كان ذلك بالنسبة لكثير من المشاريع
الابتدائية , لامكن ايجاد عذر لكل تلكؤ يطرأ على المنهج العلمي , اما وقد
امتلأت الساحة اليوم بالتجارب العديدة والقوية , فلذلك امكن للمثقف ان
يستقي منها عبرا ويستفيد من نجاحاتها وفشلها من تكوين مشروعه المستقبلي .
ثانيا : التحول الى المؤسساتية .
ان
من اشد ما يؤخذ على المثقف في عمله , نزوعه المستمر نحو الفردية , اما
لكثرة اشكالاته من حيث انه لا يرضى عن الشئ ولا حتى عن نفسه , فيبقى لوحده
ويدور في حلقته , او لتوقف طموحه عند حد النقد للموجود فقط , اما ان يتحرك
هو لتشكيل بديل مناسب فهذا غير وارد . او الامور الاخرى غير ذلك لا تعنينا
في هذه العجالة . لكن الفردية منهج غير مجد في عالم اليوم , الذي يمتلئ
بالاعمال الفردية وتكثر فيه النقودات وتقل البدائل . فالساحة الثقافية
والاجتماعية اليوم ليست في حاجة لمن يتخصص في النقد المطلق . وانما هي
بحاجة الى مشاريع حية , وان كانت ثمة نقود فلا بد ان تكون منطلقة من اصحاب
تلك المشاريع لانها لن تكون خالية وانما اقرب الى الواقع والحقيقة
الاجتماعية .
لذا اقول بأن المثقف بحاجة اليوم – كي يكون اكثر عملية –
الى التحول والانتقال الى اسلوب العمل الفردي الذي يتوقف عند حدود النقد ,
الى اسلوب العمل المؤسساتي الجمعي الذي يجعل المثقف في زحمة العمل
والانتاج , وبالتالي الايجابية وليس السلبية .
واعني بهذا التحول نحو
المؤسساتية , الاندماج ضمن مشاريع اجتماعية او ثقافية تحمل اهدافا واضحة .
بحيث يفرغ المثقف طاقاته من خلال تلك المشروعات الجمعية في سبيل تحقيق تلك
الاهداف المشتركة , وذلك لا شك يعود بالنفع الكبير على المثقف نفسه حيث
يجد لكفائته اطارا يستوعبه وينشطه , فتتحول كفاءاته الى مشاريع ترفع من
شأنه وتحل مشاكله . ولا يخفى هنا بأن هذا التحول من المثقف يحتاج الى تجرد
من كثير من ذاتياته – والتي دائما ما تكون العائق الاساسي الذي يحول دون
انتاجه وتفاعله من حوله , اذ لو اراد كل انسان ان يعمل وفق تصوراته
الشخصية زلا يتتنازل عن شئ منها , لما امكن انجاب اي مشروع جمعي على مستوى
الساحة .
ثالثا : التكيف مع سائر الوجودات .
لا يصح ان المثقف ان
يقول اما ان اعمل بمنهجي وفكري او لا اعمل , لا لعدم صحته كمنهج فقط ,
وانما لانه مستحيل التحقيق , لان كل انسان في الساحة العملية يمكن ان يقول
ذلك , فلأن هذا المنهج غير صحيح , اذا لا بد من التوافق والتلاقي مع سائر
المشروعات القائمة في المحيط الذي يعمل به المثقف , ولا اقصد بذلك التوافق
المطلق معها , بأن يقبل بكل رؤاها ومناهجها , وانما التوافق النسبي الذي
يسمح له بأن يتحفظ على كل ذلك , لكن بحيث لايقوده تحفظه ذاك الى تشنيج
الاجواء وخلق العداوات وقطع الصلات , وانما يخص بذلك المثقف , لانه يتمتع
بوعي ونضج يساعده على اتخاذ مثل هذه المواقف الايجابية , والتشجيع عليها ,
وبالتالي الحد من التشنجات التي عادة ما تكون وليدة الاجواء المتخلفة
القليلة الوعي .
هذه بعض الخلقيات العامة المتصلة بشروط العمل الثقافي الاجتماعي , واما الخلقيات الخاصة , فيمكن تركيزها في امور :
1-
فك العزلة الشخصية والتعايش مع المجتمع بتواضع تام . وقد سبق الاشارة الى
ذلك , لكن اجلى مصاديقه هنا التواجد في وسط المحافل الاجتماعية , وكسر
القطيعة المتعمدة معها . وعلى رأسها المحافل السعيدة كالافراح والاعراس
وغيرها . والحزينة كالتأبينات واشباهها وسائر المناسبات , لان ذلك النوع
من المواساة , والاداب الاجتماعية , والمثقف بصفته داعية ونموذجا طيبا في
داخل المجتمع هو اول من ينبغي له مراعاة مثل هذه الاداب , بل من المفروض
ان لا ينبه اليها اساسا لانها من المسلمات .
وحتى نكون اكثر صراحة نقول
ان المثقف في مثل هذه الخلقية , يحتاج الى رفع حاجز التكبير والاستصغار من
قدر الغير , لان هذا الحاجز هو الخلفية وراء ابتعاده عن مثل هذه المحافل ,
والمثقف حقا ينبغي ان لا يبتلى بمثل هذه الصفات المذمومة , فقد ورد في
الاثر عن الامام البافر ( ع ) قال : ( ما دخل قلب امرء من شئ من الكبر الا
نقص من عقله مثلما دخله من ذلك , قل ذلك او كثر ) وقال الامام علي ابن ابي
طالب ( ع ) : ( لا يتكبر الا وضيع خامل ) .
2 – هدوء المزاج في التعاطي
مع اشكاليات المجتمع , فلا يخفى ان المجتمع لا تنقصه الاخطاء والاشتباهات
, لكن مع ذلك هو يحتاج الى قلب كبير يستوعبه ولا يتعجل على اصلاحه , بل
ولا يضخم اشكالاته ونواقصه , تماما كما كان رسول الله ( ص ) , حيث اصبح
قالبا مستوعبا لكل اشكالات مجتمعه , حتى وصفه سبحانه وتعالى بقوله : ( لو
كنت فظا غليض الفلب لانفظوا من حولك ) . ومفادها ان الرسول ( ص ) لم بكن
فظا ولا غليظ القلب وانما كان بالمؤمنين رؤوفا رحيما لقوله تعالى : ( لقد
جاءكم رسول من انفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم )
.
وهكذا ينبغي ان يكون المثقف حين يهم بالتعاطي مع مجتمعه تقافيا او
حتى اجتماعيا , وذلك جزءا من اخلاق العلم . فقد ورد عن الرسول الاعظم ( ص
) انه قال : ( والذي نفسي بيده ما جمع شئ الى شئ افضل من حلم الى علم ).
وقال الامام علي ( ع ) : ( خفض الجناح زينة العلم ) .
( تواضعوا لمن تعلموا منه العلم ولمن تعلمونه , ولا تكونوا كجبابرة العلماء فلا يقوم بجهلكم علمكم ) .
2-
احترام فكر الغير . وذلك حتى وان لم يسستسغ له , فأن عليه ان يتعامل معه
باحترام , كما يريد ام يتعامل معه . فكل فكرة تنتشر في الاجواء الاجتماعية
, او كل عقيدة , اذا لم تتجاوز الحدود العقلية , ينبغي ان تقابل بالاحترام
والتقدير , ويقال كذلك ان متقدم خطوات عن غيره في هذا الشأن , لانه متجاوز
لمشكلة الكفير وهي نقطة تحسب له , اذ قلما نجد مثقفا تصدر منه كلمة او
موقف ينم عن هذه المشكلة الخطيرة . لكنه في بعض الاحيان يبتلى بداء
الاستخفاف , فينظر الى ان فردا ما لا يفهم وآخر سطحي وثالث كذا وكذا .
وهذا لا شك ضرب من ضروب العجب والغرور , والذي يفترض من انسان واع كالمثقف
ان يتجنبه ويتخلص منه . يقول رسول الله (ص ) : من قال : انا عالم فهو جاهل
) .
الى هنا اكتفي والا فأن هناك الكثير من المسائل الخلقية التي تدخل
ضمن هذا السياق , وانما رمزت الى هذه فقط لانها في رأيي محل ابتلاء المثقف
. ولم ذكرها الا تنويها فقط والا فالبحث فيها مسهب جدا وخاصة لواردنا
معالجة جزئياته
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://readwithus.yoo7.com
 
أخلاقيات المثقف ... بين الخصوصية والعمومية
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
»  ملحمة الدروس الخصوصية
»  رصاصة المثقف
»  المثقف ومفهوم الإبداع

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات اقرأ معنـا :: ˆ~¤®§][©][ عــلوم وثقافـة ][©][§®¤~ˆ :: الصحافة والإعلام-
انتقل الى: