1) كيف ترتقي في منازل السائرين إلى الله وكيف تقوي إرادتك؟
[center]كيف تقوي إرادتك ؟
إن أكثر ما يحتاجه المترقي في منازل السائرين إلى الله حتى يسير ولا يتوقف أو يضعف أو يتردى . هو " تقوية الإرادة "
· قال ابن كثير رحمه الله في قوله تعالى : { يا يحيى خذ الكتاب بقوة } . أي بجد وحرص واجتهاد . قال النبي صلى الله عليه وسلم:
[ الْمُؤْمِن الْقَوِيّ خَيْر وَأَحَبُّ إِلَى اللَّه مِنْ الْمُؤْمِن
الضَّعِيف ، وَفِي كُلّ خَيْر ] .قال النووي رحمه الله : والمراد بالقوة هنا عزيمة النفس والقريحة في أمور الآخرة ، فيكون صاحب هذا الوصف :
1- أَكثر إقداما على العدو في الجهاد ، وأسرع خروجا إليه ، وذهابا في طلبه .
2- وأشد عزيمة في الأمر بالمعروف ، والنهي عن المنكر .
3- والصبر على الأذى في كل ذلك ، واحتمال المشاق في ذات الله تعالى .
4- وأرغب في الصلاة والصوم والأذكار وسائر العبادات ، وأنشط طلبا لها ، ومحافظة عليها ، ونحو ذلك .
5- وأما
قوله صلى الله عليه وسلم : ( وفي كلّ خير ) فمعناه في كل من القوي والضعيف
خير لاشتراكهما في الإيمان ، مع ما يأتي به الضعيف من العبادات
.
· العبادة سبب للقوة :
قال الله تعالى :{وَيَا
قَوْمِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُرْسِلِ
السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَى قُوَّتِكُمْ
وَلَا تَتَوَلَّوْا مُجْرِمِينَ} قال وهب بن منبه رحمه الله : « من يتعبد يزدد قوة ومن يكسل يزدد فترة » .
قال السري السقطي رحمه الله: « أقوى القوة غلبتك نفسك ومن عجز عن أدب نفسه كان عن أدب غيره أعجز».
· علامة صحة الإرادة :
قال ابن القيم رحمه الله : علامة صحة الإرادة :
- أن يكون هم المريد رضا ربه .
- واستعداده للقائه .
- وحزنه على وقت مرَّ في غير مرضاته .
- وأسفه على قربه والأنس به .
- وجماع ذلك أن يصبح ويمسي وليس له هم غيره .
· مظاهر وأسباب تقوية الإرادة عند المترقي :
1- تقوية عناصر الإيمان بالله وبصفاته العظيمة وبقضائه وقدره وصدق التوكل عليه، وحسن الظن به.
2- التدريب العملي على مقاومة أهواء النفس ومخالفة شهواتها .
3- القيام بأنواع العبادات مثلاً :
تأدية
عبادة الصلاة بالتزام وانتظام وخشوع وخضوع لله وسيلةٌ تقوِّي إرادة
الإنسان على مخالفة كثير من أهواء النفس ، و كذالك تأدية عبادة الصوم
بالتزام تام واحتساب لله وسيلة أخرى لتقوية الإرادة وهكذا سائر العبادات .
4- التزام الطاعة في كل ما أمر الله به والبعد عن كل ما نهى الله عنه ، والمسارعة إلى فعل الخير قبل وجود الموانع كذلك تقوي الإرادة.
5- يستطيع المؤمن أن يقوي إرادته بوسائل : كثرة ( الذكر ، تلاوة القرآن ، الاستغفار ، الدعاء ) .
6- ومما
يقوي إرادة المؤمن على فعل الخير أن يضع دائماً ابتغاء مرضاة الله عز وجل
هدفاً له ،وأن يعلم أن جائزته العظمى هي الجنة وما أعده الله فيها للمتقين ،
وأن يتذكر دائماً قوله تعالى :{ وأما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى
فإن الجنة هي المأوى } .
7- الجد في الأمور ، والأخذ فيها بالحزم ، والإنتظام في الأعمال ، والإبتعاد عن الفوضى .
8- ومن ظواهر قوة الإرادة التفاؤل بالخير ، وصرف النفس عن التشاؤم ، مع تمام حسن الظن في الله.
9- امتلاك النفس عند الغضب ، وكبح جماحها عند اشتداد النفس في معاملة الغير .
10
- تلقي الأحداث بالصبر وعدم الحزن على ما فات ، وعدم التطلع إلى ما هو
بعيد المنال مستحيل التنفيذ .اهـ بتصرف ( الأخلاق الإسلامية ، لحبنكة
الميداني )
[center]
مغذيات للمترقي
ولابد
لمن أراد الترقي في منازل السائرين إلى الله ، أن يأخذ بعض (
المنشطات،والجرعات،والمقويات،والتطعيمات ) والتي تعينه على عملية الترقي
والصعود إلى أعلى الدرجات وأشرف منازل الآخرة ،عند رب الأرض والسموات .
1- الاستعانة
بالله ، والتضرع ، والانكسار ، والافتقار الدائم المستمر بين يديه، وسؤال
الله دائماً أن يعينك على " ذكره وشكره وحسن عبادته " ، وقد حثنا رسولنا
عليه الصلاة والسلام أن نقول دبر كل صلاة اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن
عبادتك .
· وكان شيخ الإسلام بن تيمية رحمه الله دائماً يدعو بهذا الدعاء في سجوده ويكرره .
2- أن
تكثر من هذه الأدعية : يعني أن تلازمها في كل وقت وفي كل حين في دعائك في
الصلاة وخارجها ،و في ذهابك وإيابك حتى وأنت واقف عند إشارة المرور ، وكذلك
في صالة الانتظار ، وعلى فراشك ، ومع الناس ، وفي عملك ، وسوف تجد ثمرتها
في حياتك قبل مماتك ..
· ومن هذه الأدعية :
- [
ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار ] فإنها من
أكثر ما كان يدعوا به النبي صلى الله عليه وسلم ،وفيها سعادة الدنيا
والآخرة .
- [ يا حي يا قيوم برحمتك أستغيث أصلح لي شأني كله ولا تكلني إلا نفسي طرفة عين لا إله إلا أنت ] .
- [ لا حول ولا قوة إلا بالله ] فإنهاكنز من كنوز الجنّة وفيها استعانتك بالله على أمورك كلها الدينية والدنيوية .
- [
لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين ] فهي التي نجى الله بها يونس
عليه الصلاة والسلام من بطن الحوت ، وهي سبب من أسباب إجابة الدعاء ، وفيها
أسرار عجيبة لا يعلمها إلامن أدمن عليها وذاق طعمها.
3- الإكثار
من الاستغفار ، فإن من لزمه ، جعل الله له من كل همٍ فرجاً ومن كل ضيق
مخرجاً ورزقه من حيث لا يحتسب، وبورك في وقته وعمره وهوسبب من أسباب
الزيادة والنمو والارتقاء كمايشهد بذلك كلام الله ، اجعل الاستغفار ديدنك
في كل وقت .. ليس في أوقات معينة ، كلا ، كلا ، كلا ، بل في حياتك كلها ..
قال بعض السلف : أصبحوا تائبين وأمسوا تائبين ..
4- التقوى
: وهي امتثال الأوامر واجتناب النواهي ، وكما قال تعالى : " ومن يتق الله
يجعل له من أمره يسراً " فإذا أردت أن تيسرعليك عملية الترقي في أشرف
المنازل فعليك بالتقوى .
· ونتيجة
عدم التقوى هي تعسير عملية الترقي في منازل السائرين إلى الله فتجدغير
المتقي دائماً يسقط أو يتعثر أو ينحرف عن المسير إلى تلك المنازل .
5- القراءة
في صفة الجنّة : وما أعده الله سبحانه وتعالى لعباده المؤمنين ( من
الأشجار ، والأنهار ، والحور العين ، والقصور ، وأعظمها لذة النظر إلى وجه
الله الكريم ).
راجع كتاب : ( الجنّة والنار ) للدكتور : عمر الأشقر .
6- القراءة
في حياة السلف : وعبادتهم لله ، وأخلاقهم ، وزهدهم في الدنيا ، وتعلقهم
بالله ، راجع كتاب ( صفحات مشرقة من حياة السلف ) لموسى الأسود .
7- مصاحبة
المترقين وأصحاب الهمم العالية : الذين رؤيتهم تذكرك بالله ، فإن صحبتهم
لها تأثير عجيب في التغيير من واقع الإنسان وأخلاقه وسلوكه ..
· وكان ابن الجوزي رحمه الله يقول : نعوذ بالله من صحبة البطالين .
8- القراءة
في كتب فضائل الأعمال : وما أعده الله لكل عمل من ثواب حتى يكون لك حافزاً
للمسارعة في الأعمال الصالحة ، مثاله : فضل قراءة القرآن ، فضل قيام الليل
، فضل الذكر ،
· وفي الحكمة : من استشعر ثواب الأعمال هانت عليه مشقة العمل .
9-كثرة
الشكر والحمد لله : إذا حصلت لك نعمة دينية ، فاعلم أن الله وفقك إليها
وسهلها عليك ، وحببها في قلبك . قال تعالى : { ولئن شكرتم لأزيدنكم } .
- فإذاشعرت بأنك بدأت ترتقي في منازل السائرين إلى الله فاحمَدِالله على ذلك حتى يزيدك الله ارتقاءاً وصعوداً في المنازل.
10- التعوّد على المجاهدة :
· قال ابن قدامة المقدسي رحمه الله : ينبغي للإنسان أن يعود نفسه المجاهدة فإنه من عود نفسه مخالفة الهوى غلبها متى أراد .
· أخي
المبارك أختي المباركه: لو عملنا بهذه الوصية في حياتنا سوف تنحل عنك عقد
كثيرة كنا نعاني منها سواء كان ذلك تثاقلا عن بعض الطاعات أو تركا لبعض
المعاصي ، ونبدأ بعدها نرتقي من حال إلى حال ، بإتباع هذا المنهج وهو "
التعوَد على المجاهدة " .
[/center]
[/center]